الرياض تطالب بإطلاق سراح قاعدييها من العراق

دعت الرياض الحكومة العراقية لاطلاق سراح معتقلي القاعدة وداعش السعوديين المحتجزين في السجون العراقية. وكشف محامي المعتقلين السعوديين بالعراق حامد أحمد عن نيته تقديم طلب عفو جديد عن أكثر من عشرين معتقلا سعوديا في سجن الناصرية جنوب بغداد. وكانت السلطات السعودية ـ وعبر صحافتها المحلية ـ قد شنت حملة ابتزاز للعراق مروجة أخبار عن تعذيب المعتقلين السعوديين وصلت الى حد الحديث عن اعدام بعضهم. وقد ثبت ان تلك المزاعم لا أساس لها، وانها تأتي في اطار اثارة الغرائز المذهبية والضغط على العراق للافراج عن ارهابيين ينتمون للقاعدة وداعش.

ومع الهدنة النسبية في العلاقات بين البلدين، تحاول السلطات السعودية مقايضة الارهابيين السعوديين بعدد من المعتقلين الجنائيين العراقيين في السجون السعودية؛ خاصة بعد أن أكد محامي القاعديين السعوديين في العراق أن إدارة سجن الناصرية ترحب بزيارة العائلات السعودية لأبنائها المعتقلين من اتباع القاعدة.

من جهة اخرى، طالب النائب العراقي عضو لجنة العلاقات الخارجية مثال الآلوسي، المملكة السعودية بمعاملة العائلات العراقية بالمثل، والسماح لها بزيارة ابنائها المعتقلين الجنائيين في المملكة، مشيرا الى خطوة العراق تعبر عن التزامه بالقوانين الدولية، رغم ان المعتقلين هم من الارهابيين الذين يقتلون العراقيين. وشدد الألوسي على ضرورة ان يعلم العالم ان المعتقلين السعوديين الموجودين لدى العراق هم ارهابيون، ولا نسمح ان يكون هناك قانون للعفو عن هؤلاء.

ويقول دبلوماسيون عراقيون بأن الرياض تستخدم ورقة القاعديين والداعشيين السعوديين كورقة ابتزاز في العلاقات بين البلدين. وكانت بغداد قد اطلقت سراح عدد منهم قبل سنوات كبادرة حسن نية، ولكن الرياض اطلقت سراحهم فعاد بعضهم للقتال الى جانب داعش في العراق مرة اخرى.

وتساءل نواب عراقيون: لماذا تصرّ الرياض على اطلاق سراح ارهابيين من مواطنيها، وتشنع على العراق اعلامياً بأنها قتلتهم او اساءت معاملتهم، بل وتسمح بتأسيس لجان للدفاع عنهم داخل الاراضي السعودية، في حين انها لا تفعل الأمر ذاته مع معتقلين سعوديين في دول عربية وغير عربية، كما في لبنان والمغرب ومصر ولبنان وسوريا والولايات المتحدة وغيرها، حيث لم تطالب بهم ولم تسأل عنهم، مشددين على ان ملف الارهاب في العراق مرتبط بشكل مباشر بالتدخل السعودي.

وكان مجلس النواب العراقي قد رفض تبادل المعتقلين العراقيين لدى السعودية بمعتقلي الاخيرة في العراق، وذلك لأن العراقيين المعتقلين اعتقلوا على خلفية جنائية، بينما معتقلو السعودية اعتقلوا على خلفية ارهابية، وقد مارسوا القتل.

الصفحة السابقة