نيويورك تايمز: الإصلاحات صعبة والديمقراطية لم تتقدم

قالت صحيفة نيويورك تايمز أنه منذ اعلان التعديلات الوزارية يعيش الليبراليون السعوديون في مزاج اجازة، حيث أثنى الكثيرون منهم على التعديلات الأخيرة التي قام بها الملك، حين عزل عدداً من المقامات الدينية المحافظة، وعيّن ولأول مرّة إمرأة كنائبة لوزير التعليم، واعتبر بعضهم ما جرى بمثابة (ثورة صغيرة).

من جهتهم، قال أعضاء من الجناح الوهابي المحافظ بأن ما يتمناه الليبراليون لن يحدث، في إشارة الى أن موقع المؤسسة الدينية الوهابية سيحافظ على صدارته. ووجه الشيخ سليمان الدويش اتهاماً لمن يطلق عليهم بأنهم (ليبراليون) بمحاولة إضعاف الهوية الاسلامية للدولة، مضيفاً بأن أمانيهم لن تتحقق وأنهم يعيشون أحلاماً.

سليمان الدويش

وقالت الصحيفة بأنه من المبكر الحكم على التعديلات الأخيرة، ورجحت بأن أهدافه لن تتحقق بسهولة، خاصة في المؤسسات القضائية والتعليمية التي قالت الصحيفة بأنها مليئة بموظفين ومسؤولين محافظين على شاكلة الشيخ الدويش، في حين أن الأقلية الليبرالية لا تتمتع بأيّ تمثيل.

وأشارت الصحيفة الى قضايا أخرى مرتبطة بنجاح الإصلاحات، منها أن الملك السعودي ـ وحتى لو بدا صادقاً في انفتاحه ـ فإنه في الثمانينات من العمر، ويوجد معارضون أقوياء لنهجه بين أفراد العائلة المالكة.

ونقلت الصحيفة عن شخصيات تطالب بالتغيير قولهم بأن حجم المشاكل كبير، وأن قرارات الملك جاءت متأخرة خاصة لجيل الشباب ـ تحت سن الخامسة والعشرين ـ الذي يشكل نسبة 60% من عدد السكان. ومن بين المشاكل: البطالة التي لا تزال نسبها عالية، وشياع فكر التطرف حيث يتواصل تغذية التلاميذ بالافكار المتطرفة، وهي الثقافة التي تؤكد الصحيفة أنها كانت وراء هجمات 11 سبتمبر ضد امريكا. ونقلت الصحيفة عن محلل سياسي سعودي قوله أنه لا يتوقع تغييراً في النظام التعليمي لمدة ما بين 15- 20 عاماً، لأن الوزارة تم اختطافها من قبل المتشددين ولعقود.

وتتابع الصحيفة أنه نتيجة للضغط الامريكي تم التخلص من الفقرات في المقررات الدراسية التي تهاجم اليهود والنصارى. لكن في السعودية 25 الف مدرسة يدرس فيها 90% من التلاميذ، ويسيطر عليها المتشدودن الذين يعارضون عزف النشيد الوطني السعودي. ويقول اكاديميون ان السعوديين لا يريدون جعل كل ابنائهم أئمة، فيما رأى عضو في مجلس الشورى المعيّن، أن التغييرات والاصلاحات لن تؤدي الى تقدم في الديمقراطية لان هذه تحتاج الى تغيير في بنية الثقافة التحتية.

الصفحة السابقة