عباس يوسف قطان

ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة في الكتاب، ثم انتقل الى المدرسة الصولتية وفيها حفظ القرآن الكريم وجوّده، وأخذ الفقه واللغة العربية من علمائها، ولازم حلقات علماء المسجد الحرام التي كانت تقعد بين العشائين.

ومن مشايخه الذين أخذ عنهم: الشيخ عباس مالكي والشيخ سعيد يماني، والسيد المرزوقي والشيخ عمر باجنيد والشيخ عمر حمدان المحرسي.

وفي أوائل العهد السعودي أصبح عضواً في المجلس البلدي بمكة المكرمة، وفي سنة 1347هـ عيّن أميناً للعاصمة المقدسة الى نهاية 1364هـ، ثم عيّن عضواً في مجلس الشورى، ثم طلب إعفاءه منه وتفرغ للأعمال الخيرية التي كان ينوي القيام بها في مكة المكرمة.

كان رحمه الله موضع ثقة المسؤولين في حل المشكلات، فكان يكلف ببعض مهام الأمور في عهد رئاسته لأمانة العاصمة المقدسة، فحينما انتهت إمارة الأمير عبد العزيز بن إبراهيم على المدينة كُلّف بالسفر الى هناك وتصريف شؤون الإمارة الى حين تولي الأمير عبد الله السديري إمارتها، كما كان يعهد إليه بالعمل في بعض الأمور التي تطرأ والتي يرغب الملك عبد العزيز اتخاذ إجراء معين فيها.

وكانت داره في مكة المكرمة وفي الطائف أيام الصيف مفتوحة للناس وتغص بروادها من أهل العلم والفضل ومن الضيوف الذين كانت تنصب لهم الموائد صباحاً ومساءً، وكانت تسقبل الضيوف من كبار الحجاج في موسم الحج في كل عام.

اشترى رحمه الله مكتبة الشيخ حامد الكردي، وكانت من أبرز المكتبات الخاصة بمكة المكرمة وأثمنها، وحصل على موافقة السلطات ببناء مقر لها في موضع مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بشعب علي وذلك في عام 1370هـ، فأشرف على البناء بنفسه، وفي نفس العام توفي رحمه الله وتولى أبناؤه إكمال هذا الصرح العلمي، ونقلت المكتبة اليه وسميت (مكتبة مكة).

قيل أنه رحمه الله حصل على موافقة السلطات في إنشاء مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في موقع دار السيدة خديجة رضي الله عنها والتي سميت أخيراً مولد السيدة فاطة الزهراء رضي الله عنها وذلك في سنة 1368هـ، وقد أكمل بناء المدرسة أبناؤه بعد وفاته وسلمت المدرسة الى وزارة المعارف التي افتتحتها.

وكان رحمه الله مشهوراً بإصلاح ذات البين، كما كان حريصاً على الإصلاح بين العائلات التي يطول بينها الجفاء(1).


(1) االمغربي، محمد علي، أعلام الحجاز، جـ1، ص 77.

الصفحة السابقة