معتقل الرأي المحامي نايف آل منسي

كشفت مصادر حقوقية عن اختطاف المحامي نايف حمزة آل منسي، الذي غاب عن مكتبه منذ نحو خمسة اشهر والذي تبين أخيرا انه اختطف من قبل جهاز المباحث السعودي، واعتقله بشكل تعسفي مندون محاكمة في سجن ذهبان السياسي. وأوضح ديوان المظالم الاهلية (ديواني) وهو منظمة تعنى بحقوق الانسان في السعودية، تفاصيل جديدة عن اعتقال المحامي آل منسي، الذي اقرت السلطات الامنية باعتقاله بعد تكتم شديد طيلة الفترة الماضية، منذ الثالث عشر من سبتمبر ايلول الماضي. واعتبرت المنظمة احتجاز آل منسي انتهاكا صارخا لحقة في حرية التعبير، كما انه انتهاك لنظام الاجراءات الجزائية، اذ لم يتم ابلاغه بالتهمة الموجهة اليه كما لم يعرض امام المحكمة حتى الآن في انتهاك صارخ للقانون والعدالة.

المحامي نايف آل منسي اختطف قسرا من جهاز رسمي، وكان بالامكان استدعاؤه للتحقيق في التهم المنسوبة اليه، او الشكاوى المقامة بحقه، لو كان الامر في دولة تحترم القانون، وتؤمن بالعدالة وتطبق الشرائع السماوية او مبادئ حقوق الانسان. ويرجح الحقوقيون ان سبب اعتقال المحامي آل منسي هو بثه محاضرات على اليوتيوب وكتابات على تويتر تضمنت (مراجعات للفكر الوهابي). ودأب آل منسي على كشف مصادر الفكر المتطرف ومخاطره على المجتمع المحلي والإنساني وكذلك مصادمته لأبسط حقوق الانسان وتعارضه مع قيم العدالة.

وفي آخر تغريدتين لال منسي يوم اعتقاله في الثالث عشر من سبتمبر الماضي تعرض المحامي فيهما بالنقد لابن عبدالوهاب مؤسس المذهب الوهابي، فقال ان: (من أخطاء ابن عبدالوهاب المنهجية ان الذين أسماهم مرتدين هم على اصوله كفار أصليون، لأنهم ولدوا وهم على القبور؛ وبالتالي فتطبيق أحكام الردة عليهم خطأ). وأضاف: (فالكافر الأصلي لا يجوز قتاله ما لم يكن محارباً وبالتالي فحروب الردة التي خاضها ابن عبدالوهاب تتناقض مع أصوله الخاطئة في الأساس).

والمحامي نايف آل منسي حاصل على درجة البكالريوس في علوم الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعمل عشر سنوات بهيئة التحقيق والادعاء العام، بدءاً بالادعاء العام أمام المحاكم الشرعية وختاماً بوحدة المستشارين بمكتب رئيس فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة مكة المكرمة.

وتنادى حقوقيون للتنديد باعتقال آل منسي تحت هاشتاق #المحامي نايف آل منسي، تساءل فيه المعارض السعودي المنفي ماجد الماجد: (كيف يختفي الانسان فجأة؟ كيف يتم اختطافه من منزله؟ ها نحنخارج الزمان والمكان؟ الدنيا فوضى). اما المحامي اسحاق الجيزاني فرأى في تجاهل قضية ال منسي دفاعاً عن الانتهاكات، ودعا الى ابرازها بما يعري نفاق النظام الذي يزعم محاربة الفكر المتطرف. واضاف بأن اعتقال آل منسي فضح النظام نفسه، حين يزعم محاربة المتطرفين والفكر المتطرف من جذوره.

الصفحة السابقة