عودة الخادمات الأندونيسيات

كثير من المواطنين يكادوا يشبهون حكومتهم؛ إذ يفعلون الأفاعيل ويضطهدون غيرهم، ثم يشكون بأنهم ضحايا كل أحد، ولا يعتقدون بأنهم مسؤولون عن شيء، بل ودائماً هم على طريق الصواب، ولم يحدث ان اعترفوا بأنهم مخطئون في شيء ما.

كما الحكومة تقول انها ضحية الإرهاب، بينما هي صانعته ومفرّخته؛ كذلك مواطنون يعتقدون انهم ضحايا العمالة الأجنبية وبالذات العمالة المنزلية (خدم المنازل). المعاملة السيئة للعمالة لا تحتاج الى دليل، فالعالم كلّه يضجّ منها، والتقارير الدولية لا تحتاج الى اعادة هنا، بل يكفي القاء نظرة على الصحافة المحلية لنرَ حجم عمليات الإنتحار في صفوف هذه العمالة المسكينة المضطهدة بمختلف أصنافها.

سوء معاملة العمالة المنزلية، كعدم التقيد بساعات عمل، والحرمان من الراتب، والاعتداء عليها جنسياً، وبالضرب والتعذيب والإهانة، وغير ذلك هي من الأمور المعروفة ما يضطر بعضهن الى الهرب باتجاه ممثليات بلادهن الدبلوماسية او القيام بأعمال عنف وانتقام مقابلة. لكن ان قرأت الصحافة المحلية فلن تجد سوى اتهامات للأثيوبيات اللاتي يقتلن بالسواطير، والأندونيسيات اللاتي يقمن بأعمال السحر والقتل؛ وغير ذلك من الأمور التي لا ترى سوى السواد فيها.

بسبب سوء المعاملة اوقفت العديد من الدول المصدرة للعمالة المنزلية العقود، حماية لمواطنيها وبانتظار عقود عمل واضحة تحمي حقوقها.

حين اوقفت اندونيسيا والفلبين وسيرلانكا تصدير العمالة المنزلية للسعودية، وجد السعوديون في الأثيوبيات بديلاً، وما لبث هؤلاء ان اتهمن بالقتل وممارسة العنف فطردن، وصار المسؤولون يبحثون عن عمالة من دول اخرى.

الدول المصدرة للعمالة تفاوضت مع الحكومة السعودية، ووقعت اتفاقات تحمي حقوق الطرفين، بدأت بالفلبين ثم الهند، فسيريلانكا، واخيراً اندونيسيا التي كانت معظم العمالة المنزلية تأتي منها.

اعلان خبر الاتفاق الأولي مع الحكومة الأندونيسية والذي نشرته وزارة العدل بدون اعطاء تفاصيل للخطوط العريضة؛ بشّر به وزير العدل على موقعه في تويتر؛ لكن ما أشغل المواطنين حجم الراتب المقترح بين ١٥٠٠-٢٥٠٠ ريال شهريا للعاملة المنزلية. وكان هناك متخوفون من عودة السحر والقتل! ومن زيادة الفساد؛ وكأن (شعب الله المختار) يقطرُ ايماناً.

المغرد احمد رأى نجاحاً لأندونيسيا في لي ذراع الرياض، خاصة بعد تجربة العمالة الأثيوبية بحيث راح البعض يترحّم على أيام العمالة الأندونيسية المسلمة. فواز انتقد بأن الحكومة تهتم بحقوق العمالة الأجنبية لأن دولها تقف خلفها، في حين ان العمالة الوطنية لا تحظى بحقوقها. وحسب تقييم مغردة: (مع الشغالة راحة جسدية وتعب نفسي؛ وبدون شغّالة راحة نفسية وتعب جسدي.. وهذه الجنسية ـ الأندونيسية ـ أفضل من غيرها، المهم تكون كبيرة بالعمر)!

ونبهنا ثامر بأن استخدام كلمة خادمة أمرٌ جارح، وتساءل: (الا توجد مسميات افضل يا خير أمة أُخرجتْ للناس؟ يا شعب الله المختار). اما حسام فيرى أن (الأهم من عودة الشغالات هو الرأفة والرحمة بهن، لأنهم مجبرون على الإغتراب من اجل لقمة العيش. لا ننس أخلاق المسلم). في حين حذّرت أسماء الحربي مواطنيها: (أحسنوا معاملتهن، فالقتل ما يجي من فراغ). واخيراً يصر حامد ناصحاً: (فقط عاملوهنّ كأنهنّ كائنات تستحق الشفقة. لا تعادوهنّ. أحسنوا معاملتهن).

الصفحة السابقة