الشيخ صالح الأسمري

إعتقال الشيخ صالح الاسمري

يحكي الهاشتاق/ الوسم قصة اعتقال الشيخ صالح الأسمري من المنطقة الجنوبية من السعودية. تهمة الشيخ المعتقل أنه (اشعري) مع ان الغالبية الساحقة من المسلمين أشعريو المعتقد. وأصل القصة أن الشيخ الأسمري شخصية دينية فاعلة، تعلمت في المدارس والجامعات الدينية الرسمية، فرأى فيه مشايخ المذهب الرسمي منافساً يبعدهم عن المذهب الرسمي كما يقول اتباعه، فاعتقلوه واتهموه بأنه صوفي ويتبع الأحباش وغير ذلك من الإتهامات. وقد سبق ان اعتقل عدد من تلامذة الشيخ الأسمري وحوارييه، بتهمة الإنتماء لمذهب الأشاعرة بينهم الشيخ عبدالله سعد الشهراني.

قمع الآراء المخالفة حتى ضمن المدرسة الواحدة نتيجة التعصب أمر يتكرر.

وحسب قيس البحيران فإنه (عندما يكون فكرك من زجاج هشّ.. اعتقل كل خالف له: ضعفاء وجبناء). وقد رحب مشايخ السلفية باعتقال الشيخين الأسمري والشهراني بحجة الإبتداع، فهذا الشيخ حمود بن علي العمري يطلق البشارة: (تم ولله الحمد اعتقال رأس المبتدعة صالح الأسمري.. اللهم كف شره وبدعته عن الأمة الموحدة، فقد والله طار شره واشتهرت بدعته). واضاف شامتاً ساخراً: (اقدر شعوركم ايها المتمشعرة الأحباش، فقد استخرج مهديكم من السرداب..). واكمل شيخ آخر هو عبدالكريم الجيري: (الى معتنقي هذا الفكر: لماذا لا تحجون الى مخيم الكاف؟ هل الطريقة النقشبندية تستهويكم اكثر من غيرها؟). وتابع: (بحمد الله تعالى تم اعتقال الأسمري الذي أضل عبدالله الشهراني ورفاقه الذين اعتنقوا عقيدة الأحباش في المجاردة. اللهم لا تبقي لعقيدتهم أثراً).

الشيخ عبدالله سعد الشهراني

لكن العقائد لا تموت بالقمع، فكيف وأكثرية الأمة من الأشاعرة؟

وينتقد سعيد العلياني طريقة التعامل مع الرأي المختلف فيقول: (الدين مبادئ وقيم. ليس نفسيات وحزبية وفئوية وكذب على المخالفين وتلبيسهم تهم ثم الفرح بمصائبهم. أف على هكذا نفسيات). ويشير الكاتب عبدالمجيد البلوي منتقداً ما أسماه بـ (الفرح السروري بالإعتقالات).. في اشارة الى جماعة السوري الإخواني محمد سرور زين العابدين. اما المغرد منصور بن الهجلة فيتعجب من (فرح عارم من غلاة السلفية بسجن الشيخ طالب العلم الوقور صالح الأسمري وذلك بسبب اشعريته كما يعلنون). اما الكاتاب حسين حظية فيرى أن (تحيّز الدولة الديني هو ما يقسم المجتمع. لا نفسية المنتمين لمذهب يختلف عن مذهب الدولة).

واستغرب السلفي السابق سلطان العامر تهمة الأنتماء لمذهب الأشاعرة فقال: (صلاح الدين الأيوبي اشعري؛ الخلافة الثمانية التي نريد إحياءها أشعرية. أمير المؤمنين محمد مرسي أشعري)! وأكمل مغرد آخر بأن من أئمة الأشاعرة البيهقي والنووي والغزالي والعز بن عبدالسلام والسيوطي وابن عساكر وابن حجر العسقلاني والقرطبي.

فلماذا تكفير أكثرية المسلمين الأشاعرة؟ وتساءلت مغردة: (متى أصبح الأشعرية مبتدعة؟ متى اختزل الإسلام في منهج الحنابلة، ولأكون أدق: السلفية؟). وواصل المغرد عبدالله الشهري النقاش ساخراً متألماً: (نحن سندخل الجنة لوحدنا. نحن اهل الله وخاصته. نحن الفئة الناجية. سنقمعكم في الدنيا. وسنراكم تتعذبون في الآخرة).

 

يقول احمد الزمام بأن ما يدرسه الطلاب في المملكة عن الأشاعرة يتضمن تكفيراً مبطّناً، وجاء بصورة من احد المناهج.

لكن.. لماذا تدعو الحكومة لحوار الأديان وحوار المذاهب، في حين انها كما المؤسسة الدينية الرسمية لا تستطيع تحمل الرأي داخل المدرسة الواحدة؟

محمد الطويرقي يقول: (بعد حوار الأديان وحوار المذاهب نحتاج حواراً بين المذهب الواحد. أجل! معتقلين واحد بتهمة انه أشعري؟!.

الصفحة السابقة