تبوك تغرق وصحافتنا تسخر!

لا.. هي ليست أول كارثة سيول تقع في تبوك، حتى لا يداهمنا أحد ويقول كارثة طبيعية مباغتة، أو أن هنالك ما هنالك من مبررات تارة بإسم الطبيعة وتارة بإسم التعدّيات البشرية.
وبالمناسبة، لا يفصل بين كارثة السيول الأولى والثانية سوى ثلاثة شهور، وحينذاك فحسب كتبت صحيفة (الرياض) تقريراً بتاريخ 23 أكتوبر 2012، تحت عنوان (الشلالات والسيول تضاعفان متعة الإجازة في تبوك)، نعم هكذا كان العنوان، وكانت الصور بالمناسبة كما هي أعلاه، مياه تغطي الأرض، ولابد أن الصحيفة تعمّدت اغفال المشاهد الكارثية طالما أن المراد من السيول هي متعة الإجازة!

اللافت في تقرير الصحيفة والذي له صلة بكارثة السيول التي وقعت مؤخراً هذه الفقرة (وتفقّد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك رئيس اللجنة الرئيسية للدفاع المدني بالمنطقة مساء الاحد أحياء وشوارع وطرق مدينة تبوك واطمأن على أعمال الجهات الحكومية الخدمية ذات العلاقة وتنفيذ الخطط والإجراءات الاحترازية من قبل اللجنة الرئيسية للدفاع المدني بعد هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها تبوك وضواحيها وعمت أرجاء المنطقة) ويضيف التقرير (كما وقف سموه على ما تقدمه الجهات ذات العلاقة من خدمات..).

اللافت ان الدولة العتيدة لم تكترث لما اصاب تبوك في المرة الاولى فوقعت كارثة السيول في المرة الثانية بعد ثلاثة شهور من السيول الاولى..وأن سموه الكريم! يبدو أنه عقد اجتماعات لغايات أخرى وليس الوقوف على جهوزية الاجهزة المعنيّة أو تقديم الخدمات والا لما شهدت تبوك كارثة الغرق التي غطّتها، وشرّدت سكانها..لم نسمع عن انسانية صاحب الأيادي البيضاء في كاترينا! المصيبة أن سموّه لم يقطع إجازته، وإنما عاد الى المدينة المنكوبة بعد اكثر من اسبوع على وقوع الكارثة، التزاماً منه ومساندة للأهالي!

الصفحة السابقة