الدعيس ثالثاً: قتل تحت التعذيب والحكومة ترفض تسليم جثته لأسرته

وجهت الكرامة، المنظمة الحقوقية التي تتخذ من جنيف مقراً لها، وجهت في 22 ديسمبر الماضي نداءين عاجلين لكلٍ
الدعيس الضحية: قتل تحت التعذيب
من المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج إطار القضاء، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب، تلتمس منهما التدخل لدى السلطات السعودية للكشف عن ملابسات وفاة المعتقل اليمني سلطان محمد عبده الدُّعيس، الذي يعتقد أنه توفي تحت التعذيب في سجن القصيم مطلع شهر ديسمبر الماضي، ولم يسمح لأسرته باستلام جثته حتى هذه اللحظة.

وقال المدير القانوني للكرامة السيد رشيد مصلي: (إن المنظمة حصلت على معلومات مؤكدة تشير إلى تعرض السيد الدعيس لتعذيبٍ شديدٍ في سجن القصيم أدى إلى وفاته، بينما تحاول السلطات السعودية مساومة العائلة، للحصول على موافقتها في دفن جثمان الضحية بالأراضي المقدسة في مكة المكرمة أو المدينة المنورة). وحسب الكرامة فإنه سمح في 1/12/2010 لأحد أفراد أسرة الدعيس بإلقاء نظرة سريعة على جثمان الضحية، بعدما أُبلغ رسمياً أن الوفاة كانت بسبب التهاب رئوي، ولكنه حين شاهدها لاحظ أن الضحية قد عُذّب بقسوة، وأن آثار التعذيب كانت واضحة على أجزاء من جسده.

والسيد سلطان محمد عبده الدعيس (32 عاماً)، متزوج، ولديه ثلاثة أطفال، ويعمل تاجراً في العاصمة السعودية الرياض. وطبقاً لشهادات الأسرة، فقد أُلقي عليه القبض بتأريخ 27 أكتوبر 2006 في حي النسيم بالرياض على أيدي عناصر تابعة لجهاز المباحث العامة (المخابرات)، من دون مذكرة توقيف صادرة بحقه، وظل رهن الاحتجاز التعسفي طيلة هذه المدة، لم يمثل خلالها أمام قاضٍ، وتعرض لأشكال مختلفة من التعذيب وسوء المعاملة.

وتعد هذه ثالث حالة وفاة تحت التعذيب يكشف عنها النقاب لضحايا يمنيين تعتقلهم السلطات السعودية، فقد سبق أن توفي تحت التعذيب كل من: خالد أحمد حاتم، وسالم عبود باحنيف؛ الأول، أُلقي عليه القبض وأودع سجن ذهبان منذ أواخر ابريل 2008، ولفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة تعرضه للتعذيب في 31/8/2008. أما الثاني، فقد توفي يوم 29 سبتمبر 2009 نتيجة ظروف اعتقال سيئة للغاية وإهمال طبي متعمد، أدى في نهاية المطاف إلى إصابته بالتهاب رئوي حاد ومن ثم وفاته.

ويعتقد أن القتل لليمنيين لا يخلو من عنصرية سعودية، إذ يجري في العادة التساهل بدماء المنتسبين الى دول فقيرة أو دول لا تهتم حكوماتها بأبنائها المغتربين.

الصفحة السابقة