تحذير لترامب من الانغماس في اليمن

حذّرت مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية والاستخبارية في تقريرها اليومي في 29 مارس الماضي إدارة ترامب من تكثيف الدعم الاميركي لدول الخليج المشاركة بالعدوان على اليمن، في ظل تقارير يجري تداولها بأن إدارة ترامب تدرس هذا الموضوع.

ونبهت المجموعة من أن إدارة ترامب وفيما لو قررت إعطاء دعم مباشر أكبر للتحالف الذي تقوده السعودية، فإن ذلك يحمل معه خطر دخول واشنطن فيما أسمته «منافسة طائفية إقليمية» من دون «أي هدف واضح». وفي الوقت نفسه، لفتت المجموعة الى أن الحرب على اليمن تسببّت بكارثة إنسانية غير مسبوقة وسمحت بنمو الجماعات الإرهابية في اليمن. كما قالت أن كلاً من تنظيم القاعدة وداعش استغلا الفوضى في اليمن لمصلحته وأن القاعدة في اليمن إزداد حجمها أربعة أضعاف منذ بدء الحرب.

كذلك نبّهت المجموعة من أن تعزيز الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن يعزّز المخاوف من مدى التزام إدارة ترامب بعدم وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين جراء العمليات العسكرية.

وأشارت مجموعة صوفان إلى أنه إضافة إلى المخاوف من وقوع ضحايا مدنيين جرّاء تعزيز الدور الأميركي في اليمن، فإن الولايات المتحدة إتّهمت أيضاً بالتسبّب بوقوع مئات الضحايا المدنيين خلال غارات جوية شنّتها مؤخراً في العراق. وأضافت بأن كل ذلك يعني ان ادارة ترامب ربما مستعدة لتخفيف القيود على قواعد الاشتباك «على حساب المدنيين على الارض”.

وتابعت المجموعة بأن المشاركة الأميركية في الحرب على اليمن منذ البداية افتقدت الى هدف شامل وإستراتيجية متماسكة لتحقيقه. وأشارت إلى أن الدعم الاميركي الذي قدّم في البداية للتحالف بقيادة السعودية خلال عهد أوباما لم ينجح بتغيير المسار العسكري للنزاع ولم ينجح كذلك بالحد من وقوع الضحايا المدنيين جرّاء الغارات الجويّة السعودية. ونبّه التقرير الى أن الدعم الاميركي الذي قدّم في البداية لم يحقّق أي شيء على صعيد منع توسع تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن. وشدّدت على أنه لا يوجد أي سبب يدعو للإعتقاد بأن الدعم الأميركي «المتجدّد» سيحقّق أياً من هذه الأهداف.

وقد حذّرت المجموعة أيضاً من أن الدخول في الحرب على اليمن يحمل معه خطر تكرار نفس الأخطاء الأميركية في سوريا والعراق، «حيث تمّ النظر إلى الدعم الأميركي على أنه محاولة لدعم أجندة إحدى القوى الطائفية الإقليمية على حساب الاخرى»، بحسب مجموعة صوفان.

الصفحة السابقة