إلى خادم الحرمين وعائلته غير الكريمة

عظيم الروم والقيصر السعودي

قصيدة للدكتور الإصلاحي عبدالله الحامد حول قيصر السعودية وعظيم روم أميركا،
تناسب مقام أمراء العائلة المالكة وما يصنعونه بحقّ شعبهم، رأينا إعادة نشر معظم أبياتها


عظيمُ الرومِ كيفَ الحـ

ـالُ مالأخبارُ يا قيصـرْ

تحلّقنا على المذيـا

عِ مشدوديـنَ إذ خَبّـرْ

وحدّقنا إلـى التلفازِ

إذا ألقى وإذ صـوّرْ

..فأمسيتم غساسنةً

تُقَبّلُ جبهةَ القيصـرْ

فنرجو الله أن تبقى

عيونُ القيصرِ الأشقـرْ

ودوروا مثلَ بَكْرَاتٍ

فهذا القيصرُ المِحْوَرْ

* * *


عظيمُ الرومِ كيفَ الحـ

ـالُ مالأخبارُ يا قيصـرْ

لقد علّمْتُمُ الدنيا

أساسَ الحُكْمِ لا يُنكَرْ

بأنّ الشعبَ لا يُقهرْ

ويَجبُرُكُمْ ولا يُجبـر

فـلا مُتَسَلّطُ يلغي

إرادتَهُ إذا قَــرّرْ

فصرتُمْ قُدوةَ الدنيا

منَ اليابان إلى النيجر

* * *


ولو كنتَ زعيماً في

بلادِ العُرْبِ لمْ تَخْسَـرْ

فكانَ السيفُ قانوناً

وكانَ الناخبُ العسكـرْ

فـزُوّرتِ انتخابـاتٌ

وقـد فـازَ الـذي زَوّرْ

فأنت الحزبُ والقانو

نُ يفديكَ الذي استَنْكَرْ

فقلنا الله قَدْ سخّـرْ

رضينـا بالـذي قَـدّرْ

ولمْ نَفْقَـهْ بأنَّ اللهَ

خيّرنا فَلَمْ نَختَـرْ

* * *


ظننّا أنّكَ المهديُّ

لا الحجّاجُ قـد كشـّر

صلاحُ الدينِ والدنيا

أو الأسكنـدرُ الأكبـرْ

فَضَعْ دستوركَ الأخضرْ

وضَعْ ميثاقَكَ الأحمرْ

ولقبناكَ حامي الدار

والـدارُ بِكُمْ تُنحـَر

وردّدنا مُعزّ الشعبَ

والشعبُ بكَ استَصْغَرْ

وسمّيناكَ سيفَ القدسِ

والقدسُ بكَ استأسَرْ

ولقبناكَ مُحي الدين

يا مَنْ يَحفـرُ المَقْبَـرْ

فخِفْنا فاستُخِـفَّ بنا

فنافقنـا لهُ أكثـر

لَثَمْنا كفَّهُ اليمنى

وبسنا المَنْكَبَ الأيسـرْ

وأحرقنا ضمائرنا

نُبَخّرُ ثوبكَ الأغْبَرْ

وسمّينا البنينَ بهِ

عسى أن يشبهوا عَبْقَـرْ

* * *


بذكركَ بِدْءُ مدرسةٍ

بِرَسْمِكَ يبدأُ الدفتر

وباسمك جامعٌ يُدعى

وشارعنا الـذي نَـوّر

لكَ البنكُ الذي رابى

معَ البنكِ الذي استثمرْ

وهذا المصنعُ العملاقُ

والشركاتُ لمْ تُشهـر

وإنْ كَبُرَتْ مُناقَصَةٌ

فأنـتَ مقـاولٌ أكبـر

ونَفطُ الأرضِ للمولى

وللقربى وللمعشـر

ويؤذينا ويسلبنا

وقد سمّى وقد كبّـر

ومَنْ يهمسْ به أنصفْ

يَقُلْ ميعادُكَ المحشر

ومَنْ يصرخ: دعوا حقي

يُجبْهُ الجورُ بالخنجر

فَلَمْ تَتْرُكْ لنا شيئاً

سوى المقهى أو البنشر

ولو أنصفتَ سمّينا

بكَ الملهى أو المَخْفَـرْ

وسمّينا بكَ النكبا

ت والنكسات يا عنتـر

فعشنا أمّة الملهى

أو المشفى أو المهجر

لنا الجلطاتُ والقرحا

تُ والسكتاتُ والسُّكّر

* * *


وتُدعى بالأبِ الحاني

وأيّةُ والدٍ أَبْتَـرْ؟

بلا رأيٍ تسيرُ بنا

الى المَرْعَى أو المَجْزَرْ

فكانَ الصبرُ مفتاحاً

لقبرِ الأمّةِ الأكبر

ومَنْ بَذَرَ الثرى خَوفاً

جنى الجبنَ الذي أثْمَرْ

تخفّى في سراديبٍ

كمثل الضبّ إذ أجْحَرْ

فصرتَ أمامهم تصفر

وكنت أمامنا تزأر

سكتنا حينَ تأسِرُنا

فعُوقبنا بأنْ تُؤسَـر

* * *


فإنْ قُلنا لهُ شاوِرْ

أجابَ: الحرّ لا يُؤمر!

وما الشورى بملزمةٌ

لمَنْ يُعزى الى عَبقَرْ!

رعاعٌ أو عبيدٌ هل

تناقشُ سيداً قسْوَرْ؟

وظنّ الناسَ ماشيةً

خِرافاً حولهُ تجتـرّ

وظنّ الأمنَ أن نبكي

ولا نحكي وأن يَقهر

فكمّم كاتبَ النادي

وألجمَ فارسَ المنبر

وتابعَ كلّ مخلوقٍ

قرينٌ يكتبُ المحضـر

فخاف الخلُّ من خلٍّ

وخانَ البنصرُ الخنصرْ

وقيّدَ كلّ مولودٍ

من المهدِ الى المَقْبَـرْ

ولمْ نَفْقَهْ بأنّ العدلَ

والشورى هما العسكر

ومَنْ يَعدِلْ يَنَمْ أمْنَاً

فلنْ يَقلقْ ولنْ يَحذَرْ

* * *


فألهى الناسَ عنْ حُكمٍ

تدهورَ حينما استأثر

فبالبلوى أو الحلوى

وبالسكّينِ والسكّــر

وحذّرهمْ عنِ الدنيا

لكي تبقى له أوفـر

وأطعَمَهُمْ منَ الأفلامِ

ما ألهى وما أسْكَر

لِمَنْ ولّى ومنْ صلّى

إذاعاتٌ بهمْ تسهر

ومنْ غنّى ومنْ أغضى

لكلٍّ حَبُّه يُنثر

نثرتَ الحَبَّ للعلماءِ

والكتابِ كي تَنفر

فأضحتْ صُحْفُنا ذيلاً

لمولانا الذي حرّر

وجاءَ بلاطَكَ الخطبا

ءُ منْ صنعاءَ أو تدمُر

وصار الشعرُ دلفيناً

يليقُ بكم إذا ثرثر

فهذا الأخطلُ الراعي

أمام جريرنا زمجـر

معارضنا لهم قمحٌ

ومِرْبدُنا لهم أثمر

وخانوا فاستخفّ بنا

فصرنا الذلّ أو أحقر

فقالوا حين أجدبنا

كفاكُمْ غَيْثُهُ أمْطَر

وقالوا حين زُلزلنا

وويلُ العدلِ قدْ عَبّـر

وبسمِ اللهِ يأسِرُنا

وبسمِ اللهِ نستأسِرْ

ويؤذينا ويَسْلِبُنا

وقد سَمّى وقدْ كبّـر

* * *


ولو كنتَ زعيماً في

بلادِ العُرْبِ لمْ تَخْسَـرْ

لأنّ الأمرَ للقُربى

وللأصهارِ والمَعْشَر

فأمسيتُمْ براهمةً

وأمسى شعبُكمْ شَوْدَرْ

كأنّ الناسَ مِنْ تِبْنٍ

ومَعشرُكُمْ منَ الجَوْهَرْ

فريقٌ مالكٌ أثرى

وشعبٌ هالكٌ أعْسَرْ

وبعضٌ لاهثٌ يلهو

وجمعٌ كادحٌ يَجْأَرْ

فقرّبْتَ الذي أغْضَى

وأبعدتَ الذي أبْصَرْ

فذا النهّابُ والكذّابُ

والّلعابُ مُسْتَوزَرْ

وحاشيةٌ برامِكَةٌ

وحُجّابٌ بِكُمْ تَقْهَرْ

فمَنْ لمْ يَرْشِ أو يُدْهِنْ

فإنّ طريقهُ أعْسَرْ

ومَنْ لمْ يَلْقَ واسِطَةً

فَلنْ يُسقى ولو غَرْغَرْ

وأضحتْ دارُنا سوقاً

لمَنْ رابى او استَثْمَرْ

وصرنا أمّة الإذلا

لِ والتزويرِ والمَظْهَرْ

وتبدو الواهبَ المعطي

أبا الأيتامِ والقُصّرْ

وحاتمُ كلّ مَكْرُمَةٍ

وتُدعى المُحْسِنُ الأشْهَرْ

فأيّةُ مُحْسِنٍ تُؤجَرْ

إذا لمْ يحسنُ المصدر؟

وسالَ المالُ في الشهواتِ

نهرٌ هادراً يَزخَر

فَعَمّرَ كلّ ما أطغى

قصورَ العاجِ والمرمر

وأنشأ كلّ ما ألهى

وجمّع كلّ ما أبْطَرْ

فأمسى المالُ مخمورا

على بُرَكِ الهوى يُنثر

ومال الله بدّدنا

لنبني الملعبَ الأكبر

* * *


ولو كنتَ زعيماً في

بلادِ العُرْبِ لمْ تَخْسَـرْ

فغرّرتَ بأهل العلـ

مِ إنّ الذئبَ مَنْ غرّر

وأهلُ العلمِ أوصونا

بتصديقِ الذي زَوّر

فمنهمْ غافلٌ يجري

ولا يدري عنِ المَعْبَر

فيدركُ بعضَ ما يظهرْ

ولا يدري عنِ المَخْبَر

وبعضٌ قالَ لا أقوى

وأظهرَ غيرَ ما أضْمَر

ومنهمْ حالبٌ ضَرْعاً

لكلّ تصرّف برّر

فإن قاطعتَ صهيوناً

تلونا سورةَ الكوثر

وان صالحتها قلنا لـ

ـكَ اجنح مثلهمْ تُشكَر

وان عاديتَ أمريكا

أذَعْنا خُبْثَ مَنْ نَصّر

وان واليتها قلنا

يعيش الروم والقيصر

* * *


فأبْحَرْنا معَ السلطانِ

في الخلجانِ إذْ أَبْحَرْ

وردّدنا الذي تُلقي

إذاعتُنا لكيْ نُؤجَرْ

وجدّدنا نصوصَ الدينِ

إذ فازَ الذي خير

فللقرآنِ تحفيظٌ

وويلٌ للذي فَسّـر

وإدغامٌ وإخفاءٌ

وويلٌ للذي أظْهَـر

وقالَ فقيهُكَ الرسمي

منْ يصبرْ فقدْ يَظْفَر

ألينوا نصحهُ سرّا

وحيّوا كلّ من يَقهر

ولا ينجو منَ البلوى

سوى منْ هانَ واستصْغَرْ

فتلكَ الشمسُ لمْ تُشْرِقْ

وذاكَ البدرُ ما أقْمَرْ

وجاءَ فقيهُكَ السامي

فَجَهّلَ كلَّ مَنْ فَكّر

فمَنْ يأمُرْ بمعروفٍ

ومنْ يَصْدَعْ ومَنْ يَجْهَرْ

* * *


ولو كنتَ زعيماً في

بلادِ العُرْبِ لمْ تَخْسَـرْ

لأنّ الرأيَ مخنـوقٌ

فـلا أحرارُهـا تـزأر

لأنّ الـرأي مختبئٌ

يُتَمْتِمُ كلّما أَسْفَـرْ

لأنّ العِلمَ تلقينٌ

فما جلّـى ولا نَـوّر

لأنّ الفكرَ ترديدٌ

فما أحيا ولا حَرّر

ألا يا أمّةً سكتتْ

عِظِيْ الشاهينَ والحُمر

فلولا العالمُ الأعشى

ولولا الكاتبُ الأعور

ولولا صبرُك الأعمى

لما عَبَثَتْ بنو الأحمر

ولولا أمّةٌ رَكَعَتْ

لما فرعونُها استكبر

ولولا أُمّةٌ لعبتْ

لما مُستعصمٌ دَهْوَر

إذا ما أُمّةٌ ذلّت

فإنَّ حمَامَها استَنْسَر

ألا يا أمّة ضَحكتْ

عليهـا الـرومُ والبربر

الصفحة السابقة