اعتقال خاطف طائرة سعودي في بغداد

كان معارضاً، غاضباً على سياسة حكومته، فاختطف طائرة سعودية. لم يجد له مكاناً يقبله ويأمن فيه غير عراق صدام حسين.

حدث ذلك عام 2000 لعايش علي حسن الحربي وثلاثة آخرين من السعوديين، قرروا خطف الطائرة السعودية من مطار الملك عبدالعزيز بجدة وانتهى بهم المطاف في منتصف اكتوبر عام 2000 في بغداد. والحربي كان نقيباً في سلاح الحدود السعودي، كما يحمل احد المشاركين معه رتبة عسكرية هو الآخر.

بعد سقوط صدام، لم ينزو الحربي ويبتعد عن الصراع السياسي المحلي العراقي، الذي لا ناقة له فيه ولا جمل، بل انخرط ـ حسب بيان وزارة الداخلية العراقية التي اعلنت اعتقاله في 8 يناير الجاري ـ مع مجموعة أخرى من الإرهابيين الذين شاركوه في الكثير من العمليات الإرهابية منها جرائم القتل والاختطاف والتهجير وتصفية عدد من ضباط الشرطة والجيش، حسب توصيف الداخلية العراقية.

الصحافة السعودية التي نقلت خبر اعتقال الحربي، بدا وكأنها مرحبة بما حدث، وكأنها تأمل أن يتم تسليمه الى السلطات السعودية، لكن وزارة الداخلية السعودية قالت أن لا علم لديها باعتقاله، وأنها لم تتسلم أخباراً رسمية عن الأمر. وفسر تعليق الداخلية ذاك، بأنه بادرة امتعاض كون وزارة الداخلية العراقية لا تنوي تسليمه للسعوديين بدون مقابل: أي تسليم معتقلين عراقيين في السعودية.

وكان مستشار الأمن القومي العراقي، موفق الربيعي، قد صرح في 15/12/2008 أن بلاده لن تقبل بتسليم الإرهابيين السعوديين لديها مجاناً، وأن (الرأس السعودي بألف رأس عراقي)! وأضاف الربيعي بأن (الهجرة العكسية) لفلول القاعدة السعوديين وغيرهم بدأت بالخروج الى دول الخليج وأوروبا وشمال أفريقيا، والسبب أن (الحفلة انتهت في العراق). مشيراً الى أن بغداد لم تسلم الرياض معتقلين من سجونها، وإن من سلموا كانوا في سجون الأميركيين.

وحذر الربيعي دول الخليج من أبنائها القاعديين العائدين من العراق: (تحذيري لهذه الدول هو ان الحفلة خلصت ـ انتهت ـ في العراق وليس هناك مجال أو متسع للارهابيين او للفكر التكفيري.. فالعراق كان حاضنة وشكّل مناطق آمنة لهم يقاتلون فيها القوات الحكومية ويرهبون الناس).. أما الآن فلا (مناطق آمنة في العراق حاليا). وأوضح الربيعي بان هناك معتقلين (يمنيين ومن دول مجلس التعاون ومصريين وليبيين ومن تونس والمغرب والجزائر. نحن نحاول فتح قنوات توثيق استخباراتي وتعاون مع هذه الدول).

وعن المعتقلين السعوديين في العراق قال الربيعي انه من المستبعد تبادل المحكومين بين البلدين على أساس شخص مقابل شخص، لأن المعتقلين السعوديين ارتكبوا (جرائم فظيعة كالقتل على الهوية). وتابع ان (المعتقلين السعوديين في العراق موزعين على قوات التحالف، وسجون وزارة العدل ممن صدرت بحقهم احكام ويقضون فترة محكوميتهم... لم نسلم اي سعودي معتقل او محتجز لدى الحكومة.. سلمنا معتقلين سعوديين كانوا محتجزين لدى قوات التحالف التي طلبت منا تسليمهم). وكان عددهم ثمانية معتقلين، ويعتقد أن 16 آخرين سيسلمون للسعودية قريباً.

وكشف الربيعي أنه خلال زيارته الأخيرة للرياض: (سلمونا قائمة بـ 116 سعوديا معتقلين بأسمائهم وصورهم، ومعلومات سرية بالتواريخ. هؤلاء قسم منهم معتقل وقسم آخر لا يزال ينشط في العراق). وزاد ان (السعوديين في سجون وزارة العدل يبلغ عددهم 64، لكن الرياض تقول ان العدد 116 ولدى التحالف بين 30 الى 40. اذن، هناك حوالي العشرين ما زالوا طليقين ولعلهم قضوا). كما كشف الربيعي أن السعودية أعطتهم قائمة باسماء العراقيين المعتقلين لديها، وعددهم 434 معتقلاً أكثرهم متهمون بالمخدرات أو أمور جنائية أخرى.

الصفحة السابقة