أمراء يبحثون عن اكسجين

يبدو أن الأمراء يعانون من نقص الأوكسجين، ربما أكثر حتى من المواطنين، إذ من المطلوب من الأمراء والأميرات بأن يُظهروا للعالم أنهم ملتحمون متحدون، وأن لا يعبّر أحدٌ منهم عن رأيه خارج إطار القطيع. لهذا فإن تغريدات الأميرات والأمراء في تويتر في أكثرها بدون طعم.

لماذا؟ لأنهم يتجنّبون الحديث في الشؤون السياسية وحتى الشؤون العادية المحليّة، ويركّزون بدلاً من ذلك على بضعة امور: الحديث عن الله والآخرة والصلاح والإستقامة والدعاء، وكأنك تقرأ لرهبان، مع أنه لا رهبانية في الإسلام. المهم يتجنّب الأمراء الحديث عن السياسة، او طرح آراء مخالفة، وكأن هناك توصية عامّة لهم بهذا.

عبدالعزيز بن فهد الذي أُعفي مؤخراً من منصبه الإسمي كوزير دولة وعضو مجلس وزراء، ترك هو الآخر السياسة بعد أن لَعَبَ بِحَسْبَةْ العربية والإملاء وأوضح خواء ذاته والأمراء. تفرّغ الآن لتلبية طلبات (الزبائن) وتقديم وعود بمساعدة المحتاجين، مع الإكثار من ذكر الله، كيف لا وكل أميرٍ مؤمنٌ بالضرورة، خاصة ابن فهد هذا!

يقرر الأمير عبدالعزيز بن فهد أن: (من أهم الأمور: الدعوة الى الله سبحانه)! هذه العبقرية نالت اربعمئة وخمسة وثلاثين ريتويت! وينصحنا الداعية ابن فهد فيقول: (دوماً المنتصر هو من كان يعبد الله على بصيرة، وينهج منهج محمد صلى الله عليه وسلم، والأيام تثبت ذلك. ففرّوا الى الله، إنّي لكم ناصح)!

يا أيها الرجلُ المُعلِّمُ غيرَهُ

هلاّ لنفسكَ كانَ ذا التعليمُ

تصفُ الدواءَ لذي السِّقامِ وذي الضنى

الضنى كيما يصحُّ به وأنتَ سقيمُ

الامير طلال غرّد بأنه لم يبايع مقرن، وانه يعترض على تجاوز العائلة المالكة في تعيين ولي العهد. بيد ان هناك تغريدة أثارت اهتماماً يقول فيها: (هناك خبر ورد من لندن، مصدره اسطنبول عن العثور على مصحف كريم عمره 1500 سنة) فيرد عليه سهيل اليماني: (الله لا يضرّك ياسمو الأمير الفلْتَهْ. أجلْ مصحف قبل 1500 سنة؟! يعني قبل البعثة. ونقول ليش ما تأهّل المُنتَخَبْ؟).

علق امير مؤمن آخر على فيروس كورونا: (أخشى أن يكون الفيروس عقوبة إلهية بسبب المغالاة الفلكية بأسعار الإبل، وكذلك بسبب الإسراف والتبذير في الولائم الذي لا يقرّه شرع ولا عقل). لكن أيعقل ان يكون كورونا عقاباً الهياً للشعب الذي بعضه جائع (بالمعنى الحرفي للكلمة) في حين لا يصيب علية القوم من امراء وغيرهم أذى الفيروس باعتبارهم فئة مؤمنة. يعني تخصصه فقراء مثلاً اي من الفئة الضالة؟

أمير منفاخ اسمه سعود السعود، بمناسبة المناورة نقل او كتب لنا شعراً:

حنّا هَلِ التوحيد والحرب والعلمْ

والعلمْ نعرف حلال الله ونعرفْ حرامه!

ما باين عليكم تميّزون

الحلال عن الحرام!

أما الأميرة سلطانة بنت عبدالعزيز فتغرد: (جِيْبوا لي مَلِيْحْ وَجْهْ؛ وكَحيْلْ العينْ؛ وخَلّوني!). ردّت عليها إحداهن: (ماراحْ تَلْقَيْنَهْ بالسعودية) فردت سلطانة: (موجود صدقيني)!

الصفحة السابقة