مفتي مصر والعبيكان يرفضان إزالة الآثار الإسلامية

أكد مفتي مصر الدكتور علي جمعة رفضه القاطع ازالة ما تبقى من الآثار النبوية في الحجاز، والتي طالب بها عدد من مشايخ الوهابية. وطالب المفتي بضرورة ابقائها لانها تحوي تاريخ الامة الاسلامية. مشيراً الى أنه (لا يمكن مطلقا قبول فكرة ازالة الآثار النبوية، لانها آثار عظيمة القيمة ونادرة جدا وتمثل تاريخ امتنا واسلامنا، وعلينا جميعا ان نتركها كما هي ونحافظ عليها بدلا من القول بازالتها).

وتابع: (علينا ان نحفظ الآثار النبوية للاجيال القادمة لانه ليس من حقنا فقط ان نتخذ قرارا بازالة هذه الآثار لانها حق الاجيال الاسلامية القادمة من بعدنا).

من جهة أخرى، رفض الدكتور احمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان المصري فكرة ازالة الآثار الإسلامية، كما يدعو علماء الوهابية، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذه الآثار عظيمة القيمة وحمايتها لانها تمثل تاريخا وحضارة اسلامية عظيمة.

وبسبب الضغوط الشعبية الداخلية والخارجية، أوعزت السلطة السياسية فيما يبدو لأحد مشايخها وهو الشيخ عبدالمحسن العبيكان، مستشار الملك ليخفف من الإحتقان الذي ظهر على صفحات الجرائد المحلية، فقال في تصريح لعكاظ (19/2/2009) بأن (هناك فرقا بين إبقاء الآثار والاستفادة منها وأخذ العبرة من النظر إليها وبين ممارسة الجهلاء والضالين لهذه الآثار، فهناك من الجهلة من يمارس أعمالا؛ إما شركية أو بدعية، لكن لا يجوز لنا أن نقول بما أنهم مارسوا هذا الفعل يجب أن تهدم هذه الآثار فهذا كلام باطل لا يصح أبدا).

وقال في معرض تعليقه على دعوات إزالة وتسوير الآثار الإسلامية: (هناك من الجهلاء من يمارسون هذه الأفعال الشركية والبدعية داخل الكعبة، فهل نهدم الكعبة لأنهم يمارسون هذه الأفعال عندها؟). وتابع: (إذا جاء من يريد أن ينظر إلى مسجد البيعة الذي بايع الأنصار فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ العبرة من حصول هذه البيعة التي كانت فتحا للمسلمين، أو يرغب في النظر إلى غار حراء الذي كان يتعبد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ العبرة ويشده المكان تاريخيا إلى السيرة النبوية العطرة وإلى مشهد التعبد الذي كان يمارسه عليه الصلاة والسلام فيتصور ما يقرأه في السيرة هل نقول إن هذا لا يجوز؟!). وختم حديثه بالقول: (لا أعلم دليلا من كتاب أو سنة أو من فعل سلف الأمة وعلمائها أن منهم من منع مجرد النظر إلى الآثار وزيارتها للاعتبار والاستفادة، وإلا لهدموا غار حراء وأماكن كثيرة).

ويعتبر هذا التصريح سابقة في المؤسسة الوهابية الدينية، ولكنه لا يعني أن الآثار الإسلامية المتبقية لن يجري عليها معول الهدم الوهابي كما حدث لغيرها!

الصفحة السابقة