مخرجة سينمائية بدون سينما والمشاهدة في البحرين!

طاقات فنية وأدبية وسينمائية معطّلة في بلادنا، فإما أن تتمرد على الواقع وتقيم عالمها الخاص الذي تنمّي فيه طاقاتها الابداعية، أو تلجأ الى الخارج لتفجير تلك الطاقات وتطويرها وتظهيرها. هيفاء المنصور، مخرجة ممنوعة من الذهاب لدور السينما لأنها ببساطة غير متوفرة. وكانت المنصور قد أنهت مؤخراً أولى تجاربها في مجال الأفلام الروائية القصيرة، وعنوانه “وجدة”، ولكن لن يتاح لها مشاهدة هذه الفيلم وعرضه داخل البلاد، لأن دور السينما محظورة بالمملكة.

وكانت هيفاء المنصور، 39 عاماً، قدّمت العديد من الأفلام القصيرة عن بيئتها الاجتماعية، ثم التحقت بجامعة سيدني بأستراليا، وحصلت على شهادة الماجستير في فنون السينما. وقبل تسعة أعوام، تخلت المنصور عن وظيفتها بشركة نفط لاحتراف الإخراج (عندما بلغت العقد الثالث أردت أن يكون لي صوت..في السعودية الناس لا يستمعون للنساء، أنهم يقفزون للرجل التالي لمحادثته..أحببت الأفلام وقررت أن أنتجها)، حسب مقابلة مع سي إن إن في مايو الماضي.

ويسلط فيلم (وجدة)، وهو من تأليف المنصور كذلك، الضوء على قضايا المرأة السعودية، ويتناول حكاية الفتاة السعودية (وجدة)، 11 عاماً، التي ترعرعت ضمن المجتمع التقليدي بضواحي العاصمة الرياض، واصطدم طموحها لممارسة هوايتها بركوب دراجة هوائية بتابو المحظورات. وقالت المنصور إن أحداث القصة تدور حول ابنة شقيقتها، مضيفة: (إنها ذكية للغاية وتطمح للقيام بالكثير لكن عائلتها تقليدية، عندما بدأت في النضوج أرادوا منها البقاء في البيت كسواها). مضيفة: (الأنشطة الخارجية كركوب الدرجات محظورة على الفتيات، ليس لأنه مخالف للقوانين، بل لأنها قد تسبب المتاعب).

وحول التحديات التي واجهت تصوير وعرض الفيلم، قالت المخرجة السعودية: (تصوير امرأة في السعودية أمر شبه مستحيل.. من الصعب العثور على امرأة ترغب في الخروج عن المألوف والظهور أمام الكاميرا...بحثنا في كل مكان بأنحاء البلاد، ولم نجد الفتاة المناسبة حتى قبل بدء التصوير بأسبوع). علماً أن عملية البحث المطولة كانت لإيجاد فتاة تجسد دور (وجدة) في الفيلم الروائي الذي تلعب فيه ممثلة الشاشة الصغيرة السعودية، ريم عبدالله، دوراً..وأضافت: (السعودية ليس مكاناً يسهل العمل فيه..ففي مواقع كثيرة كان الناس يتصرفون بعدائية باعتبار أن الكاميرا أمر مفسد). وتابعت: (صورنا في بعض المناطق المحافظة حيث أغضب وجود الكاميرا بعض الناس). وحول مشاهدة الفيلم: (إذا أراد الناس في السعودية مشاهدته عليهم السفر للبحرين..أنه لأمر محزن السفر للخارج لمشاهدة فيلم صور وأنتج بالداخل).

الصفحة السابقة