بيع (أرامكو) البطة التي تبيض ذهباً!

في ظل الأزمة الإقتصادية بسبب تراجع اسعار النفط، والحروب السعودية في اليمن وغيرها، ظهر لنا آل سعود بشعار (الإصلاح الاقتصادي)، غرضه نهب المواطن من خلال زيادة الضرائب، حيث تقدر المنهوبات لهذا العام بنحو ثمانين مليار دولار. وفي هذه الأيام لا يوجد هم لدى المواطنين اكثر من قضايا فواتير الماء والكهرباء، والوقود وغلاء اسعار المواد الأساسية. لقد فقدوا الأمل بحل أزمة السكن، وأزمة البطالة، وأزمة التعليم، وأزمة الصحة، وغيرها؛ والجميع ينتظر سنوات عجاف على يد الاقتصادي والعسكري والتنموي البارع محمد بن سلمان!

محمد بن سلمان يقول لوكالة بلومبيرغ ان بلده لم تتأثر بانخفاض اسعار النفط، وانها بصدد توفير تريليوني دولار لتأسيس صندوق سيادي يُغني عن النفط، ولذلك فهو سيخصّص شركة النفط ارامكو، أو جزء منها، حيث ذكر خمسة بالمائة فقط. لكن هذا المبلغ لا يوفر تريليونين، وإنما يعني بيع معظم أرامكو التي تمثل البطة التي تبيض ذهبا ويقتات عليها الشعب المسعود.

الكاتب الاقتصادي عصام الزامل كتب مندداً ببيع أرامكو، وأضاف: (بعيدا عن المجاملات والكلام المبهم: النفط ملك كل الشعب؛ وقرار مثل هذا ـ بيع النفط تحت الأرض ـ يفترض أن لا يتم إلا بموافقة الجميع). والكاتب الاقتصادي برجس البرجس كتب مقالاً بعنوان (ارامكو للبيع)، ونشر عدّة تغريدات بين فيها احباطاته المتتالية بقرارات آل سعود. وفي وقت طبّلت فيه وسائل الإعلام الرسمية لعبقرية الطفل محمد بن سلمان؛ وكيف أن الصندوق السيادي المزعوم سيكون الأكبر في العالم؛ وكيف ان هيكلة الاقتصاد ستجعل البلاد مستغنية عن النفط؛ ذكرنا أحدهم بكلام منسوب للملك خالد يقول فيه: (البترول ملك للشعب)!

وسخر الاعلامي تركي الشلهوب فقال: (صحيح ان البترول ملك الشعب، لكن ليس الى درجة ان تناقش اسعاره وايراداته وكيفية ادارته، وكأنه ملك لك أيها الشعب)! واضاف بأن هناك تمييزاً فاضحاً في توزيع الثروة بين أقلية متخمة، وأكثرية محرومة، وأن ذلك يعمّق الحقد والكراهية في النفوس. اعدلوا هو اقرب للتقوى.

الصفحة السابقة