أين فوائض الميزانية؟!

سؤال مشروع أليس كذلك؟ منذ العام 2003 وحتى هذا العام بلغت فوائض الميزانية 2.155 تريليون ريال سعودي أي ما يعادل 574 مليار دولار.. لم يخبرنا أحد عن مصير هذا الرصيد المتراكم خلال عقد من الزمن، ولم نسمع عن مشاريع، وخطط خمسية تموّل من هذا الرصيد، فضلاً عن أن تكون هذه الخطط شفافة وواضحة المعالم.

من المنطقي توجيه سؤال كهذا الى وزير مالية مضى على توليّه المنصب هذا منذ 17 عاماً، خصوصاَ وأن قصص الفساد المالي والسرقات الفكلية لا تزال تروى ليلاً ونهاراً، حتى رفع رئيس هيئة مكافحة الفساد محمد الشريف الراية البيضاء مستسلماً لأن أحجام السرقات كبيرة، فيما اللصوص من نوع لا يسمح بسهولة الوصول اليهم.

تساءل أحدهم، ونحن جميعاً نتساءل معه: أين فؤائض الميزانية من مشاكل الإسكان والفقراء والعاطلين عن العمل؟

واذا كان السائل يحذّر من اختراق الخطوط الحمراء والإشارة الى جهة ما، فنحن نسأل بالنيابة عن أغلبية الشعب، ماهو دور الملك والأمراء الكبار في سرقات الثروة الوطنية، ومن أين جاءوا بهذه الثروات الطائلة، حتى صار ربع السكّان الأصليين فقراء، وثلث العاطلين عن العمل من الشباب الذين يشكّلون نسبة أغلبية السكّان، فيما أصبح الاقتراض والدين وحشاً يتربص بالعمال والموظّفين..

لا لن ننزلق الى أسلوب المواقع المشبوهة في تبرئة الملك والأمراء الكبار من سرقات الثروة الوطنية، فهم من أسّس لكل مفسدة وسرقة، وما الشبوك، والسيول، ومظاهر الفقر، وسرقات النفط، والثروات الفلكية، والشركات العملاقة، والمتاجر الكبرى في المدن المقدّسة، والفنادق، والمدن السياحية، والقائمة مفتوحة على مئات بل وآلاف المشاريع سوى بعض مما نهبه آل سعود، وإن عجز الشريف عن ملاحقة الفساد في بعض صوره يشير الى الملك والأمراء دون سواهم ..هكذا هي الحقيقة المجرّدة.

الصفحة السابقة