إعتقالات ومخططات عنف ومتفجرات في جدّة

منذ منتصف شهر فبراير الماضي وحملة الإعتقالات مستمرة، بدأت في مكة، ثم انتقلت الى شمال جدة وقد بلغ عدد المعتقلين حسب مصادر مطلعة بالمئات. معتقلو جدّة قيل أنهم كانوا يهمون بمهاجمة مؤسسات حكومية يوم عرفة في وقت تكون فيه تلك المؤسسات والإدارات خالية. آخرون رأوا في حملة الإعتقالات مجرد (إعتقالات وقائية) تحسباً للحرب، وما يمكن أن يثيره هؤلاء من مشاكل لسلطة آل سعود.. أو أن الأمر مجرد تخويف لآخرين بأن أجهزة الأمن لن تتسامح مع العنف، في وقت ألمح أكثر من أمير (وبينهم وزير الداخلية والدفاع والخارجية) الى أن احتمال وقوع اضطرابات في المملكة وارد إذا ما هوجم العراق.

ويبدو أن العنف سيتصاعد فعلاً، وقد يتخطّى مهاجمة الغربيين الى مهاجمة واغتيال الأمراء. وأشارت بعض الأنباء أن الحراسة الخاصة تمّ تعزيزها منذ أكثر من شهرين على الأمراء، إضافة الى انتشار الدوريات في كل المدن وعلى الشوارع، وزيدت الحماية للمؤسسات الحكومية، إضافة الى منشآت النفط، التي يتوقع غربيون أنها قد تتعرض للتخريب من عناصر سلفية. وكانت الولايات المتحدة قد أوصلت الى الحكومة السعودية معلومات (أو أوامر) بهذا الشأن تنصحها بتكثيف الحماية خشية تأثير ذلك على إمدادات النفط أو ارتفاع أسعاره بمجرد أن يعلن عن خبر تفجير موقع أو منشأة نفطية.

في هذه الأثناء كشفت وزارة الداخلية أن أجهزة الأمن تمكنت من تعطيل ثلاث قنابل تضم 16 إصبعا من الديناميت كانت مزروعة داخل مخارج طوارىء مركز ''المحمل'' التجاري في وسط مدينة جدة. وقالت الأنباء أن المتفجرات زرعت بإحكام وأوصلت عبر الاسلاك بساعة توقيت محددة للتفجير عند الساعة السادسة بتوقيت جرينتش من صباح السبت 8 مارس 2003. بيد أن أجهزة الأمن ـ وبعد أن لاحظت القلق الذي ساد الأوساط الشعبية ـ عادت وخففت من الخبر وقالت أنه من صنع هواة، وأن أصابع الديناميت خالية من صواعق التفجير وغير ذلك.

أما جريدة الشرق الاوسط فذكرت ''ان مركز التسوق وبرج المكاتب المجاورة أخليا قبل ساعة من توقيت الانفجار من جميع عامليهما بواسطة مكبرات الصوت وان جميع مداخل ومخارج الطوابق (اربعة سفلية و9 علوية) اغلقت''. هذا ولم تتمكن الأجهزة الأمنية من اعتقال المدبرين شأنها في ذلك شأن الحوادث العديدة المتكررة الأخيرة، وخاصة حادثة اغتيال الدكتور الوردي وكيل إمارة الجوف، حيث تفيد أنباء مقربة من عائلة الفقيد أن أمير الجوف السابق هو من دبّر حادثة الإغتيال، خاصة وأن الدكتور الوردي شخصية وطنية نظيفة وفاعلة وكان وجودها (خطأً) على حاشية الصراع الداخلي للأمراء قد جعلها ضحية لهم.

إطبع الصفحة الصفحة السابقة