بركاتكم يا أصحاب السمو!

■ اقتحم الامير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملعب رياضي وراح يضرب لاعبين ومسؤولين بالعقال، وهذه ليست المرة التي يفعلها الأمراء. علق احدهم: المواطن هو الذي اعتدى بظهره على عقال سمو الأمير حفظه الله! وآخر ينصح الضحية: إصبر على الأمير وإن ضربك بالعقال، وإن تَفَلَ في وجهك، بل امسح بها وجهك، فهي بركة!

الأمير المعتدي شَيْنْ وقويْ عيْنْ. قال: (لا أزكّي نفسي. من اعتديت عليه فليتقدم لي ـ وليس للقضاء ـ بالشكوى، وأنا مثل أقل مواطن.. لا فرق بين أمير ومواطن أبداً)!

لكن: ما دمتم قبلتم ان يكون الأمراء أصحاب سمو، فاقبلوا ـ رغماً عنكم ـ أن تكونوا أصحاب دنوّ!

■ أحد المشايخ الرسميين (سعد الحجري) قال أن المرأة، وهي تشاهد لعبة كرة القدم، لا يهمها سوى النظر الى أفخاذ اللاعبين، واعتبر ذلك جريمة محرّمة.

ردّت عليه إحداهنّ: (مخجل جدا أن يطّلع العالم على سخافاتنا وسطحيتنا.. هل من سبيلٍ لإلجام هذه الهرطقات عن الهُراء؟!). وأخرى قالت: لا أقبح من سوء الظن. فصبرٌ جميلٌ واللهُ المستعانُ على ما تَصِفون.

■ كتب مصريون في صحافتهم: السيسي يحمي الخليج! فمادام آل سعود بحاجة الى حماية، فمن يساهم فيها يعتبر حامياً، سواء كان الحامي امريكي (مثلما طلب شيوخ الخليج ذلك في كمب ديفيد) او باكستاني او غيرهما.

لكن هناك مثل خليجي يقول: (مَحْمولْ ويْرَفّسْ)! السعودية تشحذ قوات من كل مكان حتى من السنغال! وحين قال المصريون انهم بقواتهم يحمون الخليج ثارت ثائرة بعض موالي السلطة فقالوا: (انتم لا تحمون، أنتم مقاتلون بالأجرة فقط، أي مرتزقة)! الشيخ محمد الفراج اعتبر حماية السيسي أكبر إهانة، والشيخ الدريهم اعتبرها نكتة الموسم! السؤال ماذا لو قال احدهم أن اوباما يحمي الخليج؟ وأن اهل الخليج يدفعون الجزية له مقابل الحماية؟ هل كانت النخوة العربية والفوقية ستتفجران ضده كما حدث للسيسي؟!

■ قال المتحدث باسم العدوان على اليمن احمد عسيري: انتصرنا وتوقفت عاصفة الحزم، فانتهزها الوليد بن طلال ليعلن التهنئة للقيادة، وليقدم للطيارين المئة الذين شاركوا فيها ـ وأغلبيتهم الساحقة أمراء ـ هدية سيارة بنتلي لكل واحد منهم!

تركي الحمد، الاكاديمي والروائي، انتقد من فوره الوليد بن طلال، محذرا من التعامل مع القوات المسلحة كتعامل الأمراء مع فريق كرة قدم، وتساءل: (لماذا لا تكون الهدية دون الإعلان عنها بتويتر، فحتى الصّدَقَة تفقد معناها حين يُعلن عنها). فجأة وإذا بالوليد يسرّب خبراً يقول فيها ان حسابه في تويتر قد اخترق، وأنه ليس هو الذي وضع تغريدة البنتلي!

أحدهم قال بأنْ لو كان أبوه سرق ميزانية بحجم السعودية، لكان قد وزّع طائرات وليس سيارات بنتلي فحسب. وآخر قال للوليد بأن كل الجنود في الميدان سيرضون بتبرعه لهم بسيارات أدنى من البنتلي، بفورد استاندرد! ودخل مصري على الخط فعلّق: (مفيش حتى عربية شيفروليه أفيو، أو جيلي صيني، ولاّ إحنا ولاد الغسّالةْ؟). يقصد الجنود المصريين!

■ أماتوها ووضعوا هاشتاقاً باسمها: (هلاك نوال السعداوي)! مثلما يفعلون مع خصومهم ومن لا يحبونهم، سواء في السياسة او الثقافة او المذهب او الدين. لهذا تكثر اشاعات فلان مات، او قتل، او اصابه السرطان، وآخرها كما نذكر: قتلوا عبدالملك الحوثي عشرين مرة؛ وقتلوا علي صالح وأبناءه الواحد تلو الآخر مرات ومرات؛ وقتلوا السيد حسن نصر الله وغيره!

المتطرف الوهابي الشيخ الشنار حمد الله على وفاة السعداوي فقد طهرت الأرض من الأذى! والشيخ الدويش المتطرف هو الاخر، يريد أن تُذكَر جرائمها، إذ لا محاسن لديها. والشيخ الشهري فرح بالخبر: هلكت، فالحمد لله الذي أذهب عنّا الأذى. أما الإخواسلفي الزهراني فيشمت: (ونَفَقَتْ عجوزُ الجنّ).

آخر، لا يكفر السعداوي فقط، بل يكفّر من لا يكفّرها؛ وحين تم التشكيك في موتها، قال الشيخ البرّاك: (اذا كان الخبر صحيحاً، فلا رحم الله منها مغرز إبرة).

■ بعد أربعين سنة وزيراً للخارجية، جاء دور التطبيل له بعد إبعاده عن الوزارة، ولكن بشكل ممجوج مثل: أنت العظيم الحكيم في عيون العالم يا سعود؛ وسيفتخر التاريخ بكل كلمة نطقت بها يا فخر العرب؛ أنت مروّض السياسة. والصحفية حليمة مظفر تقول ان سعود الفيصل هو الرقم الصعب ليس في التاريخ السعودي فقط، بل والتاريخ الإنساني. وزاد آخر بأن (أمثاله لا يعرفون الراحة إلا في الجنّة)!

خالد الفيصل امتدح أخاه:

ياما رفعتْ الراسْ فيْ كلّ مَحفلْ

وياما حسمتْ الرّايْ إذا غيركْ احْتاسْ

من الأكاذيب التي ظهرت في المديح، أن صدام قال: سعود الفيصل أدهى من قابلت في حياتي؛ وغورباتشوف قال عنه: لو كان لدي رجل كسعود الفيصل ما تفكّك الاتحاد السوفياتي. إحداهنّ زادت في المديح ساخرة: صدام وهتلر وستالين تمنوا ان يكون وزير خارجيتهم؛ فقابلها آخر: (يقول ابو لهب: لو كان في قريش مثل سعود الفيصل، لجعلتُ ملكَ الروم يعمل في مطعم مَنْدِيْ في شوارع مكة).وثالث: (لو كان لديّ رجل كعادل الجبير ـ وزير الخارجية الجديد ـ لاحتليت العالم)!

الصفحة السابقة