فضيلة الصمت

في شهر رمضان المبارك استضافت قناة المستقلة ولثلاث ليال شخصيتين سعوديتين لمناقشة دعوة الأمير طلال بن عبد العزيز للقيام بإصلاحات سياسية. وقد قدم عدد من الأمراء والأميرات مداخلات حول الموضوع بينهم: الأمير سلمان بن سعود بن عبد العزيز، الذي ما لبث أن اعترض عليه إبن الأمير طلال (خالد). الكاتب مشعل السديري في زاويته بجريدة عكاظ سخر من الأمراء وكتب تحت عنوان (يا زينك صامت) ولكنه فيما يبدو تعرّض لضغط حاد فارتدّ على نفسه وكتب (يا زيني صامت)!

في (يا زينك صامت) بتاريخ 19 نوفمبر الماضي قال:

قبل كم ليلة، كان هناك حوار ونقاش في قناة (المستقلة) يدور في شأن من شؤون المملكة.. ومن حسن حظي أنني لم أشاهد وأستمع لذلك البرنامج، إلا في الجزء الأخير منه لأن وزني قد نزل عشرة كيلوجرامات، خلال متابعتي لمدة عشر دقائق فقط، ولو أني بدأتُ معه من البداية حتى النهاية، فمن المحتمل جداً أنني أكون قد تلاشيت.. وذلك بسبب اتصالين من فارسين، من أسرة كبيرة، ولها مكانتها، وشأنها.. وياليت كل واحد منهما تمسك بالصبر الجميل، والصمت الأجمل.. لأنه أراد أن يكحلها فأعماها.. كلام ساذج كأنه (مربّط بحصى)، ومنطق أجوف، فارغ، لا يطرحه حتى الأطفال.. وكان المذيع (الذكي الخبيث)، يفرش البساط لكل واحد منهما، ليزيد في ثرثرته وجهله.. فيما كان (جهابذة) الحوار، وهم أربعة أو خمسة، يتضاحكون، ويتغامزون، و(يتتريقون) - أي والله يتتريقون-. ولو كان الأمر بيدي، لوضعتها في فم كل واحد من هذين المتصلين، وقلت اخرس، اصمت، أنطم، تلايط، (سكّر نيعك). يا ناس والله عيب، فضحتونا، وضحّكتوا الناس علينا.. المشكلة إن كل إناء ينضح بما فيه، وهذه هي امكانياتهما فعلاً.. فمنطق الجاهل يرديه الى الهزيمة دائماً. وأقول لكل مُتحذلق، وطبل، وهايف: (يازينك صامت).

وفي (يا زيني صامت) في 24 نوفمبر انقلبت المعادلة، فقال السديري:

كنت قد كتبت في هذه الزاوية مقالا بعنوان (يازيني صامت) .. اشرت الى مشاركة فارسين من اسرة كبيرة، لها مكانتها، وشأنها.. لحوار في قناة (المستقلة) بتهجم تخطى الحدود بمنظاري الشخصي الضيق، بأسلوبي الذي نلت به الكثيرين، ولكن هذه المرة قصر فهمي، فأنا لم اسمع الحوار بكامله ولم أر سوى عشر دقائق من تلك الحلقة، والعجلة زلة، ولا أعلم كيف صدر مني ما صدر؟ انني ملزم بأن اكتب مقالي ولا بد لي من تدوينه على اي حال لأملأ مقالي بأسلوب ساخر، لكل شاردة وواردة، ولقد وصلتني معاتبات ومحاسبات، ولذلك فإنني اعتذر بشديد الاسف ان كنت قد نلت بمقالي من حكمت عليه دون بصيرة، وقد قيل: من لا يعرفك يجهلك. اكرر اعتذاري، آملا في قبوله. والحقيقة هي: (يازيني صامت).

وخزة:
صحوة وهابية على قعقعة السلاح

موقع (السلفيون) السعودي الذي لم تنله الرقابة لأمر في نفس يعقوب، دعا أنصاره الى حمل السلاح دفاعاً! عن النفس كما كان الصحابة يفعلون! وقال ان ذلك واجب شرعي، حيث ''أصبح السلاح حكراً على عملاء الطواغيت وعصابات الحاكم المتسلط على رقاب الشعب الأعزل. فإذا امتلكت أنت سلاحاً فليس بالضرورة أن تعلن ذلك ، فإذا ما نادى المنادي ''حي على الجهاد'' فإنك على الأقل ستستطيع أن تحرس بيتك وعرضك من العدو الفاجر. وإذا جاءك أحد أعداء الإسلام العملاء في أمن الدولة والمخابرات، إذا جاءك هذا العدو ليقتلك فإنك ستكون مسلحاً مستعداً أن تضحي بدمك من أجل ألا تكون عرضة للاعتقال والتعذيب مدى الحياة.. فما أهون القتل أمام ألم التعذيب''!

حكمة:
إعتصام ومطالب وهابية جديدة

في 27/28 رجب الماضي، اعتصم العشرات من السلفيين أمام دار الإفتاء، وعلى رأسهم الشيخ عبد الله الرشود مطالبين بما يلي: عدم الإنضواء تحت هيئة الأمم المتحدة؛ إقامة الحدّ على المفكر السعودي تركي الحمد!؛ ''إفتداء إخواننا أسراء كوبا''؛ إطلاق سراح الشيخ سعيد بن زعير؛ التماس كلمة حق ضد أميركا؛ إلغاء التأمين؛ عدم مطاردة (شباب الجهاد) القوى ضد المرتدين!. طبعاً العسكر كان بانتظارهم، ومشايخ السلطان رفضوا لقاء المعتصمين، وآل سعود يخشون إقتراب النار، التي أضرموها لحرق غيرهم، من خبائهم.

إطبع الصفحة الصفحة السابقة