وجـوه حجازيـة

(1) محمد سراج 1297 ـ 1377هـ

محمد علي بن عبدالرحمن سراج (بكسر السين وفتح الراء). ولد بالطائف وحفظ القرآن الكريم ومجموعة من المتون في النحو والبلاغة والمنطق والفرائض، وعرض على والده فشرح له غوامضها، واخذ النحو والصرف والبلاغة عن الشيخ أحمد نجار، وأخذ الفقه والتفسير والحديث عن الشيخ عبد الحفيظ القاري، وأخذ عن الشيخ شعيب الدكالي المغربي، ولازمه مدة إقامته في الطائف.

ثم قدم الى مكة المكرمة وتولى الإمامة والخطابة بالمسجد الحرام في العهد العثماني. وحين احتل الحجاز على يد آل سعود، تولى القضاء بالطائف، فكان موفقاً في أحكامه، محبوباً بين جميع الطبقات، ثم نقل قاضياً بالظفير، ثم نقل عضواً برئاسة القضاء بمكة المكرمة، فقام بواجبه خير قيام، وخلال عمله في القضاء اشتهر بالعدل والتوفيق بين الخصوم(1).

(2) أحمد البتاوي 1292هـ ـ 1353هـ

هو أحمد بن أحمد بن سعد بن عبدالرحمن الرزوقي البتاوي. ولد بجزيرة جاوة، وبعد وفاة والده وعمره تسع سنوات، حرصت والدته على تعليمه، فقرأ القرآن الكريم، ومجموعة من مبادئ العلوم على يد أحد الفقهاء وهو الحاج أنور، ثم لازم الشيخ عثمان بن محمد بالحسن ملازمة تامة، وجدّ واجتهد وأكثر بالأخذ عنه. وفي سنة 1325هـ أرسله شيخه المذكور الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج والمجاورة ببلد الله الحرام، لطلب العلم، فأخذ عن علماء المسجد الحرام في النحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والفقه وأصوله والحديث وأصوله والتفسير والمنطق والفلك والفرائض.

أخذ هذه العلوم عن الشيخ عثمان السرواقي، والشيخ محمد علي بن حسين المالكي، والسيد محمد أمين بن أحمد رضوان المدني، والشيخ حسب الله المصري ثم المكي، والشيخ عبدالكريم الداغستاني، والشيخ عبدالله بن محفوظ الترمسي، وغيرهم كثير من علماء المسجد الحرام. ولازم أيضاً وتخرج به السيد عمر شطا، وأجازه وروى عنه، ثم عاد الى وطنه فاشتغل بالتدريس ونشر العلم والدعوة الى الله، وتخرج به كثير من العلماء ، وظل مستمراً على ذلك الى أن توفي رحمه الله(2).

(3) محمد حسب الله 1233 ـ 1335هـ

هو محمد بن سليمان حسب الله الشافعي المكي. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وجد واجتهد بطلب العلم، فأخذه عن جماعة من العلماء الأفاضل، واعتنى بالقواعد وأصول المسائل، وبرع في التفسير والفقه. فأخذ بمكة المكرمة عن مفتي مكة الشيخ أحمد الدمياطي، والسيد أحمد النحراوي، والشيخ عبدالغني الدمياطي، وانتفع بهم وأجازوه بسائر مروياتهم، ولازم الشيخ عبدالحميد داغستاني ملازمة تامة، فقرأ عليه التفسير والحديث والفقه وغيرها، وأجازه بجميع مروياته.

وأخذ عن الوافدين الى مكة المكرمة: الشيخ أحمد منة الله الأزهري، والشيخ محمد بن خليل القاوقجي، ورحل الى مصر وأخذ عن شيخ الإسلام إبراهيم السقا وأجازه، وزار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ على المحدث الشيخ عبدالغني الدهلوي في الحديث وأجازه بجميع مروياته.

تصدر للتدريس بالمسجد الحرام، فدرّس وأخذ عنه جمع كثير، منهم الشيخ عثمان تمبوسي، وأبو بكر بن شهاب الدين تمبوسي، والشيخ عبدالستار الدهلوي، وكان يزور المدينة المنورة كل سنة ويصوم بها رمضان، ويدرس بالمسجد النبوي الشريف.

قال عنه الشيخ عبدالستار الدهلوي: كان آية في الحفظ والتعبير متمكناً في الفقه والتفسير، حضرت عنده تفسير الجلالين بعد المغرب في المسجد الحرام مدة، وكان لا يمسك كراسة بيده عند القراءة، بل يلقي التقرير عن ظهر قلب مع التفهم، حضرت درسه في المدينة المنورة مرات كثيرة، وكنت مقرئاً عنده حتى أنه لما كف بصره، ما ترك تلك العادة في التدريس.

توفي رحمه الله بمكة المكرمة.

له: حاشية على منسك الخطيب الشربيني الكبير؛ الرياض البديعة في أصول الدين وبعض فروع الشريعة؛ فيض المنّان؛ شرح فتح الرحمن(3).


(1) عبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص58. وعمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 274.

(2) محمود سعيد أبو سليمان، تشنيف الأسماع، ص 38.

(3) عبدالله مرداد أبو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص 419. وعمر عبد الجبار، سير وتراجم، ص 299. وعبدالحي الكتاني، فهرس الفهارس، جـ1، ص 356. وخير الدين الزركلي، الأعلام، جـ 7، ص 23. وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، جـ 10، ص 49. وأخيراً يوسف إليان سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعربة، ص 751. وأيضاً، معجم الكتاب والمؤلفين، جـ1، ط2، ص 37.

الصفحة السابقة