دور سعودي موارب من العراق

بالرغم من أن السعودية وعدت الأميركيين بإعادة إحياء العلاقة مع حكومة المالكي وإعادة فتح السفارة مع نهاية العام الماضي إلا أن إعلامها لا يزال يواصل حملاته المضادة لحكومة المالكي. وذكرت مصادر في بغداد الشهر الماضي بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولأسباب أمنية إستعمل طاقماً إيرانياً في طائرته الخاصة، التي حصل عليها المالكي كهدية من إيران، فيما لا يزال نور المالكي يشكك في أي دور تلعبه السعودية في الملف العراقي، حيث تحتفظ حكومة المالكي بمعلومات موثّقة عن تمويلات سعودية لزعزعة الإستقرار في العراق.

فهد يقلد صدام وساماً!

محاولات السعودية للتقارب مع حكومة المالكي بدأت من لبنان، حيث قام رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بزيارة الى بغداد ولقائه مع رئيس الوزراء العراقي وأعضاء بارزين في حكومته، إضافة إلى لقاء جمع الحريري بالزعيم الديني الشيعي علي السيستاني في النجف. وقد فسّرت الزيارة، وزيارة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اللاحقة للعراق، على أنها جزء من ترتيبات سياسية سعودية مع أطراف عراقية ولبنانية بهدف الحد من النفوذ الإيراني وتقوية إتجاه شيعي جديد ينافس حزب الله في لبنان.

يرد في هذا السياق أيضاً محاولات سعودية واسعة النطاق لاختراق المجتمع العراقي عبر (تقديم الأموال) للزعامات القبلية والعشائرية. وتنقل مصادر عراقية بأن تشكيل مجالس الصحوة في المناطق الجنوبية قد تسبب في إرباك داخل الأحزاب الشيعية الحاكمة، والتي ستترك تأثيراتها المباشرة على العملية الإنتخابية القادمة.

وفي النجف على سبيل المثال، أعلن مجلس الصحوة في المدينة عن نفسه بوصفه معسكراً سياسياً مستقلاً وسيخوض المنافسة ضد التحالف العراقي الموحّد لجهة جذب المزيد من الأصوات. أما في الديوانية، فقد أعلن نحو 120 شيخاً قبلياً عن استعدادهم للإعلان عن (مجلس صحوة) خاص بهم، رغم أنه لا يحظى بدعم الحكومة.

نشير الى أن شكوكاً أحيطت بمجالس الصحوة منذ بداية نشأتها لجهة ارتباطها بقوى خارجية وخصوصاً سعودية وإماراتية إضافة إلى تنسيق بعض القائمين عليها بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وتستهدف المجالس إحداث توازن قوى عسكري مع الدولة، على أن يتم تأهيل عناصر الصحوة لخوض حرب أهلية داخلية في حال انفراط السلطة في بغداد.

الصفحة السابقة