أحمل جواز سفر سعودي

قف أنت متهم

إستعدت مطارات العالم لاستقبال حاملي الجواز الأخضر السعودي بأعداد كبيرة، ممن تكسوهم علامات الارباك وتنتظرهم نظرات الشك، وخصوصاً أولئك القادمين الى أوروبا والولايات المتحدة، فهناك من ينتظرهم خلف (الكونتر) يطلب من أحدهم أو بعضهم إذا كانوا شباباً بالتوقف للاستجواب: من أين أتيت؟ والى أين ذاهب؟ وكم ستبقى في هذا البلد؟ وفي أي مسجد تصلي؟ وهل تذهب الى المركز الاسلامي الفلاني؟ وهل تعرف الشيخ الفلاني؟ هذه أسئلة باتت تطرح على السعوديين الذين كانوا فيما مضى يحملون شهادة براءة خضراء، أما اليوم فالأخضر بات تهمة يضطر البعض لدسه في جيب السترة حتى لا يُرى، أو إخفاء إشارة السيفين والنخلة على غلاف الجواز حتى لا يميّز.

منظر لم تكن تتمنى الأغلبية الساحقة من قاطني هذا البلد ومن حملة الجواز الأخضر تحديداً أن تشهده فضلاً عن أن تعيشه يومياً بل مرات عديدة في اليوم الواحد وفي أرجاء مختلفة من العالم. من السبب يا ترى؟ هل هي الأغلبية المسحوقة المتضررة والخاسرة في الداخل؟ أم أن تلك الفئة الحاكمة ومن يستظل بها هي المسؤولة عن تشويه صورة البلد برمته أمام العالم؟.

أحدهم يقول بأن تورط الدولة السعودية في الإرهاب عبر حليفها الديني المتشدد، قد أصاب الهاربون منها بالأذى، وحتى معارضوها أصابهم ضرر حمل هوية هذه الدولة وجواز السفرالصادر عنها، فقد باتت النظرة إلى الجميع واحدة، أي أنهم قادمون من كهف الارهابيين وحاضنه الأول.

بعضهم يقترح تزويد المحققين في مطارات أوروبا وأميركا بدوسيه يتضمن شرحاً وافياً للتنوع الفكري في هذا البلد تماماً كما كانت تفعل ومازالت أجهزة الأمن (المباحث) التابعة لوزارة الداخلية، حيث يُصنّف السكان المحليون ضمن قوائم جاهزة: المنطقة، المذهب، القبيلة، التنظيم السياسي، التأهيل العلمي، وهكذا يمكن تسهيل مهمة المحققين وحتى لا يؤخذ البريء بجريرة المذنب، لأن في ذلك حشراً غير مبرر لضحايا الدولة وأيديولوجية التطرف التي رعتها مع المتقلبين في خيراتها من أجل إشاعة الارهاب.

الصفحة السابقة