ممارسة السياسة في السعودية على (تويتر)

بعد مقالة (ثورة السعوديين على تويتر) التي نشرتها صحيفة (نيويورك تايمز) في أكتوبر الماضي، أثارت شبكة سي إن إن في 20 شباط (فبراير) سؤالاً كبيراً (هل حقاً يستطيع تويتر تغيير السعودية)، وقام الصحافيان صموئيل بورك وكلير كالزونيتي بتقديم قراءة أولية، جاء فيها: أن الربيع العربي تجاوز السعودية الى حد كبير. وفي الحقيقة، فإن التظاهرات محظورة في شوارع المملكة. ولكن في العالم الافتراضي، فإن الاحتجاجات متصاعدة، وكثير منها يحدث عبر تويتر. فقد تدفق السعوديون على شبكة التواصل الاجتماعي بالملايين. وقد كشفت دراسة حديثة بأن الرياض، العاصمة، هي واحدة من مدن العالم الأكثر نشاطاً على تويتر. وبرغم كثرة المحتّجين على مواقع التواصل الاجتماعي قد تمّ استهدافهم، فإن الحكومة السعودية تسمح غالباً لهذا الخطاب كطريقة يتم فيها السماح للمواطنين بالتنفيس عن إحباطهم. محمد القحطاني، أحد أبرز الناشطين في السعودية، يعمل بلا كلل لفضح انتهاكات حقوق الانسان في بلاده. ولذلك، يقول، يتوقع بأن يلقى به خلف القضبان في أي يوم.

وتويتر من بين الأدوات التي يستعملها د. محمد القحطاني الذي اعتقل مؤخراً، وهو قيادي في جمعية حسم للحقوق المدنية والسياسية، للقيام بنشاطه السياسي. يقول القحطاني لكريستين أمان بور، المقدّمة في قناة سي ان ان (نحن لدينا ثورتنا على تويتر. بمقدورنا أن نبث معلوماتنا، والتواصل مع الناشطين الآخرين، وتعبئة الناس نحو التحرّك. وكل هذه الأشياء نقوم بها من خلال تويتر. وللإنصاف، فإن النظام بات حقاً خصيماً لتويتر).

وفي كل مرة كان يتم فيها التحقيق فيها مع القحطاني من قبل السلطات السعودية يجري سؤاله عن تغريداته. وليس بعيداً، فقد غرد القحطاني: (نحن حاضرون لدفع الثمن، مهما بلغ، من أجل أن يحصل شعبنا على حقوقه، والله نحن لا نخاف من سجون النظام السعودي أو إعداماته السياسية).

ولكن كيف يكون السعودي شجاعاً لمجرد إشتراكه في عالم تويتر؟ يقول القحطاني (أشعر بأنني قوي جداً مع زملائي). ويضيف بأنه يشعر بأن عمله، بما في ذلك رسائله على تويتر قد تفضي الى فقدانه الحق في السفر خارج السعودية أو حتى قد يخسر كل حرياته وينتهي به المطاف الى السجن (وهو ما حدث فعلاً).

واعتبر القحطاني محاكمته وزملاءه بأنها (محاكمة سياسية)، و(بالنظر الى حقيقة أن القضاء السعودي ليس مستقلاً وقد يكون خاضعاً تحت نفوذ الحكومة، فإنني بالتأكيد سوف أدان وسينتهي بي المطاف الى السجن. ولكن السؤال هو: الى متى؟). ويضيف: (وتيرة الأحداث هي لافتة للإهتمام حقاً. ولم نعد شعباً صامتاً بعد الآن. ولسنا ساكنين. النظام يحاول تصويرنا كشعب ساكن يعيش في العصور المظلمة، وهذا غير صحيح. الأمور تتحسن. والشعب أصبح الآن واع سياسياً). الحكومة طلبت من علماء كبار إصدار فتوى لحظر المظاهرات العامة، رغم أن القحطاني لا يعتقد بأن السعوديين سيطيعون الفتوى. وهناك مظاهرات مستمرة نسائية ورجالية في مختلف مناطق المملكة.

الصفحة السابقة