وجـوه حجازيـة

(1) محمد بن عبدالله بن حميد (1236 ـ 1295هـ)

محمد بن عبدالله بن علي بن عثمان بن علي بن حميد، العنزي ثم المكّي الحنبلي. مفتي الحنابلة بمكة المكرمة وإمام وخطيب بالمسجد الحرام. ولد في عنيزة، ونشأ نشأة حسنة، وقرأ القرآن الكريم وحفظه عن ظهر قلب، وطلب العلم فقرأ على علماء عنيزة وما حولها. ومن مشايخه الذين أخذ عنهم: الشيخ فرناس بن عبدالرحمن، ومفتي نجد الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بابطين، ومحمد بن ابراهيم السناني وغيرهم. وقد لازمهم في أصول الدين وفروعه، وفي الحديث والتفسير.

بعدها رحل الى مكة المكرمة للتزود والإستفادة، فجاور بها ولازم علماء المسجد الحرام من أهلها والوافدين إليها. فأخذ عن السيد محمد بن المساوي الأهدل الزبيدي، والسيد محمد السنوسي المالكي، والشيخ محمد بن حمد الهديبي المتوفى بالمدينة المنورة سنة 1262هـ، وغيرهم. قرأ على هؤلاء الأصول والفروع والحديث وعلوم العربية وأجازوه بسند متصل.

ثم رحل الى الشام، فأخذ عن علمائها. ثم قام برحلات عديدة الى اليمن ومصر والعراق وفلسطين وعاد الى مكة، وتصدّر للتدريس بالمسجد الحرام، وعيّن إماماً للمقام الحنبلي ومفتياً بمذهب الإمام أحمد بن حنبل، واستمر في ذلك حتى وفاته في الطائف.

له: السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة؛ حاشية على المنتهى وشرحه؛ النعت الأكمل بتراجم أصحاب أحمد بن حنبل؛ مختصر بغية الوعاة للسيوطي(1).

(2) محمد بن تركي (1299 ـ 1380هـ)

هو محمد بن علي بن محمد بن منصور بن عبدالله بن تركي. ولد في عنيزة، فنشأ في كنف أبيه وربّاه تربية حسنة. حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب وجوّده. سافر الى مكة وعمره أربعة عشر عاماً، واشتغل مع أخيه في التجارة، والى جانب ذلك طلب العلم بمكة وتلقاه عن علماء الحرم المكّي الشريف بالمدرسة الصولتية بمكة، فأخذ عن الشيخ أحمد بن عيسى، والشيخ أبو بكر خوقير، والشيخ صالح أبا فضل، والشيخ عبدالرحمن الدهان، والسيد عبدالله زواوي، وعلي مالكي، وعبدالله أبو الخيور، والشيخ المحدّث شعيب المغربي الدكالي وغيرهم. وفي سنة 1337هـ، قام برحلة الى الهند، وقرأ على علمائها، وأخذ عنهم الحديث. ثم رجع الى المدينة المنورة، فأقام بها مدة قرأ فيها على علماء الحديث من أهلها والوافدين إليها. ثم قام برحلة الى مصر وفلسطين، وقضى شهر رمضان في القدس، وألقى دروساً فيه. وفي هذه الرحلة زار الشام، ثم عاد الى جدّة. وفي سنة 1357هـ، تجوّل في نجد والأحساء والقطيف وباقي إمارات الخليج، ثم عاد الى المدينة فأقام بها. وقد اكتسب من هذه الرحلات خبرة بالناس ومعرفة، واجتمع بالعلماء. ولي قضاء المدينة المنورة، وعيّن مساعداً لرئيس القضاة بمكة المكرمة، ثم أعفي بناء على طلبه، وعاد الى المدينة وعيّن مدرساً في مدرسة دار العلوم الشرعية. توفي في المدينة المنورة(2).

(3) عبدالله بن حميد (1291ـ 1346هـ)

هو عبدالله بن علي بن محمد بن عبدالله بن علي بن عثمان بن حميد. ولد في مدينة عنيزة، وقدم والده الى مكة، وتلقى العلم فيها، فأخذ التفسير والحديث عن الشيخ شعيب الدكالي المغربي؛ وأخذ الفقه والتوحيد عن الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى؛ ثم توجّه الى المدينة المنورة فلازم الشيخ عبدالله القدومي فتفقّه عليه. ثم رجع الى مكة المكرمة وأخذ علوم اللغة العربية عن الشيخ محمد بن سعيد بابصيل، والشيخ عبدالوهاب الأنصاري، ثم رحل الى عنيزة فلازم الشيخ صالح بن عثمان القاضي، وحمد العبدالكريم الشبل. بعدها عاد الى مكة المكرمة، فتصدّر للتدريس في حلقة درسه في رواق باب الزيادة في المسجد الحرام. وفي سنة 1326هـ، تولى منصب الإفتاء وإمام المقام الحنبلي.

توفي في الطائف. وله: شرح مختصر على عقيدة السفاريني؛ ورسالة في المناسك؛ ورسالة جمع فيها أسماء كتب الحنابلة(3).


(1) خير الدين الزركلي، الأعلام، جـ7، ص 121. ومحمد بن عثمان بن صالح القاضي، روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين، جـ2، ص 232 ـ 236. وعبدالحي الكتاني، فهرس الفهارس، جـ1، ص 519 ـ 520. وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، جـ10، ص 227. ومحمد الحبيب الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 421.

(2) محمد بن عثمان بن صالح القاضي، روضة الناظرين، جـ2، ص 304-307. وعبدالله بن عبدالرحمن البسام، علماء نجد خلال ستة قرون، ص 904.

(3) عمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص 200-201. ومحمد بن عثمان بن صالح القاضي، روضة الناظرين، جـ1، ص 414.

الصفحة السابقة