بضائع اسرائيلية في اسواق المملكة بالمليارات.. مؤامرة؟!

لو قيل لك بأن جهة ما تستهدف النيل منك وقد خصّصت مائة مليون دولار، فلابد أن تثير ألف سؤال وسؤال حول هذا الاهتمام المبالغ فيه من أجل شخص لا يملك حولاً ولا قوة، وأن النيل منه لا يتطلب في أقصى التقديرات بضعة آلاف من الدولارات، الا اذا كنت زعيماً تاريخياً.

ويقال الشيء ذاته على مستوى الدول، حيث أن الاستهدافات غالباً ما تقتصر على مبالغ محدودة، دفعاً لأي خسائر فادحة متوقعة، لأن من الغباء ان تجازف أي دولة بأن تخصص مبالغ ضخمة لاختراق أسواق دولة أخرى وهي تعلم بأن النجاح محفوف بمخاطر جمّة.

رئيس غرفة تجارة الرياض عبد الرحمن الزامل فجّر (هكذا) مفاجأة من العيار الثقيل في 26 كانون الثاني (يناير) الماضي حيث أعلن عن محاولات اسرائيل تصدير صناعاتها وبضائعها الفاسدة والمغشوشة بقيمة 8.5 مليار دولار سنوياً وتستهدف السوق السعودية الى جانب السوق المصرية. وقال في تبرير هذا الحجم الهائل بما نصّه (أن عدم انزواء الجهات الحكومية في المنافذ الحدودية تحت قيادة واحدة يساهم في دخول بعض المواد الممنوعة من السلع المغشوشة أو المقلدة أو المحرمة دولياً أو شرعاً). وهذا الكلام يلفّه غموض كبير، فماذا يعني (عدم انزواء)؟ وكيف أن المنافذ الحدودية ليست تحت قيادة واحدة، فهل يشرف على المنافذ عدد من الحكومات أو المنظمات الدولية أو أن صراع الاجنحة انتقل الى الحدود، فالحدود الشمالية لجناح والحدود الجنوبية لجناح آخر؟!

علاوة على ذلك كله، هل يعقل أن يقدم الكيان الاسرائيلي على تهريب بضائع وصناعات بقيمة 8.5 مليار دولار، وهو الذي يحفر الصخر من أجل الحفاظ أو استجلاب الشيكل سواء في البر أو البحر، فكيف يغامر بهذا المبلغ وهو يدرك بأنه قد يخسره دفعة واحدة، فكيف إذا تكررت المحاولات بصورة سنوية..الجواب: قول غيرها يا شيخ، الاسواق المحلية مليئة بالبضائع الاسرائيلية فلماذا نختبىء خلف أصابعنا؟!

الصفحة السابقة