مواجهة عنيفة بين دمشق والرياض

الفيصل: نصر الله شارون جديد!

ذكرت جريدة الأخبار اللبنانية 12/5/2008، في معلومات خاصة حول جلسة مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية الذي اجتمع بشكل طارئ في القاهرة 11/5، أن لقاء الوزراء شهد سجالاً عنيفاً بين سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، ومندوب سوريا في الجامعة العربية يوسف أحمد، حيث تباينت الآراء في شأن تشخيص المشكلة اللبنانية. فمن جهة قدّم الوزير السعودي مداخلة طويلة، استهلّها بالحديث عن الحرب المجنونة التي يخوضها حزب الله في بيروت، وتناول الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله مباشرة، واصفاً إياه بأنه شارون، لأنهما (اتفقا ـ أي شارون ونصر الله ـ على اجتياح بيروت). وقال: (إن الحكومة الشرعية في لبنان تتعرّض لحرب شاملة، ولا يمكننا كعالم عربي أن نقف مكتوفي الأيدي، وإن إيران هي التي تتولى إدارة الحرب، وحزب الله يريد أن يفرض على لبنان دولة الولي الفقيه، وعلينا القيام بكل ما يلزم لوقف هذه الحرب وإنقاذ لبنان، حتى لو تطلب الامر إنشاء قوة عربية تتولى الانتشار سريعاً في لبنان، وتعيد إليه الأمن وتحمي الشرعية القائمة. وعلينا الآن أن نخرج أولاً ببيان يدين صراحة حزب الله وإيران على الاجتياح القائم، ونرسل تحذيراً الى المسلّحين لكي يوقفوا المعركة ويتم انسحابهم، ومن ثم علينا أن نقف الى جانب حكومة السنيورة ونشكرها على صمودها وندعم موقفها).

وتضيف الأخبار بأن السفير السوري طلب الكلام فقال: إن (الوزير السعودي قدّم مداخلة منحازة، وعرض مجموعة من الأضاليل تحتّم عليّ التقدم بمداخلة حتى لا تصبح مواقفه حقائق).

وتوجّه السفير السوري الى الوزير السعودي قائلاً: (أنتم الآن تكشفون عن موقفكم الحقيقي والمنحاز الى جانب فئة من اللبنانيين ضد فئة أخرى، وأنت تقول إن حكومة لبنان شرعيّة، وكلّنا يعرف أنها حكومة أمر واقع، وهي لا تمثل اللبنانيين جميعاً، بل تمثل جزءاً منهم. وعندما اتخذت القرارات الأخيرة بعد اجتماع دام 11 ساعة، فهذا يعني أنها كانت تعرف مضاعفات هذا الموقف، ولكنها كانت تدرس التداعيات وفقاً لوجهة نظرها، وهي التداعيات التي أدّت الى ما يجري الآن). وأضاف: (كما أنك تريد إرسال قوات عربية الى لبنان، هل تريد من العرب أن يذهبوا الى لبنان لمقاتلة غالبية اللبنانيين دفاعاً عن سمير جعجع الجاسوس الإسرائيلي والعميل الذي بات اليوم حليفكم).

هنا قاطعه الفيصل: (ليس حليفنا). فرد السوري: (حليفكم ويتلقى منكم الدعم والأموال ايضاً، وهل تريد أن تفرض علينا مفاهيمك، وتريد أن تقول لنا إن إيران هي العدو لا إسرائيل التي تقتل الأطفال يومياً دون توقف، وتريد أن ترسل الآن القوات الى لبنان ولم تحرّك ساكناً يوم كانت إسرائيل تقصف لبنان دون توقف، لماذا لم تفكر بإرسال قوات لمواجهة الاجتياح الاسرائيلي. ثم إنك تتحدث عن حزب الله بصورة عدائية. وأنت وكلنا يعرف أن هذا الحزب تغيّر كثيراً عما كان عليه يوم قام، وهو قدّم التضحيات الهائلة من أجل لبنان بلده ومن أجل أمّته، وهذه أثمان لا يقدّمها إلا من يريد الخير لبلده. أما إيران التي لم تكن إلا الى جانب قضايانا ووقفت الى جانبنا، فتريد أنت أن تفرض علينا أنها العدو. وقبل مدة حين أثرنا في الاجتماع المغلق في القمة العربية ملف العلاقات العربية ـ الإيرانية كان الكلّ حاضرين، ولم يقل أحد إنه يواجه هذه المشكلات، فهذا يعني أن السعودية تريد أن تفرض هواجسها علينا وهو أمر لن نقبل به).

عاد الفيصل ليقول ـ حسب الصحيفة ـ إن إيران تدعم الانقلاب، وقال للسفير السوري: (أنت تتحدث معي بطريقة وتلفت الى موقعنا كأننا الى جانب إسرائيل، وإذا كرّرت هذا الكلام فسوف يكون لي موقف آخر). فرد السوري بحدة: (لا تهدّدني، وإذا تكلمت أنت بكلام مختلف، فسوف تسمع مني ما لم تسمعه من أحد قبلاً. وأنا أقول لك وللجمتمعين إن الجامعة العربية يجب أن تكون على مسافة من الجميع في لبنان، وهناك المبادرة العربية التي أقرّت هنا، والتي يعرف الأمين العام أنها خطة مرحب بها لدى الجميع على أساس أنها سلّة، وليست مجموعة خطوات منفصلة).

الصفحة السابقة