تنشيط الوهابية في مدينة الرسول

الشيخ زين صميد، مواطن أندونيسي من أصل حضرمي، أمضى نحو 22 عاماً في المملكة، قبل أن يقذفه الوهابيون خارج الحدود في بداية يوليو الحالي.

الشيخ معروف لساكني المدينة المنورة، ومرتادي المسجد النبوي، فهو لا يتخلف عن الصلوات الخمس في المسجد، وله عدد من المريدين، كما أنه يقوم بالتعليم الديني في أروقة المسجد، ويبعث بالدعاة للتبشير بالإسلام في دول عديدة.

لم يكن في خلاف مع الوهابيين سوى أنه يحب المصطفى صلى الله عليه وسلم. فهو كثير الزيارة والتسليم للقبر الشريف، وعادة ما ينضم اليه أثناء الزيارة عدد من الزوار والمعتمرين والمريدين.

لم يعجب الوهابيين ذلك، فطلبوا منه أن يزور وحده!

ثم طلبوا منه أن يزور مرّة في اليوم!

ثم ضايقوه في التعليم!

ثم أخرجوه من المدينة كلياً!

يأتي هذا في ظلّ تزايد دور الوهابية المتوحش في الأماكن المقدسة في الأشهر القليلة الماضية. وتزايد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قضت الأوامر العليا من نايف وسلطان أن يطلق للوحوش العنان لتؤذي خلق الله من المواطنين والمعتمرين المسلمين.

المسجد الحرام كما مسجد الرسول كما آثار الإسلام الخالدة، يعتبرها وحوش الوهابية ملكاً لهم، وأمانةً في أعناقهم دون العباد، ودون المسلمين الآخرين في الداخل، ودون أهالي المدينتين المقدستين. فكل الناس، تشوب عقائدهم الشرك والكفريات عداهم أنفسهم، فهم المؤتمنون على عقائد الناس وأخلاقهم.

لم يكتفوا بالسيطرة الدينية والسياسية، بل تدخلوا في تفاصيل حياة الناس ومعتقداتهم المخالفة للوهابية.

لم يحترموا أحداً، رجلاً أو أمرأة، عالماً أو جاهلاً. ومن يزور المسجد النبوي هذه الأيام تصفعه مشاهد التوحش النجدي الوهابي.

مصنع التطرف الوهابي لازال ينتج للعالم مدونات وفتاوى التكفير والإرهاب، في حين يتحدث آل سعود عن عقيدة الوهابية السمحة! وعن التطرف القادم من الخارج! في حين أن المصنع الداخلي يغطي بمنتجه الفاسد كل العالم كما نسمع ونتابع هذه الأيام.

ستحرر الأماكن المقدسة يوماً من وحوش الوهابية ومن الفكر الإرهابي التكفيري الوهابي. وستعود الأماكن المقدسة بلداً آمناً لكل المسلمين، دون وصاية من جهلة أو متطرفين أو تكفيريين.

الصفحة السابقة