التحريض الحكومي على الكراهية

في حملة التحريض على الكراهية وإثارة النزعات الطائفية، بغية شقّ صف المجتمع وعدم توحده ضد النظام.. طالب المهندس خالد العلكمي، الخبير الاقتصادي وأحد المسؤولين في البنك السعودي الفرنسي، والمقرب من السلطات الأمنية، باستخدام الطائرات بدون طيار في قصف القطيف بحجة القضاء على الإرهاب والحفاظ على الأمن؛ وهي ذات الطائرات التي ندد هو باستخدامها في اليمن. وتشهد القطيف حركة معارضة واحتجاجات وتظاهرات سلمية متواصلة منذ فبراير ٢٠١١، أدت الى استشهاد ثمانية عشر مواطناً قتلوا بالرصاص الحكومي، فيما اعتقل مئات المواطنين وصدرت بحقهم أحكام قاسية طويلة المدى.

العلكمي: التحريض على القتل

هذا وقد أثارت مطالبات العلكمي باستخدام المزيد من العنف ضد معارضي النظام السلميين، المواطنين والناشطين والمهتمين بالشأن العام من صحافيين وغيرهم، فعبروا عن امتعاضهم وتنديدهم بما قاله، واعتبروه جزءً من الحملة الرسمية العنفية ضد المطالبين بالإصلاح السياسي وإيقاف التمييز الطائفي وإرساء أُسس العدالة الإجتماعية.

فقد علّق الكاتب والصحافي أنس زاهد، على موقعه في تويتر، عن مشاعر التقزز من الطائفيين، فيما قال طه الحاجي، رئيس مركز عدالة لحقوق الإنسان بأن العلكمي يحرض باسم الوطنية ويشعل الفتنة بإسم التعايش، في حين رأت الحقوقية نسيمة السادة بأن الإيجابية في تصريحات العلكمي هي خروج مواطنين يحاربونها. أما الناشط الحقوقي وليد سليس، فتساءل: اين هي الحكومة؟ واتهم العلكمي بالتحريضي وبشكل جلي على إسالة الدماء والقتل.

ولما كانت الحكومة السعودية قد أصمت أذنها عن الدعوات المتكررة لتجريم الطائفية، وسكتت عن فتاوى كبار مشايخ السلفية في تكفير الاخرين، من منابر رسمية، فإن الناشط السياسي حمزة الشاخوري رأى أن جذر المشكلة والفتنة في النظام السياسي، واعتبر صمت السلطات السعودية عن دعوات القتل جريمة.

وكانت البروفيسورة، في كنغز كوليدج بلندن، مضاوي الرشيد قد قالت بأن السلطات تحاول عزل الحراك الشيعي عن القضايا الحقوقية المدنية والسياسية، من أجل زيادة النظام الحشد ضده على خلفية طائفية، وبحيث تصبح القطيف بؤرة تمتص الغضب الشعبي على النظام. ورأت أن هناك بعض الإصلاحيين يترددون في الدفاع عن الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون الشيعة خشية أن يدخلوا في مواجهة مباشرة مع تيارات طائفية متشنجة أفرزها النظام ذاته.

الصفحة السابقة