(تويتر) و(فيس بوك) والمنافسة مع الاعلام المحلي

حملات متواصلة تنظّمها الصحف المحلية من أجل استعادة أسواقها التي نضبت، وجمهور لم يعد يكترث للورق بقدر اعتماده على الشاشة، فكيف إذا ما واصلت الصحف خطابها الفتنوي وصادمت الجمهور في مواقفه ومعتنقاته الفكرية والسياسية.. ليس مستغرباً أن تجد أبرز الصحافيين والاعلاميين على الصعيد المحلي وقد فتحوا حسابات لهم على مواقع التواصل الإجتماعي، من أجل مواكبة التطوّر في وسائل الاتصال الجماهيري.

فقد ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في 24 إبريل الماضي بأن شبكات التواصل الاجتماعي مثل (فيسبوك) و(تويتر) و(يوتيوب) تحقق تغييراً مهماً على صعيد الاعلام في السعودية، لكنها تثير في الوقت ذاته الإضطراب والفوضى نظراً لصعوبة التاكد من مصادرها وفحوى ما تنشره.

ونقلت الوكالة عن عمار بكار الخبير في شؤون الاعلام الجديد قوله (عندما يكون المجتمع معتاداً على من يرتب له أجندته ويفكر نيابة عنه ثم فجأة ينفتح على كل شيء فسرعان ما يحدث نوع من الخلخلة السريعة للكيان والبناء الاجتماعي).

وتلفت الوكالة الى أن السعوديين يتناولون خلال نقاشاتهم معظم قضايا المجتمع، حيث يعمد شبان وفتيات إلى إنشاء صفحات متخصصة أو ينتجون أفلاماً تسجيلية للتعليق على القضايا وانتقاد مسؤولين ورجال دين ومثقفين وحتى إعلاميين.

ويضيف الرئيس السابق للاعلام الجديد في مجموعة (ام بي سي): (في الدول المحافظة سياسياً وإجتماعياً هناك أولويات لما يتم مناقشته (...) مثل القضايا الدينية وغيرها، الاعلام الجديد يغيّر المعادلة بشكل جذري لكنه يؤدي الى الفوضى في الجانب الاخر).

ويقول محمد بدوي خبير التقنية في شركة “زاركوني” للتدريب وتطوير تطبيقات الايفون ان (عدد مستخدمي فيسبوك في المملكة يبلغ أكثر من 4.5 مليون شخص، فهي في مقدمة دول المنطقة من حيث اعداد المستخدمين للشبكات الاجتماعية).

ويضيف أن (الرياض تمثل نسبة 87% من المستخدمين تليها جدة ثم الخبر)، مشيراً (الى أن 69% يتصفحون الانترنت عبر الجوال الذي يستخدمه 95% من السعوديين). ويؤكد بدوي أن (عدد مستخدمي الانترنت 11.8 مليون مشترك).

وأشارت الوكالة إلى أهم المواضيع المتداولة في الآونة الاخيرة والمتمثلة في قضية الشاب حمزة كشغري المتهم بالتطاول على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وانتقاد الداعية محمد العريفي لقوله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهدي الخمر قبل الإسلام الأمر الذي دفعه الى التراجع والاعتذار. في الوقت نفسه، تخوض مجموعة من الفتيات معركة على مواقع التواصل الاجتماعي بشان عمل المراة والسماح لها بقيادة السيارة، نجحن في الاولى وما زلن يأملن في تحقيق الثانية قريباً.

وكشفت دراسة لشركة “اومنيكوم غروب” المتخصصة في التسويق، تزايداً كبيراً في ارتياد مواقع التواصل الاجتماعي بحيث قال 86% ممن شملهم الاستطلاع في السعودية، ان “فيسبوك” موقعهم المفضل تليه منتديات الدردشة والبريد الالكتروني. وبحسب الدراسة، قال 49% من الذين شملهم الاستطلاع انهم لا يستطيعون العيش من دون “فيسبوك”، في حين أكد 86% ان الاعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تثير اهتمامهم بالمنتجات.

الصفحة السابقة