لماذا وقعت على بيان (دفاعاً عن الوطن)؟

هناك الكثير من الموضوعات الهامّة التي تطرح للنقاش في مواقع سعودية على شبكة الإنترنت، حيث يفصح المتحاورون عن بعض من مكنوناتهم الداخلية وضمن هامش معقول من الحرية، بحيث يمكن رصد هذه الحوارات واعتبارها بشكل عام مؤشراً على اتجاهات الرأي العام السعودي، بأكثر مما تعبر عنه الصحافة والإعلام المحليين.هناك على شبكة الإنترنت، يقوم أفراد ممن يمكن اعتبارهم منتمين الى الطبقة الوسطى العريضة في المملكة بالتعبير عن اتجاهاتهم وميولهم وآرائهم. هؤلاء في مجملهم وكما يبدو من الحوارات العديدة مسكونين بأنواع مختلفة من الهموم الجمعية، لم تجد لها متنفساً في الإعلام المحلي، ولا يمكن طرحها إلا بكثير من الحذر حتى لا يحظر الموقع محلياً، مع أن أكثر المواقع الحوارية السعودية أصبحت محظورة.

ما يهمنا هنا، هو استجلاء للآراء المختلفة بين السعوديين في قضايا وطنية مصيرية بالغة الحساسية. وسنقوم في كل عدد بعرض قضية من القضايا، وآراء المختلفين، الذين لم يجدوا إلاّ مواقع الإنترنت لطرحها على بساط النقاش. الموضوع التالي منقول عن http://bb.tuwaa.com/showthread.php?s=&threadid=25104

* * *

لا نملك فائضاً من الصبر لانتظار الإصلاحات!

وقعت على البيان، لأنني ـ في الإطار العام ـ أؤمن بحق الإنسان في التمتع بحياة حرة كريمة، في مجتمع تسوده قيم العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وأن يتكافل فيه الناس لترسيخ ثقافة الحوار والتسامح واحترام الاختلاف وتبني مبادئ التعددية، وأن يرفضوا كافة أشكال مصادرة الرأي أو انتهاك حرياتهم أو حقوقهم في التعبير السلمي عن آرائهم وأفكارهم ومواقفهم إزاء مختلف شئون الحياة، كما ينبغي عليهم لتحقيق ذلك الهدف أن يتخذوا موقفاً واضحاً يدين كل من يخرج على هذا الإجماع أو يذهب إلى استخدام وسائل العنف والتطرف والإرهاب للتعبير عن موقفه وموقعه سواء كان هذا الطرف دينياً أو وطنياً أو أمنياً.

أما في المستوى الخاص، فإن الدفاع عن الوحدة الوطنية الضامنة لأمن واستقرار وتقدم المجتمع يغدو مهمة أساسية ومبدئية لكل محب لوطنه ومواطنيه، لذلك وجدت البيان يعبر عن ضرورة اتخاذ موقف إنساني ووطني وأخلاقي ووفكري واضح إزاء ظاهرة العنف المنتشرة في وطننا الغالي، ولذلك أيضا وقعت ـ مع كوكبة كريمة من أبناء وبنات هذا الكيان الكبير ـ على البيان لأنه يحلل ظاهرة التطرف والعنف والإرهاب ويحدد مسبباتها لكنه في نفس الوقت يحدد بوضوح موقفه الرافض للتطرف وللعنف المسلح مهما كانت أسبابه ومن أي جهة أتى.

وقعت على البيان لأنه يطالب بالشروع الفوري في تنفيذ مطالب الإصلاح الدستوري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، الذي بلورته العديد من المقترحات والآراء والمطالب ومنها وثيقة(رؤية لحاضر الوطن ومستقبله)، لأن تطبيق الإصلاحات هو السبيل الأمثل للقضاء التدريجي على كافة أشكال الاحتقانات الاجتماعية، ومنها ظاهرة العنف المسلح والإرهاب.

وقعت على البيان لأنه يدين العنف والإرهاب الذي تقوم به فئة محددة من التيار الإسلامي العريض، ولكنه في الآن نفسه لا يدين التيارات الإسلامية المستنيرة التي تعبر عن وسطية الدين الإسلامي وسماحته واعتداله، متأكداً من أن هذه التيارات الراشدة تدين ذلك التيار المتطرف أيضاً، وذلك للمحافظة على أمن واستقرار وتطور كيان الوطن، ودفعاً لاستباحة دماء وحرمات الآمنين من أهل البلاد أو المقيمين فيها على السواء.

وقعت على البيان لأنه يقول (إن التصدي للإرهاب لا يمكن أن يتحقق من خلال الحلول والوسائل الأمنية وحدها، وإنما بتشخيص العوامل والأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المحركة له).

وقعت على البيان لأنه يطرح مخرجاً لأزمة العنف والعنف المضاد، وذلك من خلال مطالبة المشاركين في أعمال العنف والإرهاب والمحرضين عليه بالقيام بنبذ كافة أشكال العنف والتطرف والعودة إلى أحضان الوطن، وأن تحظى هذه الخطوة بعين الاعتبار من قبل الدولة، وأن يتم التعامل معهم وفق القوانين والأنظمة القضائية العادلة. وفي زعمي أن هذا الرأي يعبر عن عين العقل والحكمة ويسهم في تشكيل رأي عام وطني لا يقف متفرجا أو متعاطفا أو متشفيا، وإنما يقترح ـ بصدق ومسئولية ـ حلاً آنياً وبعيد المدى للأزمات المتراكمة، حيث يشير إلى أن الحوار والإصلاح هما المخرج من هذا الطوق الناري الملتهب الذي ما فتئت دائرته تتسع كل يوم.

وقعت على البيان لأنه يوضح أن (تأخرنا لمدة طويلة عن تبني الإصلاحات الجذرية وتغييب المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار قد كان من الأسباب الرئيسة التي أسهمت في بلوغ بلادنا هذا المنعطف الخطير): منعطف الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ومنعطف تفشي ظاهر العنف والإرهاب.

وقعت على البيان لأنه يدين العنف والإرهاب، ويطالب الحكومة بقيام جمعية وطنية تأسيسية مستقلة، مكونة من كافة الفعاليات الوطنية المعبرة عن تعددية الأطياف الثقافية والمذهبية والمناطقية في بلادنا، لوضع الآليات الكفيلة بوضع مطالب الإصلاح الدستوري والسياسي، والاقتصادي والاجتماعي، موضع التنفيذ.

لكل ذلك وقعت على البيان الذي أرجو قراءته والتأمل في دلالات أسماء المواطنين ـ رجالاً ونساءً ـ الموقعين عليه.

علي الدميني

* * *

نص العريضة:

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ورئيس الحرس الوطني حفظه الله

يسرنا أن نعرض عليكم موقفنا الذي تبلور في البيان المرفق بعنوان ( دفاعاً عن الوطن)، والذي يعبر فيه الموقعون عليه عن إدانتهم لكافة أشكال العنف والإرهاب الذي تتعرض له بلادنا، ويطالبون في نفس الوقت بضرورة البدء في تنفيذ عملية الإصلاح الجذري الشامل لكافة مؤسساتنا الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن ذلك هو الرد العملي الناجع على كافة التحديات التي نعيشها في الحاضر والمستقبل.

الرياض في 27 رجب 1424 هـ

24 سبتمير 2003 م

(دفاعاً عن الوطن)

تشهد بلادنا أعمال عنف متزايدة تتوسل بالسلاح وإراقة الدماء، سبيلاً لإثبات وجودها وفرض وجهات نظرها، بديلاً عن الكلمة والحوار، مما سيلحق أفدح الأضرار، بالأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي. وفي مثل هذه الظروف الصعبة، التي يواجه فيها وطننا أقسى التحديات الداخلية والخارجية، يصبح التعبير عن رفض واستنكار ظواهر التطرف والعنف بكافة أشكاله، ضرورة وطنية وسياسية وأخلاقية وثقافية. وانطلاقا من إيماننا بأننا شركاء ـ شعباً وحكومة ـ في الحفاظ على استقرار وأمن ووحدة الوطن، فإننا مدعوون جميعاً لتحمل مسئولياتنا ومراجعة خطواتنا، والإقرار بأن تأخرنا لمدة طويلة في تبني الإصلاحات الجذرية، وتغييب المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، قد كانت من الأسباب الرئيسة التي أسهمت في بلوغ بلادنا هذا المنعطف الخطير، ولذا فإننا نرى، أن حرمان مكونات المجتمع السياسية والفكرية والثقافية من حقها الطبيعي، في التعبير عن آرائها قد أدى ـ فعليا ـ إلى سيطرة اتجاه محدد، عاجز بحكم تكوينه عن الحوار مع الغير، وأن هذا الاتجاه الذي لا يعبر عن سماحة الإسلام ووسطيته ولا عن تياراته المستنيرة قد ساعد على نشوء الفكر الإرهابي والتكفيري الذي لا تزال بلادنا تصطلي بناره.

إن التصدي للإرهاب لا يمكن أن يتحقق من خلال الحلول والوسائل الأمنية وحدها، وإنما بتشخيص، العوامل والأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المحركة له، والشروع الفوري في تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية، التي بلورتها العديد من المقترحات والآراء والمطالب التي عبرت عنها كتابات وخطابات المهتمين بالشأن العام في بلادنا، ومنها مذكرة رؤية (لحاضر الوطن ومستقبله) التي تم تقديمها إلى سمو ولي العهد يحفظه الله، في شهر ذي القعدة (يناير) الماضي، والتي تضمنت المطالبة، بقيام المؤسسات الدستورية للدولة، وإفساح المجال لتحقيق المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، وانتخاب مجلس الشورى، وتمكينه من ممارسة كافة الصلاحيات التشريعية والرقابية المناطة بمثله، وتطبيق مبدأ الفصل بين السلطات، وتدعيم استقلال القضاء، واحترام حقوق الإنسان، وتشريع عمل مؤسسات المجتمع المدني، والعمل على تطوير خطاب ديني وإعلامي وثقافي وتعليمي، يرفض الأحادية والتكفير والادعاء بامتلاك واحتكار الحقيقة، ويسهم في تطوير مناخ التعددية وإتاحة المجال لترسيخ قيم ثقافة التسامح والقبول بالآخر المختلف، سواء ضمن الدائرة الوطنية والإسلامية أو على الصعيد الإنساني، وأن تلك الآراء والمطالب قد عبرت عن تطلعات مختلف فئات الشعب السعودي، وشكلت ـ في مجملها ـ رؤية مشتركة بين القيادة السياسية ومختلف الفعاليات الوطنية.

كما نرى أن القضاء على مظاهر الفساد الإداري وهدر المال العام، وتوسيع القاعدة الإنتاجية، وتطبيق مبدأ التوزيع العادل للثروة على كافة الشرائح الاجتماعية والمناطق المختلفة، وطرح الحلول العملية لمشاكل الفقر والبطالة، والتعليم والصحة، والإسكان، وتمكين المرأة من أداء وظائفها الاجتماعية والاقتصادية، وسوى ذلك من القضايا الملحة لن يتأتى إلا عبر تنفيذ المطالب الإصلاحية الشاملة.

وإننا، في الوقت الذي نعلن فيه، عن إدانتنا واستنكارنا لكافة أشكال التطرف والعنف المادي والرمزي، التي تسعى لاختطاف المجتمع، وتدمير مقومات وأسس الدولة، فإننا نطالب المشاركين في هذه الأعمال والمحرضين عليها، بالقيام بنبذ كافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، قولاً أو عملاً، آملين أن ينظر إلى مثل هذه الخطوة بعين الاعتبار، من قبل الجهات الرسمية، وأن يتم التعامل معهم وفق القوانين والأنظمة القضائية العادلة، كما أننا نؤكد من جهة ثانية، على مطالبتنا المستمرة للقيادة السياسية بالإعلان عن مبادرة وطنية شاملة ـ طال انتظارها ـ بقيام جمعية وطنية مستقلة، مكونة من كافة الفعاليات الوطنية المعبرة عن تعددية الأطياف الثقافية والمذهبية والمناطقية في بلادنا، وذلك لإنجاز الآليات الكفيلة بوضع مطالب الإصلاح الدستوري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي موضع التنفيذ، والانتقال من مرحلة اعتماد منهج الإصلاح إلى مرحلة الفعل والتنفيذ وفق جدول زمني معلن.

حفظ الله بلادنا وأهلها من كل مكروه وسدد خطاها على طريق الخير.

* * *

أحسنت، وبأمثالك يسير الوطن الى الأمام.

* * *

الأخ الفاضل علي الدميني،،

كثرة الدق تفل الحديد، وأتمنى أن يلين الحديد قبل أن تنهار الأمور، وبعدها ولات حين مندم. الفساد منتشر، والشفافية معدومة، وأهل الحل والعقد لا زالوا يفكرون بمنطقهم القديم. الشباب الآن، وبعد انتشار البطالة وقلة التعليم الجامعي بسبب قصورة وضيق الاستيعاب فيه، بدأ ينخرط في التيارات الفكرية المنحرفة، وبدأ أيضا يبحث في أروقة الجريمة. سيروا وأكثروا من الضغط، لعل الأمور تتحسن قريبا.

* * *

بوركت هذه الاسماء الناصعة الطاهرة وعني وعائلتي نتضامن مع هذه الطلبات المباركة.

* * *

شكرا للمتابعة والاتفاق حول المضامين الاساسية التي حواها البيان. فالمهم هو تشكيل رأي عام حول تلك القضايا المحددة بإدانة الارهاب والمطالبة بالبدء في تنفيذ الاصلاحات الجذرية الملحة بغض النظر عن من وقع او الذي لم تتح له الفرصة للتوقيع، ومع ذلك فالتعبير عن الاتفاق مهم ومفيد. علي الدميني.

* * *

بارك الله فيكم.. قلبي معكم. لكم جميعا أحلامنا الخضراء، وأماني لا تنقطع بأن نرى وطننا في أفضل حال. لكم جميعا الحب والدعاء.

* * *

شكرا لكم جميعا: انتم شرفاء لانكم حملتم هم وطن ومجتمع ومستقبل واجيال. طالبتم بما هو اعظم واشرف من المنصب والمال والمكاسب الفردية. نعم وقعتم على بيانات شرف وكرامة وحقوق أمّة. أنتم تصنعون التاريخ. هنيئا للوطن بكم. شكرا لمن بادر، وشكرا لمن نسق، وشكرا لمن وضع اسمه وتوقيعه، وشكرا لمن ساند، وشكرا لمن تفهم، وشكرا لكل من يحمل هم وطنه ومستقبل اجياله.

* * *

مع الاسف اخي الكريم فالبيان ينضح بالخصومه للتيار الاسلامي العريض ويحمله مسئولية الاحداث الحاليه، والاحداث هي كما يعلم الجميع بسبب العديد من الاخطاء التي ارتكبت داخل البلاد وخارجها من قبل الرسمي وليس الشعبي، وانت اول من يعلم ذلك. ولاشك ان هناك العديد من الاسباب الاخرى مثل عدم توزيع الثروة، والفساد، وغياب التخطيط بشكل

* * *

مطلق، وعدم التصدي وبشكل حازم لمشاكل البلد الحقيقة رغم سهولة حلها. ومع ذلك اتفق مع كثير مما جاء في البيان، ولكن لا اقبل كل ما جاء حول التيار الاسلامي صراحة او غمزا.

* * *

لك مني التحية وكامل الصدر المنفتح على الصراحة والحقائق. هذا البيان يطالب الحكومة بضرورة الشروع الفوري في تطبيق مطالب الاصلاح الشامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والذي تتفق معي فيه. ولكن البيان، ايضا، ورغم توقفه امام ظاهرة الارهاب وتحديد مسبباتها إلا أنه يدين الارهاب مهما كانت اسبابه، وإذا ما توقفنا امام تساؤلك عن اتهام التيار الديني بالارهاب فلنكن صرحاء ولنتساءل بوضوح: من الذي يقوم بأعمال العنف المسلح؟ هل هم فئة أتت من المريخ أم من القطب المتجمد، أم أنها فئة بينها أبناؤنا وأبناء أصدقائنا ومعارفنا؟ هل رفعت هذه الفئة ومن ورائها في الخارج والداخل لافتة غير اللافتة الاسلامية أم أنها علقت لافتة الفرقة الناجية؟ هل هي فرقة تم اختراعها وتلفيق التهمة لها أم أنها إحدى الفرق الاسلاموية التي تشتغل بالسياسة وتحفل بلادنا بعشرات التيارات منها والتي تصل في خصومتها مع من عداها الى درجة تكفير بعضها ناهيك عن تكفير الآخرين. إن تيار العنف يعبر عن رؤية تيار محدد ينتمي للتيارات الاسلامية وبالتالي لم نقولها ما لم تقله، ولكننا لا نتهم كل التيارات الاسلامية الراشدة او ندينها لان فصيلا منها لجأ إلى السلاح والعنف والارهاب للتعبير عن أفكاره. لا.. نحن نشير إلى الأسباب التي ساعدت على نشؤ هذا التيار ولا نبرئ احدا منا من تبعات ما يرتكبه هذا التيار، لأننا أفسحنا المجال له لأن يحتكر كافة المنابر الاعلامية والتعليمية ولم نسمح لغيره بالعمل، فحدث أن اختطف ابناءنا وشبابنا في فورة الحماس الصحوي السياسي الاسلاموي الذي غذته امريكا وهو يعمل على إقامة دولة طالبان الجديدة على ترابنا وعلى منجزاتنا وعلى آمالنا. لذا ينبغي إدانة طريقة التعبير بالسلاح مع التأكيد على حق كل تيار في ان يعبر عن افكاره بالطرق السلمية. أما حين يلجأ إلى العنف المسلح فلا يجب على عاقل ان يسمح له بذلك، بل ينبغي إدانته بوضوح وصراحة مع مطالبة الحكومة بضرورة حل كافة الاشكالات التي تساعد على تنامي ظاهرة العنف والارهاب باسرع وقت.

* * *

الكريم والعزيز علي الدميني. دعني اتوقف اولا عند هذه الجملة من البيان (دفاعا عن الوطن): (فإننا نطالب المشاركين في هذه الأعمال والمحرضين عليها، بالقيام بنبذ كافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، قولاً أو عملاً). كنت افضل ان تكون (قولا وعملا) ولكن لايهم. هذه الجملة تتفق مع الخطابات الصادرة من رموز الدولة ممثلة بالملك وولي العهد بعد تفجيرات الرياض، والتي اكدت على ان من يدعم او يبرر الارهاب فهو مجرم مثله مثل المجرم الارهابي نفسه. ولكن مالذي حصل؟ يأتي رد العديد من رموز هذا التيار سريعا، فأحدهم (العريفي) في لقاء تلفزيوني لم يتطرق للحدث بكلمة ادانة بسيطة واحدة، بل وضمن كلامه مدح الارهاب والقاعدة ونقد من ينتقدهم. وآخر، قاضي في المحكمة الكبرى بالرياض، يبرر هذه الاعمال بأن الاعلام في ايدي (العلمانيين) وان الفساد انتشر وان العلماء حجم دورهم (لم أرَ صفاقة اكثر من هذه). وآخر (الحوالي) يجري الاتصالات معهم ويرسل رسائله المشفرة لهم عبر خطبه وندواته ويتفاوض مع الدولة نيابة عنهم، ولو تابعت جيدا بياناتهم وتصريحاتهم بعد التفجيرات لوجدتها تتلون حربائيا في لكننة وغنغنة كالذي يمشى على بيض لايكسره. فإن أدانوا الارهاب والتفجيرات ارفقوها بسلسلة من اللكننات التي تبرره، وان لعنوا أمريكا ارفقوها بالدعوات ان ينصر الله المجاهدين في كل مكان و(المجاهدون) و(كل مكان) هذه من المعلومات بالضرورة عندهم. بل ان احدهم حين احرجه السائل قال بما معناه (لا نرى ان هناك حاجة للجهاد في ارض الجزيرة العربية). وارض الجزيرة ايضا هنا تعني وطنه السعودية التي يرفض الاعتراف بها كما اوصاه خليله القابع في جحور تورا بورا.

ما أثارني ايها الكريم انك تتسائل بمنطق، ولكنك لن تجد لديهم منطقا ولا موضوعية، فطالما ظلوا يتلونون ويتمنطقون حتى لايعترفوا بمشكلتنا جميعا (ليسوا وحدهم) فلن تصل معهم لحوار عقلاني ونتيجة مشتركة، وهذا هو اس المشكلة.

* * *

الاخ علي مع الاسف الشديد فإنك لا تريد ان تتخلى عن خصومتك، ولكن اود أن اذكرك ان احداث الحرم قام بها ايضا متدينون وكان لهم ظرفهم وفهمهم الخ. وهذه الاحداث يقوم بها مواطنون واجانب وهم ايضا متدينون، ولكن ليس الدين هو السبب ولا حتى التيار الديني العريض ولا المساجد ولا المدارس ولكن السبب الاول هو خارجي له مسبباته الداخلية. السبب الحقيقي هو الارتماء في دهاليز السياسه الامريكية دون روية ودون تخطيط ودون وضع خطوط رجعة واضحة. اتمنى أن لا تنسى ان افغانستان كانت حربا امريكيه خاضها حلفاء امريكا بالوكالة، وكان لبها أن نحارب الكفار ونطردهم من ارض المسلمين. وبعد انتهاء الحرب ماذا حدث؟ هنا كانت الكارثه التي اغمض الرسمي عينه عنها، وبدل احتواء المشكله تم كما يقول المثل الشعبي تطنيشها، وتم عمل ترانسفير لها الى البوسنه والشيشان وكشمير وكردستان، واليوم بعد أن تفجرت القنابل لدينا والتي صنعناها نحن وساهم فيها اخرون، نريد أن نحمل المسئوليه للتيار الاسلامي، وذلك تماشيا مع رغبة الاخر وليس لان ذلك هو الحق. عزيزي الحل هو واحد فقط: العدل ثم العدل ثم العدل. واتمنى منك أن تكون عادلا مع نفسك اولا وبالتالي تكون موضوعيا حتى نصل الى الحق. والمشاكل الداخليه لابد أن تعالج بالحكمة والحوار والتخطيط، ولايمكن أن تحل بالعنف.

* * *

السؤال الاهم: لماذا وقعت على البيان؟ هذا سؤال هام، واجاباته كثيرة وقد يختلف كل منا في هدفه من توقيع البيان لكننا يجب ان نتفق اننا فعلنا ذلك لاجل وطنا. شخصيا اجد صياغة البيان فيها الكثير من روح الوطنية واتألم حين يشكك البعض في نوايا الموقعين، واتساءل: هل من المفروض في توقيع مثل هذه البيانات ان نعرف السيرة الذاتية لكل من وقع؟ هل شققنا عن قلوبهم؟ كانت هي المرة الاولى التي اوقع فيها. تخيلت اني احادث الامير عبد الله بكل شفافية تخيلت وجه وطني وهو يبتسم، تخيلت اياديه البيضاء تربت على اكتافنا فتطول قامتي، لكن ذلك لم يكن مقنعا لبعض الاصدقاء والناصحين ـ الذين اعرف محبتهم واقدرها ـ لمثل هذه الخطوة، ثم اقرا هنا حوارات حول البيان فادرك عن (قرب) واعرف معنى ان يشكك الناس بنوايا بعضهم بهذا الشكل. في كل مجتمع توجد احزاب وطائفية وعنصرية، لكننا الان احوج ما نكون الى التمسك باهداب النوايا الحسنة في حوارنا مع الاخر. من المزعج ان تضطر الى تبرير موقف ما اتخذته او اي قرار اعلنته، لكن يبدو ان قدر المثقف ان يؤكد دوما وطنيته لانه في فوهة المدفع. ناهد باشطح.

* * *

عندما تحاول فئة ضالة اختطاف القرار الوطني عن طريق الإرهاب بكافة أشكاله المادية والمعنوية، بالتالي يكون من غير الجائز أخلاقيا ووطنيا السكوت عن تلك الممارسات التي نراها في طول وعرض البلاد. هؤلاء الكوكبة الذين أتيح لهم قراءة البيان ومن ثم التوقيع عليه يؤمنون بالحوار الوطني بين كافة تياراته الوطنية والدينية والمذهبية، وبالنضال السلمي. إنهم ليسوا دعاة هدم وفوضى وقتل. هم دعاة إصلاح وتطوير وبناء من أجل غد أفضل، يجد فيه المواطن العدل والأمن وكافة حقوقه الإنسانية التي كفلتها تعاليم الدين الإسلامي السمح والمواثيق الدولية واجتهادات البشر. سعود الجراد.

* * *

بربكم أسالكم: هل بقت أي دولة خليجية بدون دستور وإنتخابات سوى المملكه؟ الإصلاح كلمة مهذبة للمطالبة بحقوق الإنسان من عدل وحرية ومساواة! هذا هو نبراس العالم الجديد شئنا أم أبينا وأؤكد هنا أننا إذا لم نكن عقلاء ونصلح أمورنا من الداخل فسيأتى الإصلاح قسرا وفرضا من الخارج. لامكان فى العالم الجديد لدولة السيد والعبد. المجتمع الإنسانى الحديث لا يقبل بالنماذج الفاسده.

* * *

الأخ علي الدميني. البيان بمنتهى الروعة، وليته كان اشمل. أؤيد البيان تماما، لكن هذا البيان كان حكوميَّا. واضح تماما، ولست هنا أخطئ البيان لمجرد كونه حكوميَّا، فهو صحيح إنما هو حكومي قبل كل شيء، وقد لمس البعض هذا البعد مثلي.

* * *

ابا عادل.. ويا كل الشرفاء في هذا الوطن.. استمروا.. نحن معكم. لا تلتفت لما يقول كاتب سلطوي أخرق (أو أحول) يداري سوءاته بوضع العصا في دولاب الاصلاح الوطني. لا تلتفتوا الى ما يقول.. لقد طواه الزمن.. وألفيا سيده لدى الباب (سيرحل ويرحلون) ويبقى الوطن.. حراً خالصاً لأبنائه. استمروا.. ودعموا حركتكم بدماء الشباب.. ورصعوها بالتلاحم الوطني الخلاق والمبدع.

* * *

حقيقة انا لا اعلم هل اسماء الموقعين على العريضة شملت جميع مناطق الوطن فالاجماع يجب ان يكون ليس في نقطة معينة كالتوجه او المهنة وما شابه، بل يجب ان يشمل اهمها وهي الجغرافيا.

* * *

صفقنا لك كثيرا، ووقعنا بنبض قلوبنا، وسنوفر صفقات ايدينا لنجعلها في وجه من يعارض بيانك عمليا.

* * *

أيها الدميني.. لماذا أشعر بأن هذا الوطن كما طفل يتيم.. يبحث عن الآخر ليمسد شعره الأسود الداكن؟! (غصّة) تستوطنني حد الإرعاف كلما تذكرت أننا لازلنا ننحر الأقلام ونريق المداد. ما أصبرك أيتها الأقلام؟ أوقع ياعلي إن كان في الأمل بقايا، ولست بيائسة.. لكنه الصبر.. فر هارباً.. فبلغوا عنه!

* * *

كم كنت اتمني والكثير غيري ان تكون لنا الفرصه للتوقيع لانه لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يمثل السواد الاعظم من الشعب فقط 1500 شخص. الا تعتقدون انه كلما كانت الاعداد اكبر كلما كان مفعولها اقوى؟ نحن مع الاسف لا نتعلم من تجاربنا السابقه عندما خرجت عشرات السيدات يطالبن بالسواقة، اليس الاجدر ان يكون هناك تنسيق لتعم الفائده ونخرج بنسبه عاليه من التأييد؟ نحن لا نرغب ان تضيع الفرصه تلو الفرصه دون الخروج بمردود تعم الفائده فيه.

* * *

أقف في صف التأييد لما ورد في البيان ولكن مالفائدة من التوقيع اذا كان المعني بقراءة البيان لا يستطيع القراءة لكبر سنه؟!

* * *

استميح الموقعين علىالبيان العذر لما قد يفهم من حديثي أنني انوب عنهم ولذا يهمني التأكيد على أنني أتكلم باسمي فقط ولا يتحمل غيري تبعة آرائي التي قد تفيض او تقصر عن موازاة حرفية ما طرحه البيان او ما يوحي به من ظلال للمعنى وللآلية. و حيث ليس أمامي إلا الـتأكيد على قراءتي لهذا البيان فإنني ارى أنه يهدف إلى تكوين رأي عام اوسع من عدد الموقعين عليه بشأن اتخاذ موقف وطني واضح يطالب بالبدء في تنفيذ المطالب الاصلاحية التي تتفق عليها وتنادي بها أغلب فئات الشعب نساء ورجالاً، وأن يتم في نفس الوقت رفض كافة أشكال العنف المسلح والارهاب الذي يهدد أمن بلادنا واستقرارها ومسيرتها على طريق التنمية واللحاق بركب الامم المتحضرة. إن تطبيق الديمقراطية وحقوق الانسان وكفالة تحقيق مفهوم المواطنة والمصالح العليا للوطن بتبني آليات المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار باتت في حكم الاستحقاقات الملحة التي لا تحتمل تأجيلا أكثر مما حدث، وأن البدء في تنفيذ خطوت الاصلاح سوف تسهم في تحصين بلادنا ضد الكثير من مخاطر المعضلات التي نجابهها ومنها ظاهرة العنف والارهاب.

الاصدقاء العاتبون: لم يكن سهلا الوصول إلى كل الذين يتفقون على هذا البيان للتوقيع عليه ولكنني أعتقد أن الباب أصبح مفتوحا للحديث عن نقاط الالتقاء والافتراق ايضا مع مضمونه، وأنني على ثقة بأن صدى أصوات من يتداخلون مع البيان هنا أو في اي موقع آخر ستكون أكثر جدوى ووصولا إلى المتابع. علي الدميني

* * *

مع احترامي لك ولكل الموقعين على البيان فإني أرى من وجهة نظر شخصية أن بيانكم سيكون مجرد ملف يوضع في الدرج كسابقه من البيانات المشابهة والمخالفة. إن أول خطوة في الإصلاح هي السماح بتشكيل الأحزاب والنقابات وانشاء مؤسسات المجتمع المدني ومن ثم وضع دستور مكتوب للبلاد يطرح في استفتاء شعبي على ضوئه تتشكل الحكومة المطلوبة ويشعر كل فرد بحقه في المشاركة واختيار ممثليه مع استمرار المؤسسة الملكية في دورها الوحدوي. وفي اعتقادي أن ذلك لن يتحقق في بلادنا بسبب القوى المسيطرة في الوقت الراهن سواء كانت دينية أم سياسية أم قبلية وخشيتها من أن تفقد نفوذها وسيطرتها.

بقراءتي للبيان رأيت أنه يضع اللوم على طرف واحد فيما وصلنا اليه من عنف والحقيقة أن الجاني مجموعة أطراف هم الداعم والسامح بالدعم وصاحب الفكرة ومروجها وأخيرا المنفذ. وأترك التفصيل لمحاذير معروفة. الغريب في الأمر أن بعض من يروجون للفكر المتطرف لا يزالون يخطبون ويعظون بل يلقون المحاضرات وبإذن رسمي.

* * *

أتفق معك حول ما طرحته من ضرورة السماح بتشكيل الاحزاب والنقابات وكافة آليات التعبير عن تشكلات المجتمع المدني وإنجاز الدستور واستفتاء الشعب عليه كأساس لعملية الاصلاح الجذرية التي تطالب بها كافة فئات الشعب السعودي. ولكن هل يمكن تحقيق تلك المطالب بدون الاصرار على تأكيد أهميتها بشتى الوسائل المطلبية ذات الطابع السلمي، ومنها الكتابة الفردية والجماعية؟ لا نملك فائضا من الصبر ولكننا ايضا لا نملك إلا الطرق على الأبواب، وما زالت صرخة سائق الوايت في رواية غسان كنفاني (رجال تحت الشمس) ترن في اذني حينما صرخ بالرجال المحتجزين داخل خزان الوايت ـ والذين فارقوا الحياة داخل الخزان ـ قائلاً: (لماذا لم تطرقوا على جدار الخزان؟ لماذا لم تطرقوا بقوة لكي اسمعكم؟). يا صاحبى لحسن حظي او لسوئه مازلت واحداً من المتفائلين والمستمسكين ببريق الأمل ـ مثل الكثيرين هنا ـ في وصول الصوت إلى حيث ينبغي له أن يصل بغض النظر عن رمزية فريدمان او ضغوطات ماما أمريكا. علي الدميني.

* * *

الصفحة السابقة