مفتى السعودية ينتقد فتاوى تكفير الكتّاب

نقلت وسائل الإعلام السعودية في الرابع عشر من يوليو الماضي أن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي المملكة، إتخذ موقفاً نادراً ضد زملاء متشددين إتهموا بعض الكتاب بالكفر وهي تهمة يمكن أن تستخدم لتبرير العنف ضدهم.

المفتي

وقال المفتي في محاضرة له أن رجال الدين يجب أن يحذروا من الإندفاع لتكفير كتّاب واعتبارهم مرتدين عن الاسلام. وكان الشيخ عبد الرحمن البراك وهو رجل دين مستقل يحظى بمكانة كبيرة إتهم في مارس الماضي إثنين من كتاب الأعمدة الصحافية بالهرطقة وقال إنه يجب الحكم بإعدامهما ما لم يتراجعا عن مقالاتهما علناً، وأيّده 20 رجل دين آخرين.

ودعا المفتي في تعليقاته التي نشرتها صحيفة (الحياة) إلى ضرورة (تثبّت وتيقّن المسلم قبل المسارعة في إطلاق التكفير على الآخرين). واشترط أن يكون الكلام (منطلقاً عن علم وبصيرة وفهم وإدراك وإلمام بالقضية ودراسة). وأضاف (لعل القائل أطلق كلماته عن جهل أو ضلال بسبب تأويل أو إنسان يثق به وتبين أن الأمر خلاف ذلك).

وقال آل الشيخ أن العلماء (لم يكفّروا أرباب المقالات مع اعتقادهم بخطئهم خصوصا أن لبعضهم شبهات لم يستطع التخلّص منها.. كما أن بعضهم الآخر ربما قلّد أو تأول إلى غير ذلك). وأكّد على ضرورة (الاستبانة عن هؤلاء وعن نتائجهم وهل لهم شبه وعدم التسرع بالتكفير إلا من علموا أن مقالاته وبدعته الضالة نتجت من اعتقاد باطل ومن قصد سيء ومن مراد خاطيء). وجاءت تعليقات المفتي قبل أيام من (حوار بين الأديان) برعاية سعودية في أسبانيا شارك فيه مسلمون وأتباع ديانات وفلسفات أخرى.

هذا وكان مراسل وكالة رويترز في الرياض ذكر في 9 يوليو الماضي في سياق تعليقه على رعاية السعودية لحوار الأديان بأنها تأمل في أن تعرض شكلاً أكثر ليبرالية لمنهجها من الإسلام السني في منتدى لم يسبق له مثيل يجمع بين رجال دين مسلمين ومسيحيين ويهود في أسبانيا. ويعتبر الحوار توجها جديدا للسعودية التي تعرضت الى انتقاد دولي بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001، ومنذاك شرع حكام السعودية في سلسلة من الاصلاحات لتحسين صورة نظام تحكم فيه العائلة المالكة السعودية في تحالف مع رجال الدين الذين أطلق لهم العنان لتطبيق الشريعة الاسلامية وفق تفسيرهم.

وقال عبد العزيز القاسم وهو رجل دين إصلاحي موال للحكومة ان المؤتمر يأتي في إطار جهود إصلاح المؤسسة الدينية السعودية في أعقاب التغييرات في الكتب المدرسية وفصل الوعاظ الأصوليين والإصلاح القضائي المزمع.

دبلوماسي مقيم في الرياض قال ان اتساع شبكة المدعوين حتى من السعودية تشير الى أن هناك معارضة كبيرة بين رجال الدين السعوديين. وأوضح "انه حدث دولي وليس هناك مكان لتعديلات محلية" مضيفا ان عددا قليلا من الاعضاء في المجلس الاعلى لعلماء الدين المُعين من قبل الحكومة سيحضرون. واضاف ان قائمة المدعوين حكمتها الرغبة في إيجاد سعوديين يعرفون الغرب ويتحدثون الانجليزية بدلا من الذين يشتهرون بمعرفة الدين الاسلامي. وقال دبلوماسي كبير، حسب الوكالة، أن رجال الدين المحافظين يرون أن الحوار بين الأديان ما هو إلا حملة علاقات عامة.

الصفحة السابقة