احتجاجات ضد تسليح النظام السعودي

دعا نوابٌ في البرلمانِ الأوروبي حكوماتِ وبرلماناتِ بلدانِهم الى أن تحذوَ حذوَ هولندا، وتوقفَ توريدَ الأسلحة ِ الى السعودية، وذلك بسببِ دعم ِ الرياض للارهاب، وإصدارِها أحكامَ إعدام ٍ بحقِ مواطنيها، ومواصلة ِ عدوانِها على اليمن الذي أودى بحياةِ آلافِ المدنيين. وأجمع المراقبون على أن قرار البرلمان الهولندي بحظر توريد الأسلحة إلى السعودية، أحدث أول اختراق غير مسبوق لحاجز صمت دولي إزاء ما وثقته منظمات دولية على أنه كارثة إنسانية في اليمن، جراء العدوان السعودي.

البرلمان الأوربي، اعتبر الخطوة الهولندية تنفيذا لقراره الذي دعا في شباط فبراير الماضي كافة الدول الأوربية إلى فرض مثل هذا الحظر، وقال ان من شأن هذه الخطوة أن تضغط على بقية الدول الأوربية لتحذو حذو هولندا.

وقالت ماري كريستين فيوغيا النائبة الفرنسية في البرلمان الأوربي: (أتمنى أن تقوم فرنسا بنفس الخطوة الهولندية، ومن المؤسف أن تغمض فرنسا عيونها عما تقوم به السعودية، لأنها فقط تبيعها الأسلحة، حيث تعد فرنسا أول سوق سلاح لها). وأضافت: (إذا كنا فعلا دولا تدافع عن حقوق الإنسان فقد حان الوقت لكي نتعامل بأسلوب آخر مع السعودية).

وتعد فرنسا إلى جانب بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا من بين أكثر الدول الأوربية توريدا للسلاح إلى السعودية، في الوقت الذي تتعرض فيه بريطانيا لضغوط داخلية هائلة لايقاف تسليح السعودية التي تعد أكبر زبون سلاح في أسواقها، وهو ما حفز النواب البريطانيين في البرلمان الأوربي على تحرك مواز لحمل حكومة ديفيد كاميرون على مقاطعة دولة تنفق أموال النفط على السلاح والإرهاب.

وقال نيكولا جون غريفين، النائب البريطاني في البرلمان الأوربي: (السعودية هي عراب الإرهاب في المنطقة والعالم، وهي تدعم القاعدة وداعش بالمال والسلاح، وتروج الأفكار المتطرفة التي تتبناها الجماعات الإرهابية).

ويعتقد بأن ألمانيا المترددة والتي كانت رفضت بداية العام الماضي طلبا من الرياض بصفقة أسلحة، قد تكون الدولة الأوربية الثانية بعد هولندا إذا قررت فعلا معاقبة السعودية.

سجل حقوق الإنسان داخل السعودية هو ما يثير هذا الملف من قلق يتعاظم في أوربا بمجملها، وقد دفع بالهولنديين في نص قرارهم إلى إدانة تنفيذ أحكام الإعدام التي طالت نحو مئة شخص، وهو بمثابة رقم قياسي خلال هذا العام.

وكان مسؤولون اميركيون كشَفوا ان البيَتَ الأبيضَ، وفي تعبيرٍ منه عن الاسفِ لتصاعدِ أعدادِ القتلى المتزايدةِ في اليمن، قد اوقفَ بصمتٍ ارسالَ القنابلِ العنقوديةِ الى السعوديةِ التي تواصلُ حربَها الدموية َ ضد اليمنيين. وهذه هي أولُ خطوة ملموسة تدل على أن الولايات المتحدة قد بدأت تؤكد على استيائها من حملة القصف التي تمارسها السعودية في اليمن والتي يقول نشطاء حقوق الانسان أنها تقتل وتصيب مئات المدنيين ومن بينهم كثير من الاطفال.

وبحسب الفورين بوليسي الاميركية أشار مسؤول اميركي كبير لدى سؤاله عن وقف شحنات القنابل الى التقارير التي تفيد بأن التحالف الذي تقوده السعودية قد استخدم القنابل العنقودية في مناطق مدنية أو مناطق يتواجد المدنيون ضمن رقعتها. قال هذا المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: نحن مهتمون بهذه المسألة اهتماماً جدياً ونسعى للحصول على مزيد من المعلومات.

يشمل الوقف المذكور القنابل العنقودية التي تصنعها شركة (تيكسترون سيستمز) الاميركية. فوفقاً لتقارير منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش فإن القوات التي تقودها السعودية ألقت بذخائر من نوع (سي بي يو مئة وخمسة) في مواقع مختلفة من اليمن بينها العمار وسنحان وعمران والحيمة.

وكان السيناتوران كريس مورفي وراند بول، قد اقترحا اجراء تعديل آخر على القانون يفرض بموجبه شروط اكثر صرامة على مبيعات القنابل للسعودية مستقبلاً. ويطالب هذا المقترح الرئيس الأميركي بالتثبت من أن الحكومة السعودية سوف تستهدف الجماعات الإرهابية فقط وبأدنى حدود الضرر على المدنيين الى جانب السماح بإيصال مواد الاغاثة الانسانية قبل أن ينظر الكونغرس في بيع أو ارسال اية ذخائر من نوع جو - أرض.

الصفحة السابقة