وجـوه حجازيـة

(1) عبدالله بن بكر كمال (1290هـ ـ 1341هـ)

هو عبدالله بن بكر بن علي بن عبدالحفيظ كمال. ولد بالطائف، وأرسله والده الى البادية فنشأ فيها نشأة عربية، وأتقن فن الرماية، ثم عاد الى الطائف وشرع في طلب العلم على جهابذة علماء عصره. فأخذ الحديث عن الشيخ أحمد نجار، وأخذ اللغة العربية عن الشيخ شعيب، وأخذ الفقه الحنفي عن الشيخ عبدالقادر سبحي، والشيخ عبدالحفيظ قاري؛ وأجيز بالتدريس فعقد حلقة درسه بمسجد ابن عباس في شتى العلوم، وأخذ عنه الشيخ عبدالله بن عبدالرحيم والشيخ صبحي بن طه الحلبي، والشيخ محمد صالح قزاز.

تولى رحمه الله قضاء مكة المكرمة في عهد الأشراف عام 1321هـ، ولقب بـ (عبدالله أفندي) ثم قضاء الطائف سنة 1327هـ، ثم استقال وسافر الى مكة المكرمة فعيّن عضواً بلجنة المعارف واستمر بها الى أن توفي رحمه الله بها.

ترجم له الزركلي وقال: اشتغل بتاريخ الطائف ولم يكمله، وأطلعني على مجموعة له في الأدب، وله رسالة في العروض وأخرى في الفلك(1).

(2) محمد الكناني (1230هـ ـ 1308هـ)

محمد بن علي بن أحمد بن مصطفى الكناني، ثم المكي الشافعي. ولد ببلده ونشأ بها، ثم رحل الى الشام فحفظ القرآن الكريم، ثم رحل الى مصر فحضر بالجامع الأزهر على الشيخ الباجوري وغيره. ثم قدم مكة المكرمة سنة 1261هـ، وعكف على طلب العلم فحضر دروس العلماء الأعلام، وانتفع بهم فقرأ على الشيخ أحمد الدمياطي والسيد محمد الكتبي الكبير والشيخ عثمان أحمد الدمياطي، والسيد أحمد النحراوي وشيخ العلماء الشيخ جمال، وأجازوه.

تصدّى للتدريس بالمسجد الحرام، وكان ذا تقرير حسن، وكان في أول شبيبته كتبياً دكانه بباب السلام، ولم يكن أحد وقتئذ يبيع الكتب إلا هو والباز، وقد مكث على ذلك سنين، واجتمع لديه كتب خطية نفيسة كثيرة، لأنه كان إذ ذاك صاحب ثروة كبيرة، ثم ترك تعاطي بيع الكتب واشتغل بالعلم والتدريس والإفادة والإستفادة.

توفي رحمه الله بمكة المكرمة(2).

(3) عبدالقادر المفتي (1049هـ ـ 1191هـ)

عبدالقادر بن يحي بن عبدالقادر بن أبي بكر بن عبدالقادر الصديقي الحنفي المكي. ولد بمكة المكرمة، ونشأ بها، وقرأ على جماعة من علمائها، منهم عمه علي، فقد لازمه وبه تخرج وتفقه، وكان متقناً متفوقاً بفقه أبي حنيفة، واستفاد ودرّس، وصار أمين الفتوى لدى عمه مدة مديدة، وبعد وفاة عمه تقلد الفتوى، وقام مقامه أحسن قيام، محمود السيرة والسريرة، وهو سبط الشيخ حسن عجيمي، وقد جرد له تآليف عديدة من الهوامش التي كان يكتبها بخط يده ويعلقها على الكتب.

توفي رحم الله بمكة المكرمة، وهو آخر من تولى الإفتاء من بيت المفتي المشهورين بمكة المكرمة(3).


(1) عمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 163؛ وخير الدين الزركلي، الأعلام، جـ4، ص 202؛ وسليمان بن صالح آل كمال، مساجد الطائف داخل السور، ص 19-24؛ ومحمد طاهر الكردي، التاريخ القويم، جـ6 ص 107.

(2) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص 478؛ وعبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص 205.

(3) ابو الخير، مصدر سابق، ص275؛ وغازي، مصدر سابق، ص88؛ وعمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 171؛ وحسن عبدالحي قزاز، أهل الحجاز بعبقهم التاريخي، ص 293.

الصفحة السابقة