وهّابيون متسامحون!!

لم يتغيّر شيء في تاريخ الوهابية وحماتها. لازال فكر التكفير مسيطراً؛ ولازال ادّعاء احتواء الحقيقة الكبرى قائماً.

الفوزان

مسؤول في موسم حج العام الماضي قال جملة واحدة: (اتركوا الحجاج كلٌّ يأخذ بمذهبه في مناسك الحج)! فلم يقدر مشايخ الوهابية، وهيئة كبار علمائهم على تحملها، وقالوا: كيف يكون ذلك؟! وما فائدة السيطرة الوهابية على الحرمين إن لم يتم إخضاع بقية المسلمين لمنطق ورأي الوهابية؟!

لسبب ما ردّ الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماءعلى مقولة ذلك المسؤول، وكان ردّه في موسم الحج، وفي صحيفة الجزيرة النجدية المتواطئة مع فكر التطرف والتكفير الوهابي (عدد 5/11/2010). رد الفوزان: (تعجبت كيف تصدر هذه المقالة من مثله إذ معنى هذه المقالة أنه لا فائدة من التوعية ما دام أنه يترك كل على مذهبه، لأن معنى التوعية توجيه الحجاج للعمل في مناسكهم على وفق الدليل من الكتاب والسنة حتى يكون حجهم صحيحاً)!

انظر الى هذا المنطق الأعوج، فالفوزان يفترض أن عدم التزام الحجاج بالرأي الرسمي الوهابي يعني أن حجّهم باطل. وكلامه هذا يستبطن أن الوهابية وحدها هي التي على الحق، وأن رأي مشايخها هو الصحيح وما عداه فباطل، ولذا لزم التوعية للحجاج، لا أن يتركوا لكي يمارسوا شعائر الحج وفق اجتهادات مذاهبهم التي ينتمون اليها، والتي هي غير وهابية.

يقول الفوزان هذا، وينشر قوله، في حين أن إعلام ال سعود يتحدث عن احترام التعدد والتنوع المذهبي، بل والديني؛ ويدعو ملك آل سعود الى حوار الأديان ويلتقي بهم في نيويورك، ويتعاطى معهم الراح.

أليس كل ما يروج سعودياً هو مجرد كذبٌ وخداع؟ أليس ما سيأتينا به الحجاج من أحاديث عن معاملة مشايخ الوهابية لهم بإهانة واحتقار وتحميلهم دعاوى الشرك الوهابي، يكشف طبيعة الوهابية التي لا تستطيع إلا أن تكفّر وتبدّع الآخرين؟

الصفحة السابقة