العمر يطالب بمقاضاة إعلاميين شككوا في ولاء (المصلحين)!

بعد نشر الشيخ سلمان العودة (خطاب مفتوح) في مارس الماضي مطالباً بالافراج عن المعتقلين السياسيين وإجراء إصلاح سياسي شامل قبل وقوع الإنفجار، أي الثورة، تشجّع صديق عمره الشيخ ناصر العمر وقرر الدخول في حلبة الحراك الشعبي، حيث أكد العمر في حديث مطوّل نشره على صفحته الرئيسية في 20 مارس الماضي، على (أن الإصلاح واجب شرعي على العلماء..كما أنه واجب على الكافة كل بحسب استطاعته)، مؤكداً على (أن القيام به أمنٌ للبلاد وحفظٌ لها من الهلاك وشرور الأعداء). وحذّر العمر المسؤولين (من تحجيم دور المصلحين وإيصاد الأبواب دونهم). والعمر يشير الى المصلحين من طبقة رجال الدين، التي ينتمي اليها، ويعارض الاصلاحيين من التيارات الأخرى.

وكشف العمر عن وثيقة قدّمها مع مجموعة من العلماء والمثقفين تتعلق بعدة قضايا تهم البلد، لكن أحد المسؤولين في الديوان الملكي حال دون إطلاع الملك عليها. ويروي العمر ما حدث له قبل عشر سنوات تقريباً يقول:

كتب عدد من العلماء والمثقفين وذوي التخصص من أطباء ومهندسين رجالاً ونساءً مذكرة في 14 باباً ضمنها أبرز القضايا التي تهم البلد في الأنظمة واللوائح، وفي القضاء الشرعي وما فيه من إشكالات، وكذلك في الأسرة والمرأة، وفي المال والإدارة، في الأمن الفكري، وفي الانتخابات والشورى، ورسالة بلاد الحرمين، وحقوق الإنسان، وغيرها من قضايا البلد، وأجملوا في كل جانب أبرز ما فيه من إشكالات، ووضعوا حلولاً مقترحة راعوا فيها مقتضيات العصر وما تواجهه الدولة من ظروف وقام بالتوقيع عليها 70 شخصاً.

ويستطرد العمر (لم نعلن عن هذه الوثيقة، بل ذهبت أنا ومعي خمسة من المشايخ إلى خادم الحرمين في جدة، وطلبنا موعداً خاصاً فلم يستجب لنا، فدخلنا مع الناس وسلَّمنا على خادم الحرمين، وسلمناه العريضة، فأخذها ودعا لنا بالتوفيق.

ويضيف: (وبعد شهر إتصل بي مسؤول كبير في الديوان الملكي، وطلب مني الحضور إلى جدة، فحضرت وكانت إحدى ليالي رمضان، فإذا بالمسؤول يعيد لي المذكرة وقال لي: تفضل مذكرتكم التي كتبتموها لخادم الحرمين، تراه ما قرأها ولن يقرأها! وما شافها ولن يشوفها!) فقلت له لماذا؟ هذه لخادم الحرمين وليست لك، فقال: أنا أمثل خادم الحرمين، وبإمكانك أن تكتب لخادم الحرمين وتقول أني أعدتها).

يعقّب العمر: ( وبعد نقاش مطول معه بدأ في طرح بعض الملاحظات، فأبديت استعدادي لتدارك تلك الملاحظات، وإعادتها له فوافق، فأخذت المذكرة وعدلت ما بها من ملاحظات، وأرسلتها له فلم يقبلها، وبعد محاولات ووساطات قبلها لكنه أعادها بعد أسبوع). ويتابع (كما قد أعطينا الوثيقة لولي العهد ووزير الداخلية آن ذاك، ولأمير الرياض فقبلوها لكننا لم نجد أيضاً أي تفاعل معها، ولم نعلن عن الوثيقة لسنوات حتى بدأنا نتعرض للنقد من الناس بأننا ساكتون عن الإصلاح؛ فحينها أعلنا عن هذه الوثيقة).

وعلى خطى العودة، طالب العمر بتسوية قضية المعتقلين وفيما حذّر الدولة من ظاهرة العنف فإنه في الوقت نفسه اعتبر (لزاماً على العلماء أيضاً الوقوف إلى جانب الموقوفين)، مؤكداً على ضرورة المسارعة (في إنهاء هذا الملف الذي طال أمده).

وانتقد العمر سياسة الأبواب المفتوحة وقال بأن (الدولة تقول إن أبوابنا مفتوحة، وإذا بالواقع قد تغير، فتذهب للوزير أو المسؤول فلا تجده، تذهب للديوان الملكي فلا يسمح لك بالدخول، وهذا أمر خطير..).

من جهة ثانية، طالب العمر بمقاضاة إعلاميين يشكّكون في نيات وولاء المشايخ المطالبين بالإصلاح. ودعا العمر في تصريحات منسوبة له في 3 نيسان (إبريل) الجاري الى محاسبة عدد من من الإعلاميين اتهمهم بالطعن في عقيدة وولاء المصلحين ووصفهم للمصلحين بالخوارج. واستغرب أن يأتي ذلك لمجرد أن أنكر المصلحون المنكر علانيةً، معتبراً ذلك جرأة مرفوضة من هؤلاء الإعلاميين ومطالباً بضرورة مقاضاتهم.

وقال العمر عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: (بلغت الجرأة ببعض الإعلاميين أن يصفوا المصلحين إذا أنكروا علانية بأنهم (خوارج)، وتلك تهمة تستوجب المقاضاة، إذ فيها طعن في عقيدتهم وولائهم).

الصفحة السابقة