المفتي يحذر من النصيحة العلنيّة!

مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، حذر من نصيحة المسؤولين علناً لما في ذلك من المفاسد حسب قوله. كما حذر المفتي الاعلاميين من الكذب والإفتراء من أجل الشهرة عبر المقالات والتغريدات.

موضوع النصيحة السريّة (لولاة الأمر) كما يقال لا يقوم بها إلا بعض المشايخ، وفي الغالب لا يُستمع اليها. ويأتي التحذير لمنع النقد العلني للمسؤولين كما أنه وسيلة لقمع الأفواه المطالبة بالإصلاح. فحين لا تتحدث الصحافة ولا الخطباء ولا الكتاب ولا التلفاز بالنقد، وحين تمنع العرائض العلنية والسرية ولا يرد عليها بل يعاقب عليها بحجة الإفتئات على ولي الأمر، وبث الفتنة.. يزداد الطغيان ويتعمق الفساد والإستبداد.

(سأرسل نصيحة لولي الأمر عبر الحمام الزاجل)، هكذا علقت احدى المغردات، وتساءلت: (في أي عصر يعيش المفتي؟ ضحايا سيول جدة وتبوك وانهيار سوق الأسهم والمدن الاقتصادية المتعثرة صحيحة، وكذلك صحيح ان هناك آلاف المعتقلين بلا محاكمة، وهناك معتقلو رأي، وحرامية أراضي، ولكن: اسكتوا وانتقدوا بالسرّ)!

المغرد رياض قام بتجربة المناصحة السرية مع مسؤول: (هات اذنك، أبيك بسالفة، تراك سارق 500 مليون، وإدراتك زفت، وأنت مهمل، ومشاريعك فاسدة، بيني وبينك لا أحد يدري وأنا أخوك)! في حين أكد الكاتب والمغرد عصام الزامل على أن (المسؤول أجير عند الشعب. ومن حق الشعب ان ينصحه وينتقده ويحاسبه ويسأله علناً وسراً).

اما الكاتب في صحيفة الوطن عبدالله العلويط، فخاطب المفتي هكذا: (طيب يا مولانا اذا ذهبت له لم يسمح لي بالدخول؛ واذا أرسلت ايميل او فاكس لم يقرأه. فلم يتبق إلا الإعلام). وسلطان العجمي اقترح الغاء هيئة الصحفيين ووزارة الإعلام واسناد مهامهما للمفتي، فهو خبير في كل شيء.

منال الحجاز أقرت بأن النصائح العلنية لم تفد مع المسؤولين، فكيف بالسريّة منها؟ وأيدها في ذلك حسين الذين قال: (لا سرّاً ولا علانية.. هؤلاء لا يحبون الناصحين). وتساءل نادر العتيبي عن آليات المناصحة السريّة هذه: (طيّب، كيف أصل الى المسؤول حتى أنصحه بالسرّ، وهو مقفل بابه؟ فيه أحد يستهبل هنا، ومستغلفنا)!

أما المغرد جميل فله رأي يقول بأن تحذير المفتي كان يجب ان يكون لشيء آخر: (ليتك حذرت من الفقر والمرض والإعتقال. السلطة الدينية خذلت الجميع باستثناء شريكها في الحكم، وكل شيء بثمن). اما سالم سداح، فخشي أمراً: (يا خوفي بكرة يطلع لنا حدّ جديد اسمه حدّ المناصحة علناً، ويقصّون لسان كل من تكلم عن فسادهم)!

المغرد علي آل حطاب ذكر بحديث الرسول (ص): (من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده.. الى آخر الحديث). وتساءل: الى من نستمع حين نرى فساد وإهمال؟ للمفتي أم الرسول؟ في حين أن فرح آل ابراهيم أكدت على أن تحذير المفتي (فتوى انتهى مفعولها قبل 15 سنة. سيستم الفتاوى يبغاله أبديت).

الصفحة السابقة