رئيس الموساد: ال سعود لم يقدموا المال والسلام لفلسطين

غالباً ما يتمسّك الاسرائيليون بدليل ولو ضعيف لتوجيه اتهامات لخصومهم العرب لإثبات عدم رغبتهم في السلام وأن كيانهم هو من يتنبى خيار السلام. هذا في الموقف السياسي العام، فكيف إذا جاء الخبر من المؤسسة الأمنية الأولى، أي الموساد التي تعنى بتقديم كل المعلومات ذات المصداقية العالية بما يحافظ على صدقية الجهاز ويعبّر عن اهتمامها بأمن الاسرائيليين.

وهنا نتوقف عند المقطع الذي بث على اليوتيوب لرئيس الموساد الأسبق، إفرايم هالفي، والذي نشر بتاريخ 29 أكتوبر الماضي. يقول هالفي وهو يقرأ في رسالة دكتوراه لميخائيل كهانوف بعنوان (السعودية والصراع في فلسطين). وقد اشتمل الكتاب على تصريحات مذهلة بخصوص السياسة الحقيقية السعودية تجاه يهود فلسطين منذ ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي الى اليوم. وفي فصل بعنوان (السلوك السعودي تجاه اليهود والصهيونية من الكراهية إلى قبول الواقع). وقال فيه (لا عجب أن ديفيد بن غوريون ومشيه شيرتوك قابلا مستشارين سعوديين كبار في لندن في ثلاثينيات القرن الماضي، ساعين عبثاً للحوار. ويضيف: بن غوريون أبلغ حافظ وهبة من كبار مستشاري الملك عبد العزيز، ومصري الجنسية، وكان كل مستشاري الملك غير سعوديين. وقال بن غوريون لوهبة (فقط ملوك آل سعود هم قادرون على التأثير على المصالحة التاريخية بين العرب واليهود في فلسطين).

رئيس الموساد الأسبق: افرايم هالفي

في الحقيقة، السعوديون لم يساعدوا أبداً العرب في فلسطين لا بالمساعدات المالية، وهم كما تعلمون لديهم بعض المال في حوزتهم كما قد تتوقعون، أو بمساعدات عسكرية معتبرة. خطط السلام السعودية المتعاقبة، والتي توجت بالمبادرة العربية لولي العهد، والذي أصبح آن الملك عبد الله، والتي تروّج لتسوية نهائية للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

ويضيف (ودعوني أذكركم أن الخطة السعودية الأصلية لم تذكر على الاطلاق قضية اللاجئين العرب، وأنا أتعجب لماذا؟ هذه كانت سياسة حقيقية في أنقى صورها. قبل أقل من شهر، الأمير سلمان ولي العهد السعودي قال علنا إن سياسة المملكة بالشرق الأوسط تلخصها كلمتان: الأمن والاستقرار. الأمن في الداخل، والاستقرار في الخارج.

ويعلق رئيس الموساد الأسبق هالفي (سيداتي وسادتي، ألا يعكس هذا تماماً ما يبحث عنه رئيس الوزراء نتنياهو؟)

يمضي هالفي في قراءته (كهانوف كشف في كتابه أنه أثناء الحرب العالمية الثانية، التقى أميران سعوديان، كلاهما من أبناء الملك ابن سعود، مؤسس المملكة، تم علاجهما في مستشفى هداسا بالقدس في جبل سكوبس يطلق عليها ايضاً جبل المشارف وجبل المشهد. أحدهما الأمير منصور، والذي أصبح فيما بعد أول وزير للدفاع بالمملكة، والثاني كتب خطاباً متوهجاً بالشكر الى المستشفى على ورق ملكي رسمي، يمدح فيه الرعاية التي تلقاها من الاطباء والممرضين بالمستشفى. وإسمه كان فهد، والذي أصبح فيما بعد ملكاً في 1982).

لم يكن أي من هذين المريضين ليذهبا الى مستشفى هداسة بدون الموافقة الصريحة من الملك ابن سعود.

ويضيف هالفي: هناك الكثير من النقاط بالكتاب والتي تكشف أن السعوديين لم يدعموا أبداً الفلسطينيين بالمال أو السلاح. ابن سعود رأى في الحركات القومية الفلسطينية كخطر محتمل على استقرار المنطقة.

وأيضاً: والملك الحالي عبد الله يبحث الآن عن نهاية حاسمة للقضية الفلسطينية بينما يقبل بشرعية إسرائيل.

الصفحة السابقة