كورونا الاحساء وضنك جدة

هناك أمراض لو لم يخبر عنها ذوو الضحايا، أو من له ضمير أو يخشى الله في عباده لما سمع بها أحد، فلدينا حكومة على استعداد لأن تأتي بكل سياميي العالم لإجراء عمليات فصل لهم على حساب الملك كيما تظهر صورته في صحف العالم، كأكبر متبرع لعمليات الفصل السيامي في الكون، ولكنّه ليس على استعداد لأن يلقي نظرة واحدة على ما يجري في مستشفيات هذه البلاد التي باتت مرتعاً لأمراض غريبة تصيب المواطنين..

ربما استقطب فايروس كورونا الاهتمام بعد أن تزايد عدد ضحاياه وشغل الأوساط الصحية الدولية، ولكن هل سمع أحد عن مرض (الضنك) الذي أصاب جدة منذ سنتين. هذا ما يحاول القاص والأديب عبده خال أن ينبّه إلى خطورته في مقالة له تحت عنوان (جدّة تواجه الضنك) نشرت في صحيفة (عكاظ) في 11 مايو الجاري تحدث فيها عن تزايد عدد الإصابات بمرض الضنك بين أبناء مدينة جدة، في ظل تجاهل المسؤولين. يقول خال: ما أحدثه هذا المرض في مدينة جدة ــ وخلال أسبوع واحد ــ يجعلنا في حالة ذعر حقيقي، إذ كانت حصيلة هذا المرض أربع وفيات خلال الأسبوع الماضي. ويقول الدكتور البار أن معدل حالات الإصابة بالمرض بلغ 150 حالة أسبوعياً، وهو معدل خطير يفترض أن لا ينام أي مسؤول بجدة قبل أن يقف على الإجراءات الحقيقية لإيقاف تنامي وتصاعد معدلات هذا المرض.

المرض ليس جديداً في هذه المدينة، يقول الكاتب، فقد طاب له المقام في مدينة جدة منذ سنوات مضت، إذ وجد من التقاعس والإهمال في مواجهته، ما يجعله يضرب بأطنابه ويحل مقيما بيننا. ويذكّر خال بالمليار ريال التي دفعت من خارج ميزانية أمانة جدة من أجل محاربة هذا المرض؟ ويجيب (هي مليار ريال ذهبت في الملصقات ومصاريف ليس لها معنى، وتبخرت في الهواء، بينما بقي المرض يجوس كل أركان جدة)! وحال أهل جدة الآن أمام هذا المرض بقي على حاله فسكان المدينة يواجهون هذه الحمّى ويسمعون عن المصابين والوفيات، بينما أمانة جدة تتحلى بالدم البارد حيال تزايد نسب الإصابة والوفيات، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد. ويبقى السؤال الدائم، أين دور الحكومة؟ يقول عبده خال:

وكعادة الجهات الحكومية في التبرؤ مما يحدث، نجد أن الشؤون الصحية بمدينة جدة تلقي المسؤولية على الأمانة، وتؤكد أن مهمتها تتمثل في الوقاية وتقديم العلاج للمصابين فقط، ونفت تماما مسؤوليتها عن انتشار هذا المرض، إذ تقول : إن ملف حمى الضنك بالكامل هو من مسؤولية أمانة جدة!!

الصفحة السابقة