مقبرة النساء والرجال

أشارت تقارير سعودية رسمية الى ارتفاع معدلات الطلاق في البلاد الى مستويات قياسية، وقد بلغت ثماني حالات طلاق كل ساعة. وتساءل مختصون عن الاسباب الكامنة وراء انخفاض معدل الزواج بين الشبان السعوديين، وارتفاع نسبة الطلاق في المملكة المحافظة جدا.

قد تكون الأرقام صادمة، لكنها رسمية وصادرة عن وزارة العدل السعودية، حيث بلغ عدد حالات الطلاق المسجلة في الأشهر الستة الأولى من هذا العام 2015، ما مجموعه 33954 حالة، بينما لم يتعد عدد حالات الزواج في نفس الفترة 11817 فقط. وللمرة الأولى على الإطلاق، تظهر الوثائق الرسمية السعودية ان عدد المطلقين يفوق ثلاثة أضعاف عدد المتزوجين، بحيث سجلت 8.4 حالة كل ساعة، مقابل 2.9 حالة من الزيجات. واشارت السجلات الرسمية الى انه من بين ما يقرب من 34 ألف حالة طلاق، كانت هناك 434 حالة فقط بدأتها النساء، وهو ما يعرف باسم الخُلع، كما زادت حالات الطلاق بثمانية الاف حالة هذا العام حتى الآن، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

واعتبر مراقبون سعوديون معنيون بالاستقرار الاسري ان الأرقام مقلقة وتشكل خطرا على المجتمع السعودي؛ خاصة مع تزايد حالات إحجام الشباب عن الزواج بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وتصاعد نسبة البطالة، وعدم وجود حلول في الأفق لأزمة السكن.

تجدر الإشارة الى أن الأرقام الرسمية تؤكد وجود أكثر من مليون ونصف مليون امرأة سعودية في سن الزواج ويعانين العنوسة، وأن من المرجح ازدياد العدد خلال السنوات العشر القادمة، إلى نحو أربعة ملايين امرأة، ما يعني أن كارثة اجتماعية تلوح في الأفق مع ما يتبعها من مشاكل اجتماعية اخرى، كازدياد نسبة الجرائم والتعديات والتحرّش وعدم الاستقرار السياسي وغيرها.

الصفحة السابقة