الكونغرس المنتخب في مواجه الشورى المعيّن!

دفع ال سعود مجلس شوراهم المعيّن الى الدخول في مواجهة سياسية مع السلطة التشريعية في الولايات المتحدة، الممثلة بالكونغرس، على أساس أن شورى آل سعود سوف يقاوم القرار الذي تبناه مجلس الشيوخ بالسماح بمقاضاة آل سعود في قضية هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

 

كان على آل سعود أن يدرؤوا الفضيحة عن أنفسهم، بتجنيب مجلس الشورى الواهن الذي يدرك العالم بأسره أنه ليس سلطة تشريعية ولا حتى استشارية، وأنه مجرد هيئة ملحقة بالديكور السياسي للنظام الذي يراد تسويقه خارجياً، ولكن يبدو أن عهد سلمان لم يعد فيه محرّماً، فهو يستغل كل ما يمكن استغلاله في معاركه الخارجية..

وبعد رسالة الشورى المعترضة على قرار الكونغرس، رد الأخير الحجر من حيث أتى، وانفجر غاضباً بوجه السعودية، وأكّد اتهامه لها بنشر الارهاب. وفي 24 مايو الماضي ذكرت مجلة (فورين بوليسي) أن عدداً من أعضاء الكونغرس الأميركي وجّهوا انتقادات لاذعة وغاضبة، متهمين السعودية بنشر التطرف وتمويل «قادة الجريمة»، وذلك أثناء مناقشة قانون يسمح لعائلات ضحايا 11/9 بتقديم المملكة للمحاكمة.

وجاءت الانتقادات بعد أن قامت السعودية بتحضير ورقة تضمنت معلومات قدمتها للصحافيين، حيث تمت مناقشة القانون، في محاولة لمواجهة النقد، وتحدثت فيها عن العلاقات القوية بينها والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، وتأثير إيران في المنطقة.

ونشرت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية تقريراً تحدثت فيه عن الوثيقة التي تتكون من 104 صفحات التي وزعتها المملكة السعودية على أعضاء الكونغرس الأمريكي، لتبين من خلالها جهود الحكومة السعودية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتفند الانتقادات اللاذعة التي يتهمونها فيها باتباع سياسة اللين مع الجماعات المتطرفة.

ونقلت مجلة «فورين بوليسي» عن السيناتور الجمهوري دانا روهراباتشر من ولاية كاليفورنيا، قوله إن السعوديين والعائلة المالكة السعودية متورطون بالنشاطات الإرهابية.

من جانبه قال السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، ورئيس اللجنة الفرعية للإرهاب تيد بو: «يتم تجنيد أتباع الوهابية بسهولة من الجماعات الإرهابية».

الديمقراطي براد شيرمان، من ولاية كاليفورنيا، أيضاً، إتّهم الرياض بتمويل القادة الدينيين، الذين يدعون إلى الجريمة ضد من يختلفون معهم.

مجلة «فورين بوليسي»، اعتبرت تلك التعليقات الغاضبة بأنها آخر صور الإحباط التي يشعر بها النواب الأمريكيون تجاه السعودية، التي اتُهمت بنشر الوهابية والتطرف. وأشارت المجلة، أنه أثناء جلسة الاستماع، طلب السيناتور روهراباتشر من خبراء السعودية، الذين ضموا أحد المشاركين في لجنة التحقيق بهجمات 11/9، وهو تيم رومير، أن يرفعوا أيديهم إن كانوا يعتقدون أن العائلة المالكة في السعودية لم تكن تعرف مقدماً عن هجمات سبتمبر 2001.

ولفتت الصحيفة الى أن كلا من كارين إليوت هاوت من مركز بيلفر، ودانيال بيمان من جامعة جورج تاون، رفعا يديهما، أما رومير وسايمون هندرسون من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى لم يرفعا يديهما، حيث قال رومير لاحقاً إن السؤال كان معقداً كي يتم التعامل معه بطريقة «ارفع يدك أو أنزلها»، مستدركاً بأن روهراباتشر رفض هذا الموقف، وقال: «كان السعوديون يمولون الإرهاب ولعشرين عاماً». وأوضحت المجلة، أن هذا الخلاف يأتي في الوقت الذي تفكر فيه إدارة باراك أوباما بنشر 28 صفحة تتهم السعودية بتورطها بالهجمات.

الصفحة السابقة