تركي الفيصل والموساد

لا نعلم على وجه الدقة ما هو سر العلاقة بين رئيس الاستخبارات العامة الأسبق تركي الفيصل مع الموساد الإسرائيلي، وهو سؤال ينسحب حتماً وحكماً على العلاقة بين رئيس الاستخبارات الحالي بندر بن سلطان برئيس الموساد مائير داغان.

أن يجتمع تركي الفيصل مع مسؤولين اسرائيليين بصورة علنية فليس جديداً، فقد تصافح مع نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيالون في مؤتمر الأمن في ميونيخ الالمانية في فبراير 2010، ومرّت الحادثة كما لو أنها أمر اعتيادي بين دولتين يفترض أن تكون خصمين، ولم يصدر أي تعليق من الحكومة السعودية شجباً أو توضيحاً..بالرغم من أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، الذي تحتفظ بلاده بعلاقات دبلوماسية مع الكيان الاسرائيلي رفض المشاركة احتجاجاً على الهجوم الاسرائيلي المسلّح على سفينة مرمرة ومقتل عدد من الناشطين الاتراك في حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة..

على أية حال، لا يبدو أن مصافحة تركي الفيصل مع المسؤول الاسرائيلي كانت مجرد (موقف محرج)، فحين تتكرر الحادثة لا يعود مبرر الاحراج ذا معنى. في 15 أكتوبر الماضي ألقى تركي الفيصل ورقة في المجلس الوطني الايراني الاميركي في مؤتمر القيادة الوطنية. وشارك الى جانبه ضبّاط في جهاز (الموساد) ودبلوماسيين إسرائيليين وأميركيين ومعارضين إيرانيين.

لم يشعر تركي الفيصل بالحرج بتاتاً، فهو يستخدم منبراً للمعارضة الايرانية وبجانبه مسؤولين اسرائيليين ويتحدث في موضوع ايران، التي يفترض أن بلاده تعيد النظر في علاقاتها بها بعد انتخاب حسن روحاني، المقرّب من التيار الاصلاحي، رئيساً جديداً لايران. كما لم يجد الحضور كبير فرق بين مقاربة تركي الفيصل ومقاربة الضابط السابق في الموساد ومستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق يوسي ألفر، والديبلوماسية السابقة في عهد الشاه شيرين هانتر في الموضوع الايراني، ولم يجد من بين مطالعة المدح التي قدّمها لنظام الشاه سوى بذخه في الحفلات والمناسبات الوطنية كيما يلومه عليه، ولكن إتفق مع ضابط الموساد ألفر على الحذر من تنامي الهيمنة الايرانية في المنطقة، وعلامة ذلك بالنسبة لهما هو حزب الله!

الصفحة السابقة