البرّاك يصف الروائيين بالفجور وحملة للتضامن معهم

لا يبدو أن تصريحات الشيخ عبد الرحمن البراك المعروف بمواقفه المتشدّدة ضد عدد من الروائيين مثل عبده خال وتركي الحمد ود. غازي القصيبي وغيرهم، قد تركت مفعولاً قوياً ومباشراً سواء في الأشخاص المستهدفين أو التيار الحداثوي،
الشيخ البراك
المعني بالرد والدفاع عن نفسه. لم يعد هناك من يستشعر الخطر على نفسه إزاء متطرّفين قد يقدموا على اقتراف جريمة الإغتيال ضد أي من الروائيين، ليس لأن الخطر زال، ولكن لأن التيار المقابل ازداد شعبية، وتكسرت محرمات كبرى على أيدي جيل من الروائيين الجدد الذين مارسوا الشفافية في أقصى ما يمكن أن تصل إليه.

وكان الشيخ البراك قد أصدر بياناً نشر على موقع (نور الإسلام) الذي يشرف عليه الشيخ محمد بن عبد الله الهدبان، علّق فيه على نية وزارة التعليم ترجمة روايات كل من (غازى القصيبى، تركى الحمد، عبده خال، ورجاء عالم) ووصف البرّاك الأدباء الأربعة بأنهم أعداء للمملكة حكومة وشعباً، وأنهم فاسدو الفكر ومحبون للرذيلة ولنشر الفساد، ورواياتهم المرشّحة للترجمة ليست سوى قطرة من بحور فجورهم.

تصريحات البراك دفعت مجموعة من المثقفين إلى تبني حملة مضادة حيث أصدورا بيانا للتضامن مع الأدباء قالوا فيه إن هذه الإتّهامات تأتى لممارسة الضغط الحكومي والشعبي بهدف الإساءة لمكانة ودور الروائيين والأدباء السعوديين فى إثراء الساحة الفكرية والأدبية المحلية والعربية والعالمية.

وانتقد أحد الأدباء المتضامنين مع الروائيين الأربعة (تفكير مشايخ التكفير في السعودية) وأنهم (يتحركون من منطلقات متحجّرة)، وقال عن حملة التضامن بأنها (رد فعل طبيعى على حملة التشويه، مضيفا: المفترض أن هذا الحال ليس غريباً على المؤسسة الدينية السعودية التى عودتنا على التوجس الدائم من الأدب والميل نحو المنع والتكفير والترهيب بالدين، فهي الدولة الوحيدة فى العالم التى لديها شرطة دينية تقيّم الأعمال الأخلاقية والدينية، كما أنها المؤسسة الأكثر تزمتا ضد الفن والأدب).

وأعلن الأديب صلاح السروي عن انضمامه للحملة التى أقامها المثقفون السعوديون والتي تضامنوا فيها مع كل من الأدباء الأربعة، واصفاً ما حدث بأنه ضد الحرية والبيان الصادر خطوة يجب الترحيب بها من كل المثقفين والمستنيرين العرب لأن حرية التعبير تفتح الباب أمام النهضة والتطور.

الصفحة السابقة