صواريخ باكستانية بتمويل سعودي وغضب روسي

نشرت وكالة فرانس برس في 23 شباط (فبراير) الماضي خبراً حول خطة لتسليح المعارضة السورية عن طريق الباكستان. وقالت الوكالة بأنه تجري السعودية التي تسعى الى توحيد وتعزيز قدرات المعارضة السورية، محادثات مع باكستان لتزويد مقاتلي المعارضة باسلحة مضادة للطائرات والدروع بما يسمح بقلب التوازنات على ارض المعركة، بحسبما افادت مصادر قريبة من هذا الملف.

وترفض الولايات المتحدة حتى الآن تقديم هذا النوع من الاسلحة الى مقاتلي المعارضة السورية خشية وقوعها بايدي الفصائل المتطرفة، الا ان فشل محادثات جنيف يشجع الاميركيين على تغيير موقفهم، بحسب معارضين سوريين ومحللين.

وخلال زيارة سريعة الى شمال سوريا في منتصف فبراير الماضي، وعد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا مقاتلي المعارضة بانهم سيحصلون قريبا على اسلحة نوعية.

وذكرت مصادر سعودية قريبة من الملف ان السعودية ستحصل على هذه الاسلحة من باكستان التي تصنع نموذجها الخاص من الصواريخ المضادة للطيران المحمولة على الكتف (مانباد) والمعرفة باسم “انزا”، اضافة الى الصواريخ المضادة للدروع.

وذكرت هذه المصادر ان رئيس الاركان الباكستاني الجنرال راحيل شريف زار مطلع شباط/فبراير السعودية حيث التقى ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز.

وبدوره، زار الامير سلمان على راس وفد رفيع باكستان وكان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل زار ايضا باكستان قبل وصول الامير سلمان.

ويؤكد مقاتلو المعارضة أن حصولهم على اسلحة مضادة للطيران وللدروع يسمح لهم بقلب ميزان القوى لمصلحتهم اذ ان قوات النظام السوري تستخدم القصف الجوي، بما في ذلك رمي البراميل المتفجرة من على متن مروحيات. وذكرت المصادر نفسها ان تأمين الاسلحة يترافق مع اذن باستخدام تسهيلات للتخزين في الاردن.

وفي رد فعل على هذه الخطوة، حذّرت روسيا السعودية من إمداد المعارضين السوريين بصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، قائلة إن مثل هذه الخطوة ستعرض الأمن في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من المناطق للخطر.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان صادر في 25 فبراير الماضي إنها تشعر بـ «قلق بالغ» من الأنباء بأن السعودية تعتزم شراء صواريخ أرض جو تحمل على الكتف وأنظمة صواريخ مضادة للدبابات مصنوعة في باكستان لتسليح معارضين سوريين متمركزين في الأردن. وجاء في البيان أن الهدف من ذلك هو تغيير موازين القوى من خلال هجوم من المقرر أن يشنه المعارضون في الربيع على قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف البيان أنه «إذا وقع هذا السلاح الحساس في أيدي المتطرفين والإرهابيين الذين تدفقوا بأعداد كبيرة على سوريا، فهناك احتمال كبير أن يتم استخدامه في النهاية في أماكن بعيدة جدا عن حدود هذا البلد الشرق أوسطي».

يأتي الرد الروسي بعد أن أفاد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أفاد بأن السعودية عرضت تزويد المعارضة السورية بأنظمة دفاع جوي صينية الصنع وصواريخ موجهة مضادة للدبابات. ونقلت الصحيفة هذه الأنباء عن دبلوماسي عربي وعدد من مصادر المعارضة على علم بهذه المساعي.

الصفحة السابقة