مؤذن ينتحر شنقاً.. سؤال الوازع!

في تعليق عفوي وساخر على نبأ انتحار مؤذن في أحد مساجد جازان جاء: (كلما انتحرت بنت قالوا غياب الوازع الديني. هذا الوازع الديني بكبره راح انتحر)!

الخبر بحسب ما جاء في صحيفة (الشرق) في 6 أكتوبر الجاري يقول بأن مؤذن مسجد في قرية الركوبة التابعة لمحافظة صامطة جنوبي منطقة جازان، أنهى حياته شنقا داخل غرفة نومه في منزله الذي يقيم فيه منفردا. والمؤذن المنتحر غير متزوج ويبلغ من العمر ـ وهنا المفاجأة ـ 65 عاماً. وأرجعت الصحيفة أسباب الانتحار الى أسباب صحية ونفسية (رغم مواظبته على أداء فروض الصلوات بشكل يومي لكونه مؤذناً لأحد المساجد في القرية). غيابه عن صلاتي العصر والمغرب في المسجد يوم انتحاره أثار شكوكاً لدى المصلين، فاتجه أقاربه الى منزله لٌلإطمئنان عليه. طرقوا الباب طويلاً ولكن دونما جواب، فاستعانوا بفرق الدفاع المدني الذين اقتحموا الدار وصدموا من مشهد المؤذن وهو في غرفة النوم معلّقاً بحبل موثوق بمروحة سقف الغرفة، وقد فارق الحياة.

يبقي البعد الأساسي غامضاً في قضية انتحار المؤذن، وإن سؤال الوازع الديني يبقى حاضراً، لأنه أول ما يخطر في بال أي مراقب أو عارف بالشؤون الدينية، إذ إن ثمة حكماً دينياً صارماً وقاطعاً من الانتحار، فلماذا إذاً يقدم شخص يفترض فيه الالتزام الديني على الانتحار ووضع نهاية مأساوية لحياته دون أن يراعي الحكم الشرعي في هذه المسألة. وبحسب الصحيفة، فإن المنتحر ترك وصية مكتوبة تفيد أنه قام بتسجيل جميع أملاكه وما يدخره كوقفٍ للمسجد! هذا يزيد الأمر تعقيداً وغموضاً..فهل ثمة من يعيد النظر في أسباب الانتحار ودوافعه بدلاً من إبقائه محصوراً داخل الحيز الديني المحض؟

تجدر الإشارة الى أن حوادث الإنتحار في السعودية تتزايد بشكل غير عادي عاماً بعد آخر، والأسباب متعددة اجتماعية واقتصادية ونفسية وصحية.

الصفحة السابقة