الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة

مـشـايــخ الـتـكـفـيـــر

الشيخ سعد البريك

الجزء ( 5 )

سعد الشريف

الشيخ سعد البريك (مواليد 1962)، داعية وإمام وخطيب جامع الأمير خالد بن سعود بظهرة البديعة، غربي العاصمة الرياض، منذ أكثر من 25 عام. إلتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود وتخرّج فيها، وحصل على شهادة الدكتواره من المعهد العالي للقضاء ـ قسم الفقه المقارن، عن رسالة بعنوان (تنصيص اختيارات الإمام الخطابي الفقهية). يعمل حالياً مستشاراً ونائبا لرئيس اللجنة العليا في مكتب الأمير عبدالعزيز بن فهد للبحوث والدراسات، ويتولى في الوقت نفسه عدداً من الوظائف منها: عضو لجنة التربية العليا التي كان يرأسها الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد السابق، وعضو اللجنة الفرعية المنبثقة عنها والتي يرأسها الشيخ عبدالله المطلق، وعضو فريق مناصحة السجناء التي شكّلتها وزارة الداخلية برئاسة الأمير نايف لتبديل قناعات عناصر الجماعات المسلّحة والقاعدية، والمشرف العام على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالبديعة والصناعية الجديدة، وعضو الهيئة الشرعية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الوقف الإسلامي في السويد وفي مجلس أمناء مسجد التوحيد في هاتشي يوتشي بمدينة طوكيو في اليابان.

يكتب في الصحف والمجلات وله حضور إعلامي وشعبي لافت عبر الصحافة والقنوات الفضائية، وكذلك مشاركاته في عدد من الندوات والمؤتمرات في عدد من قارات العالم. لعب دوراً محورياً في مشروع المناصحة بهدف إقناع عناصر الجماعات المسلّحة بحرمة الخروج على الدولة السعودية، حتى بات ينظر إليه باعتباره داعية سلطوياً بامتياز، كما يظهر بوضوح أيضاً في مواقفه من الحركات المطلبية السلمية في البلاد. وقد إشتهر بموقفه من الاحتجاجات الداخلية، حيث أثار مقطع له في برنامج مباشر بثّ على قناة (المجد) السلفية لدعوته (لتهشيم كل جمجمة) في رد فعل على دعوة التظاهر الشعبي في 11 آذار (مارس) 2011..

صنّف البريك الكثير من الأبحاث المنشورة في مجلات سلفية، وله فتاوى مثبّتة في موقعه على شبكة الإنترنت، وتكشف عن رؤيته العقدية حيال الكون والمجتمعات والوقائع الجارية، وسنحاول هنا إلقاء الضوء على آرائه ومواقفه في موضوع التكفير على وجه الخصوص.

البريك والرؤية الكونية

يمكن المجادلة ابتداءً بأن الشيخ البريك، شأن كثيرين من العلماء والمشايخ في المدرسة الوهابية، لا يمارس القتل على خلفية عقدية، ولكن يحرّض عليه، من خلال صوغ رؤية عقدية للكون تضع الأغلبية الساحقة من سكان الأرض، بمن فيهم المسلمين من غير الوهابيين، في خانة الكفّار أو المشركين، أو المبتدعة، فيأتي الآخر الجاهز لتحويل تلك الرؤية العقدية الى حكم شرعي فيحيله عملية انتحارية (يسمونها زوراً إستشهادية)، أو حزاماً ناسفاً، أو سيارة مفخّخة، أو مسدس كاتم صوت..ولا يجد البريك وأهل دعوته في ذلك ضيراً طالما أن الأضرار تقتصر على الآخر، ولا تصل إلى الدار، ولا تلحق الضرر بولاة الأمر، بالنظام السعودي..!

في تصوير لأحوال نجد العقدية قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كتب البريك (في القرن الثاني عشر الهجري، وقبيل ظهور دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ، اتسمت هذه البلاد وما حولها بسمة الجهل والفقر والتخلف..كما كان الجهل بالشريعة والإعراض عن الدين مستحكماً فقد شاعت البدع وساد الغلو وفشت المنكرات والشركيات والخرافات وشاعت مذاهب الحلول والإلحاد التي تولى كبرها ابن عربي وابن الفارض). ومن هنا على وجه التحديد يبدأ تقعيد التكفير وتبرير ما يليه من أحكام.

ثم ينتقل الى حال البلاد الاسلامية عموماً (ولم تكن هذه البلاد بأسوأ حالاً من كثير من بلاد الإسلام الأخرى فقد كان العالم الإسلامي في ذلك الوقت يعيش أوضاعاً دينية ودنيوية في غاية السوء، وكان الإسلام قد عاد غريباً..)، والغربة هنا تعني العودة الى الجاهلية بحسب البريك، بكل صورها.

ماذا جرى بعد ذلك؟

ما سبق كان تمهيداً لمرحلة يكون فيها ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب ضرورياً، حيث يلعب، بحسب البريك، دوراً خلاصياً لإنقاذ الأمة من الشرك وإعادتها الى الإسلام، يقول (في ظل هذا الزمان العصيب وفي ثنايا هذه الظروف الصعبة والأحوال السيئة، أبى الله إلا أن يظهر نور الإسلام، فبدأت أنوار الحق والهدى تشع في الأفق..)، أي حين شرع الشيخ إبن عبد الوهاب (ببيان عقيدة التوحيد ونشر السنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكبْتِ البدع والمحدثات..)، وكان يهدف كما يقول البريك (لإقامة مجتمع مسلم يصطبغ بصبغة التدين..أقام دعوته على هذا المنهج السليم فسعى إلى ترسيخ التوحيد ونبذ الشرك والمحدثات وإقامة فرائض الدين وشعائره وتحقيق العدل وبناء مجتمع إسلامي..).

يذكّر كلام البريك بما قاله الشيخ ابن عبد الوهاب عن نفسه حين بشّر بدعوته وسط سكان نجد، ولعلّه استلهم ذلك بما قاله الشيخ ابن تيمية عن نفسه حين قال في محضر السلطان المملوكي (من قام بالإسلام أوقات الحاجة غيري؟ ومن الذي أوضح دلائله وبيّنه؟ وجاهد أعداءه وأقامه لما مال؟ حين تخلى عنه كل أحد، ولا أحد ينطق بحجته ولا أحد يجاهد عنه وقمت مظهراً لحجّته مجاهداً عنه مرغباً فيه؟). وقال أيضاً (كل من خالفني في شيء مما كتبته فأنا أعلم بمذهبه منه..)(1).

وردت جمل ذات إيحاءات إقتلاعية من قبيل أن الشيخ ابن عبد الوهاب كان له (الأثر الأكبر في إظهار الدين والإنتصار للسنّة) وأنه لم يَمُتْ إلا وقد رأى (راية السنة الخفاقة..). والأخطر أنه افترض أن ما قام به الشيخ إبن عبد الوهاب هو إعادة بناء (إمة الإسلام) بقوله (لقد كانت هذه الدعوة الإصلاحية إمتداداً للمنهج الذي كان عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة، وهو منهج الإسلام الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعين وأئمة الدين من الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل الحديث والفقه). ونقل البريك مؤيّداً كلاماً لأحد من وصفهم (أهل العلم الذين عايشوا هذه الدعوة ـ الوهابية ـ ودولتها المعاصرة وعلماءها وأهلها عن كثب)، ما نصّه (إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: عودة إلى الإسلام في أول أمره ومطلع فجره ومتى قلنا ذلك كفينا أنفسنا عناء الجدل العقيم، وهي حركة تجديد وتطهير). وغفل البريك عمّا ينطوي عليه هذا النص من طامة المصادرة لتاريخ المسلمين عموماً، واعتبارهم أنهم لم يكونوا مسلمين حقيقيين حتى جاء الشيخ ابن تيمية أولاً ثم من بعده الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليخرجوا الناس من الظلمات الى النور، كما فعل ذلك رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.

ولو وقفنا على ما ذكره البريك في (أهداف الدعوة) التي جاء بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب لعلمنا بأنّه إنما جاء لدعوة المسلمين الى الإسلام، كما يظهر من بيان البريك لحال الأمة أو حسب قوله (لا بد ونحن في صدد بيان عظيم منة الله تعالى على الناس بهذه الدعوة المباركة أن نبين بشيء من التفصيل حال أهل الجزيرة والعالم الإسلامي وما كانوا عليه من الشركيات والكفريات والبدع المهلكات: فقد كانت عبادة الأصنام من بشر وشجر وحجر منتشرة..)، وأكثر من ذلك (وكان كثير ممن يدَّعون العلم والفقه متلبَّسون بالشرك الأكبر ويدعون إليه ولو سمعوا إنساناً يجرَّد التوحيد لرموه بالكفر والفسوق). واستدل في ذلك بقول للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن (وغلب على الأكثرين ما كان عليه أهل الجاهلية وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان وغلب الجهل والتقليد والإعراض عن السنة والقرآن..).

فقد وصف حال بلاد نجد واعراضها عن دين الله والجحد بأحكام الشريعة، وبلاد الحرمين الشريفين وتفشي الإعتقادات الباطلة والطرق المبتدعة، والإستغاثة عند قبور الأولياء والصالحين، وما يجري من اختلاط النساء والرجال وفعل الواحش والمنكرات وسوء الأفعال (دون تحديد مصدر أو مرجع)، وكذلك في الطائف وما يجري عند قبر ابن عباس، وبندر جدّة..ثم ينتقل من الجزيرة العربية الى خارجها، فيذكر مصر بما نصّه (وأما بلاد مصر وصعيدها وفَيُّومها وأعمالها، فقد جمعت من الأمور الشركية والعبادات الوثنية والدعاوى الفرعونية ما لا يتسع له كتاب لاسيما عند مشهد أحمد البدوي وأمثاله من المعبودين، فقد جاوزوا به ما ادَّعتْه الجاهلية لآلهتهم، وما لم يُنقَل مثله عن أحدٍ من الفراعنة والنماردة). وزاد على ذلك (وقد استباحوا عند تلك المشاهد من الفواحش والمنكرات والمفاسد ما لا يمكن حصره..)، ثم يضيف (وقُلْ مثل ذلك في ما يجري في بلاد اليمن وأرض نجران وبلاد الشام والموصل وبلاد الأكراد وفي العراق).

وفق تلك الرؤية الكونية التي تصوّر حال الأمة الإسلامية بهذا السوء (استدعت بالضرورة دعوة إصلاحية شاملة تقوم على تجديد الدين بإحياء ما اندرس منه وبإصلاح أحوال الأمة في سائر نواحي الحياة..وجماع ذلك كله: إخلاص العبادة لله وحده والعمل بمقتضى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله). وهل تكفير الأمة يتطلب مزيداً على ذلك، أو بكلام آخر وهل التكفير يستوجب تأصيلاً وتقعيداً أقوى مما ذكره البريك؟ مع لفت الإنتباه إلى ما ختم به هذا المقطع (فقامت هذه الدعوة الإصلاحية المباركة تحقيقاً لوعد الله تعالى بتجديد الدين ونصر المؤمنين وبقاء طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين إلى قيام الساعة). ومن ذلك أنه تصدّى (للردَّ على من تنكَّب عن سبيل الله القويم وصراطه المستقيم واتَّبع سبيل التحريف والتعطيل على اختلاف نِحَلِهم وبِدَعِهم وتَشَعُّب مقالاتهم وطرقهم..ولم يلتفت إلى ما عدا ذلك من قياس فلسفي أو تعطيل جهمي أو إلحاد حلولي أو تأويل معتزلي..)(2).

وفي محاولة لنفي أي صلة بين الوهابية والخوارج، لما لحق بالأخيرة كفرقة موصومة بالتكفير، يضع البريك فروقاً بينهما بما ينفي الصلة بينهما وإثباتها مع غيرها، ومن بينهم الشيعة، كالطعن في الصحابة على أساس أن (أهل السنة أتباع هذه الدعوة ـ الوهابية ـ فإنهم يوالون كل الصحابة ويترضون عنهم).

في السياق نفسه، إرتبط مبدأ الخروج على الحاكم بالحكم عليه بالكفر البواح المخرج من الملّة، وقد حاول البريك تبرئة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الخروج على الدولة العثمانية، مقتصراً على بعض مناطق الجزيرة العربية التي كانت خاضعة رمزياً للحكم العثماني، متجاهلاً ما أحدثته كتائب الوهابية في العراق وبلاد الشام وكانتا تحت الحكم العثماني التام. يقول البريك عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنه (لم يكن يتقصَّد الخروج على الخلافة ولا ينوي معارضتها، بل كان يرى أن ما يقوم به من الدعوة أمر واجب شرعاً لا علاقة له برضى الخلافة، وأنه لم يفتئِت عليها في ذلك..)، وفي ذلك إقرار ضمني بالخروج على الدولة العثمانية، التي قال عنها بأنها (سقطت واقعة تحت طائلة البدع و التصوف، وكانت تتبنى البدع وتؤيد الطرق الصوفية وتنشرها وتحميها وتسخر لها الإمكانات والإدارات والأوقاف ويتسابق ولاتها وأمراؤها إلى ذلك). وأضاف (فأسهمت في ترسيخ بدع الأضرحة والقباب والمزارات والمشاهد البدعية ووقع خلفاؤها المتأخرين تحت تأثير شيوخ الطرق البدعية وانصرفت قلوبهم لغير الله فانهزمت نفوسهم وانحرفت عقيدتهم، واتجهت إلى طلب النفع ودفع الضر من غير الله وأصيبت عباداتهم وأعمالهم بداء التصوف). وهل ذلك القول سوى تبرير الخروج عليها، ومحاربتها، بحجة أنها دولة بدع، وأن دعوة إبن عبد الوهاب هي الحق، فهل يحتاج المرء لأكثر من ذلك كي يصل إلى نتيجة أن الوهابية نزعت المشروعية الدينية عن الدولة العثمانية فخرجت عليها وبشّرت بدعوة رأت فيها المشروعية الدينية البديلة؟.

يزعم البريك بأن الشيخ ابن عبد الوهاب ومن جاء بعده من مشايخ وأمراء آل سعود لم يخرجوا على الدولة العثمانية وأنهم قدّموا لها الولاء، وفي ذلك مغالطات تاريخية فادحة، فكل حروب الوهابيين داخل الجزيرة العربية وخارجها جرت في سياق الخروج على الدولة العثمانية كما عرضنا في أجزاء سابقة، وأن سقوط الدولة السعودية الثانية جاء بقرار من السلطان العثماني الذي أمر والي مصر محمد علي باشا بأن يرسل الجيوش الى الحجاز لإخراج آل سعود وتطهير بلاد الحرمين منهم، واقتادوا قادة الجيوش الوهابية وأمرائها الى مصر.

الملك عبد العزيز وحروبه على مناطق الجزيرة العربية هي الأخرى كانت خروجاً على الدولة العثمانية، لا سيما وقد ترافقت مع الإستعانة بالأجنبي، البريطاني حصراً، الذي ساعده بالمال والسلاح لضرب الوجود العثماني في الحجاز، والدخول في مشروع خيانة كان من بينها تصفية الثورة العربية الكبرى في الحجاز، وصدور وعد بلفور سنة 1917هـ، حتى أن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني رفض عرض جميعة الاتحاد والترقي المعروفة بإسم (جون تورك) بتقديم (150) مائة وخمسين مليون ليرة انكليزية ذهباً مقابل المصادقة على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدّسة (فلسطين)، فكان جوابه (إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً ـ فضلاً عن (150) مليون وخمسين مليون ليرة إنكليزية ذهباً ـ فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي. لقد خدمت الملّة الإسلامية والأمّة المحمدية ما يزيد على ثلاثين سنة فلم أسوّد صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين. لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضاً)(3).

وعلى مستوى الجزيرة العربية، يقول السلطان عبد الحميد (إننا نعترف آسفين بأن لانكلترا نفوذاً قوياً في الجزيرة العربية..)(4). وعن دعوى إرسال عبد العزيز رسالة للسلطان عبد الحميد في غرّة شهر رمضان من عام 1322هـ يقرّها بالولاء له، وأن الدولة العثمانية أقرّت عبد العزيز بسلطته على ما تحت يده، حسب البريك، نقرأ في مذكرات السلطان عبد الحميد الثاني ما يلي (إن إبن سعود يعرف جيداً مدى حرمة الإقتداء بالانكليز، وقد خيّل إليه في فترة من الفترات أنه سيكون حاكم الجزيرة العربية فأراد نيل الاستقلال بمساعدة الإنكليز، ولكن لم يخطر بباله أنه سيقع في مصيدة هؤلاء الانكليز)(5).

نفى البريك كثيراً من الانتقادات ضد علماء الوهابية بما في ذلك (هدم الحجرة النبوية) وإخراج قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم من المسجد، وهدم القبّة الخضراء، وقد عبّر عن ذلك أكثر من علماء الوهابية باللسان والقلم، كما في محاضرة للشيخ محمد بن صالح العثيمين والتي نفى أن تكون الحجرة النبوية من المسجد، وعن القبة قال بالحرف (القبة عاد الله يسهل هدمها)(6).

وقد انفردت مدرسة الشيخ إبن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب بالدعوة الى هدم قبّة المسجد النبوي وإخراج القبر الشريف، كما جاء في (إغاثة اللهفان، الجزء الاول ص 210 لابن القيم)، و(إبراهيم الجبهان، تبديد الظلام وتنبيه النيام، ص 389)، و(تحذير الساجد في اتخاذ القبور مساجد ص ص 82، 92 ومابعده)، و(أحكام الجنائز وبدعها، ص 208)، للشيخ ناصر الدين الألباني.

حين نجمع بين أقوال البريك (إن الصراع بين دعوة التوحيد والسنة وبين خصومها لم يكن أبداً صراعاً سياسياً ولا مادياً ، إنما كان صراعاً عقدياً بالدرجة الأولى)، وقوله (فخصومها هم خصوم الأنبياء والرسل وخصوم التوحيد والسنة..)، وقوله (لقد واجهت هذه الدعوة المباركة وإمامها وعلماؤها وقادتها ودولتها ولا زالوا يواجهون أصنافاً من الخصوم وأنواعاً من التحديات والدعايات المضادة والمفتريات)، يخلص الى النتيجة (أن هذه الدعوة المباركة أنها تمثل الإسلام الحق ..)(7).

في الحلقة الثالثة من محاضرته المعنوّنة (إسلامية وكفى)، يضع البريك النقاط على الحروف، ويخلص الى النتائج من حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بأنها جاءت لتحقق صدق الآية (يأبى الله إلا أن يتم نوره)، وبذلك (نشأت أجيال لا تعبد إلا الله وحده ولا تتبع إلا خاتم رسله صلى الله عليه وسلم) ومن بين ما أحدثته، على حد البريك، هو أن (بات الحرَمان الشريفان مركز إشعاع ونور لدعوة التوحيد والسنة). فماذا كان الحال قبل ذلك؟!

وصار البريك يعدّد مشايخ الوهابية الذين انتشروا في البلدان لنشر الدعوة وإعادة المسلمين (المشركين قبل الدعوة الوهابية) الى الإسلام. ومن بين ما ذكر في بلاد الشام الشيخ طاهر الجزائري، والشيخ محمد بهجت البيطار، والشيخ عبد القادر المغربي، والشيخ كامل القصاب، وفي مصر الشيخ محمد رشيد رضا، ومن جاء بعده مثل الشيخ محمد حامد الفقي والشيخ عبد الرحمن الوكيل والشيخ خليل الهراس والشيخ عبد الرزاق عفيفي (وبعضهم أصبح عضواً في هيئة كبار العلماء)، وفي العراق الشيخ محمود شكري الألوسي، وفي اليمن الشيخ محمد بن علي الشوكاني والشيخ محمد بن إسماعيل الصنعاني.

ومايلفت أن البريك اختار تونس نموذجاً في حديثه عن الحركة الوهابية في المغرب العربي بناء على رسالة من الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير سعود بن عبد العزيز الى أهل تونس لدعوتهم للدخول في الوهابية، ونسي البريك ما كتبه علماء تونس من ردود ظهرت في كتاب (الرد على الوهابية في القرن التاسع عشر) طبع سنة 2008 عن دار الطليعة في بيروت. وقد جاء في مقدمة الكتاب (تصوروا مراسيل غريبة تتوجّه إلى مسلمين يؤدون الفرائض، وإلى علماء يأمرون بالمعروف، وإلى ولاة يحمون الثغور، تنذرهم بأنهم ليسوا في الإسلام من شيء وتتوّعدهم بالعذاب الشديد وتهدّدهم بالحديد، إذا ما لم يمتثلوا لما حملته المراسيل من آيات بيّنات وشظايا من الأحاديث هم أدرى بمعرفتها ممن بعثها. هذا ما وقع في المغرب العربي الكبير عندما بعث سعود بن عبد العزيز (1750ـ1814) مدة حكمه (1803 ـ1813) برسائل إلى أهل المغرب على نمط “أسلم تسلم”، اجتراراً لسيرة الرسول الكريم، وكأنه يكتب لكفرة دارة الحرب..)(8).

استطراداً، نسب البريك حركات المقاومة للإستعمار الأجنبي الى الدعوة الوهابية، واعتبر حركة الأمير عبد القادر الجزائري، وحركة أحمد عرابي، وحركة الشيخ شامل في القوقاز، وحركة الشيخ عبد الكريم الخطابي في المغرب فضلاً عن حركة أحمد خان بالهند وجمعيات الإصلاح في إندونيسيا والبنغال وباكستان، كلها كما يقول البريك (كانت ثمرة هذه الدعوة التجديدية الإصلاحية التي غدت تمثل الطليعة الأولى ليقظة المسلمين بعد سبات عميق ورقاد طويل..). وختم بالقول (إن هذه الرسالة الخالدة أمان من الخوف وحرز من الضيم..)!(9).

في مقاربته لأفعال الفكر التكفيري، يستحضر البريك صورة المواجهة المسلّحة بين عناصر القاعدة ونظام آل سعود، ولا يرى في اقترافات القاعدة سوى ما يتّصل منها بهذا النظام دون سواه. فهو، على سبيل المثال، لا يتطرّق على الإطلاق لجرائم القتل التي قامت بها هذه العناصر في ساحات أخرى في العراق أو مصر، أو الأردن، أو باكستان أو غيرها، ما يشي بنزوع انتقائي حيال استهدافات الفكر التكفيري. بمعنى ما، إذا كان هذا الفكر مصوّباً ضد النظام السعودي ومن هم تحت مظلّته يغدو تكفيرياً وعدوانياً، إما إذا كان لهذا الفكر أهداف أخرى بعيدة جغرافياً فيغض الطرف عنه، بل قد يحظى بقبول وتشجيع. كتب البريك (إننا بأمس الحاجة إلى أن نوحد صفوفنا وأن نتفقد خطابنا وإن نجمع شملنا..حوادث التفجير التي أزهقت أرواح أبرياء، وسفكت دماء معصومة من مسلمين مصلين عابدين، كانوا يطلبون لقمة العيش والرزق الحلال..ثم تتوجه لقتل أناس غير مسلمين، ولكنهم ممن عصمت الشريعة دماءهم بعقد الأمان الذي دخلوا به هذه البلاد). ويؤصّل البريك لذلك بالقول (من أصول الدين وقواعد الشريعة أن الدماء والأعراض والحقوق والأموال معصومة ممنوعة معظمة محرمة لا تستباح باجتهاد قاصد ولا تسفك برأي متحمس ولا تهدر بحماس مقتدر. فأمر الدماء خطير..). حسناً هل هذا الأصل ينسحب على كل الحالات، أو تقتصر فحسب على حالة المملكة السعودية بفعل خروج جماعات مسلّحة على النظام، وقامت بتنظيم سلسلة تفجيرات في مناطق متفرّقة عامة وحيوية؟

يسرد البريك طائفة أحاديث مثل (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، و(المؤمن من يأمن جاره بوائقه)، و(المسلم أخٍ لأخيه المسلم لا يسلمه ولا يقتله ولا يحقره)، ويعقّب البريك (إذا كانت هذه صفات المسلمين فانظروا إلى أي مدى بعُدَت هذه الأيدي الآثمة والتصرفات الخاطئة عن الإسلام بمثل هذه التصرفات). ويشمل السؤال والاستنكار البريك نفسه أيضاً كما سنرى.

نلفت هنا الى واحدة من الرسائل الهامة التي يسعى البريك الى تمريرها في حكايته عن الفكر التكفيري بما نصّه (لقد وقفت الأمّة صفًّا واحدًا خلفَ قيادتها وولاة أمرها تستنكر هذا العملَ وتدينه.. والأمّة مؤمنةٌ بربّها، متمسّكة بدينها، مجتمِعة حولَ ولاةِ أمرها، محافظة على مكتسباتها، وكلّنا..حرّاسٌ للعقيدة حماةٌ للديار، فيجب على من علِم أحدًا يُعِدّ لأعمالٍ تخريبيّة أن يبلِّغَ عنه، ولا يجوز التستُّر عليه). وفي سياق دفاعه عن النظام السعودي يقول (إنّ كيانَ هذه الدّولة قام واستقام على قواعدَ ثابتة وأصولٍ راسخة من الدين والخِبرة والعلم والعمل.. إنّ دولةً هذا شأنُها وهذه خصائصُها لا يصلح لها ولا يناسبها الخلطُ بين الإسلام الحقّ وبين الانحراف باسم الإسلام، كما لا تقبَل أن يُضربَ الإسلام أو يُنتقصَ بحجّة وجود بعض الغلاة)(10).

لا تغدو الأحاديث عن المسلم وحرمته، وعصمة دمه، وصون كرامته ذات قيمة حين تتلبّس النزعة الإيديولوجية مطارحاته العقدية والفكرية. ففي مقالة له بعنوان (جناية الفكر المتطرّف)، ينبري العقل الإلغائي ليؤسس لمبدأ الواحدية ونفي التعدّدية بما هي تظهير لحركة الإجتهاد في التاريخ الإسلامي وثمرة التطوّر المعرفي الديني. يستدل البريك بآية (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل)، واعتبر لفظة الصراط، بكونها جاءت بصيغة المفرد، دلالة على أن طريق الحق واحد لا تعدّد فيه. فأين البريك إذاً من آية (قل كل يعمل على شاكلته وربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً) فجاء فعل (أهدى) على صيغة (أفعل)، وهو من أفعال التفضيل، ولو كان الطريق الى الحق واحداً، لكان الأولى عدم استعمال فعل تفضيلي، بما يشير الى مراتب الفعل، فهناك من هو على هدى وهناك من هو أهدى. ولذلك قال أحدهم: إن توحّد الحق لا يلغي تعدد الطرق الموصلة إليه.

ومن التفسيرات الإلغائية لآية (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) يقول البريك (وكما أن أمة الاسلام وسط بين الأمم، ودين الإسلام وسط بين الأديان..فإن أهل السنة والجماعة هم وسط بين الفرق الضالة والمناهج المبتدعة، وهم الفرقة الناجية..) وهم (يرشدون إلى الحق من تنكب الصراط..)، فكيف استدل على ذلك، بالنظر الى المعايير الصارمة التي وضعها علماء المدرسة الوهابية لمسمى أهل السنة والجماعة والتي لا تنطبق سوى على أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

في تواصل مع ما سبق، يرى البريك بأن أهل الغلو وأهل التغريب يعملون (على زعزعة الأمن الفكري..)، والدليل على ذلك بحسب البريك (وذلك بمحاولة إسقاط العلماء وتهميشهم). وذكر أمثلة على ذلك من مقالات لكتّاب نقدوا فيها مواقف بعض العلماء، فقد ساءه أن ذكر أحد الكتّاب بأن آراء العلماء هي مجرد اجتهادت، رغم أن البعض يحصل على هالة من الجلال والوقار وهو لا يملك نصيباً وافراً من العلم الديني والشرعي. ونقد آخر تسلّح الشيخ الفوزان بالفتوى للرد على كل فكرة أو مقال لا يروق له. وعلّق البريك (هذا الهجوم الليبرالي التغريبي على العلماء لإسقاطهم ينسجم ويتوافق مع هجوم مماثل يقوم به التكفيريون ضدهم ، لكن بلون آخر وحجج أخرى). وساء البريك أيضاً أن وصف زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في خطابه للمفتي السابق الشيخ بن باز في 29 كانون الأول (ديسمبر) 1994 حكّام آل سعود بالطواغيت، وقال ما نصّه (فاتقوا الله وابتعدوا عن هؤلاء الطواغيت والظلمة الذين أعلنوا الحرب على الله ورسوله). فانبرى البريك يدافع عن حكّام آل سعود بكلام دعائي ممجوج. وأسهب في نقد دعاة الملكية الدستورية والدولة المدنية، واعتبر ولاء أصحاب هذه الدعوة بأنها ليست للوطن إنما للخارج، وأنهم يوجّهون من الخارج (والتغريبيون لا ولاء لهم اتجاه الوطن، لأنهم بمهاجمتهم خصوصية المملكة يصادمون الأسس التي قامت عليها الدولة، وهي نشر التوحيد تحكيم الشريعة وخدمة الحرمين الشريفين..)، ويهدفون أيضاً الى (تهميش العلماء ونشر الفساد بصوره وألوانه..)، وكرر ما قاله الأمير نايف عن أصحاب دعوة الملكية الدستورية (من تورّط بعضهم بالعمل لحساب جهات أجنبية. هذه الجهات التي أغرتهم بالمال والإستثمارات والإمتيازات تستعملهم خنجراً في نحر الوطن وسهماً مسموماً في صدور أبنائه لإفسادهم وزعزعة قناعاتهم بتحكيم الشريعة والتحاكم إليها تزامناً مع غزو فكري غربي مركز وشرس).

ما يثير في مقاربات البريك أنه يركّز كثيراً على مواطن نقد آل سعود للرد عليها، بما يشي أن الرجل موكول بمهمة من هذا القبيل. ومن الغريب أن رجل دين يتغنى بمفهوم الأمة ويرفض أي كيان آخر يدافع عن كيان المملكة، ويرد على من يرفض النسبة إليه (إن الواحد منهم يرفض أن ينسب نفسه إلى بلاده، فإذا سئل عن ذلك قال: أنا من جزيرة العرب، ويرفض أن ينسب نفسه إلى المملكة، وكأن المملكة هي الفاتيكان أو تل أبيب أو هوليوود وكر الإفساد اليهودي العالمي، أو نيو أورليانز المعروفة بمجونها وتفلتها)(11)، فيما يدرك البريك تماماً أن النسبة ليست للكيان الجيوسياسي وإنما لأسرة تحكم بلداً بإسمها، وأن هؤلاء إنما يرفضون أن ينسبون الى (السعودية)، النظام والعائلة المالكة، وليس الى (المملكة)، البلد أو الدولة، ولأن الأخيرة مرتبطة بالأسرة المالكة، فهم يفضّلون النسبة الى الأسم الشائع لهذه البقعة وهو (جزيرة العرب).

تحدّث البريك عن الأخطار المحدقة بالأمة، واستدرك (لكن أخطر ما فيها نجاح أصحاب المشروع الصفوي في العزف على وتر القضية الفلسطينية لتسويق أجندتهم ونشر التشيع في المنطقة ليكون هذا التشيع غطاء ظاهراً يخفي تحته حقيقة المشروع الصفوي لإعادة مجد فارس البائد).

ويدخل من ذلك الى العلاقة مع الشيعة، لنرى ماذا يريد البريك الاتفاق عليه معهم (تعالوا لنتفق على أصول الإسلام وأركانه وعقائد الكبار..) ثم يستدرك (فليس الخلاف معكم في إسدال اليدين في الصلاة أو وضعهما على الصدر فهذا لا يخرج من الملة، وإن كان وضع اليدين على الصدر هو الحق، وليست زيادة جملة في الأذان أو لطم الصدور في عاشوراء بمخرجة من الملة أو مبررة للخلاف والفرقة، إنما الشأن في الاتفاق على عصمة القرآن من التحريف وعدالة الصحابة وعدم الغلو في الأئمة وإنزالهم منزلتهم التي أنزلهم الله إياها دون إفراط ولا تفريط وعدم تكفير من لم يسلك مذهبكم في وجوب اعتقاد الإمامة)(12). وسرد البريك آراء علماء الشيعة في العلاقة مع من ينصب العداء لأهل البيت بصورة عامة، ولشيعة علي بصورة خاصة، وطالب الشيعة بالبراءة من تلك الآراء..والسؤال الذي يرد هنا: هل البريك على استعداد للبراءة مما ورد في كتب السلفية على الشيعة منذ الشيخ ابن يتيمة ومروراً بالشيخ محمد بن عبد الوهاب ووصولاً الى الجيل المعاصر من علماء السلفية. وبالتالي فإن أسئلة من قبيل: كيف تتحدون مع من تكفروهم ؟. وكيف تلتقون مع من تزعمون أنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس؟ تنسحب على الموقف العقدي الوهابي، مع فارق أن علماء المدرسة الوهابية مجمعون على استحالة التقارب مع الشيعة لاختلاف في الأصول والأركان وليس في الفروع. ولذلك اشترط البريك على الشيعة من أجل التقارب أن يؤمنوا بكل ما آمن به البريك وأهل دعوته ليس في القول بتمامية القرآن الكريم وعدم وقوع التحريف (رغم أن لا أحد يقول بذلك من الشيعة اليوم كما ثبّت ذلك علماء السنة في مصر أمثال المرحوم الشيخ محمد الغزالي، والدكتور محمد سليم العوا وغيرهما)، والقول بعدالة الصحابة، وتبرئة أمهات المؤمنين (رضي الله عنهن) من كل سوء، ونفي مئات الأحاديث التي لا يعمل الشيعة بها وإن وجدت في مصادرهم، ويصرّ البريك على تحميلهم إياها.

ينتقل البريك من المجال الإسلامي الى خارجه، ويشمل كل الطوائف والفرق والأمم من غير المسلمين. ومن الثابت في الأدبيات السلفية، وليس وحدهم في ذلك، أن أتباع الديانات الأخرى جميعاً كفّار، وأن الخلاف يقع فيمن يصدق عليه كافراً حربياً أم كافراً غير حربي.

من بين تلك الفئات ما وصفهم بأعداء الأمة في الداخل وقال عنهم بأنهم (أشد فتكاً بها وأشرس عداوة، إنهم قوم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والإلحاد). ومن أعمالهم حسب البريك أنه (ليس للدين قيمة في حياتهم، فلا يحلون حلالاً ولا يحرّمون حراماً، همهم وغايتهم خلخلة ثوابت المجتمع الإسلامي ووحدته ..ووأد شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..). وفي إشارات واضحة الى الكتّاب في الصحف المحليّة من غير التيار السلفي، كقوله (وتسخير ما في أيديهم من وسائل إعلامية لتحقيق مخططاتهم. يجعلون الدين وتعاليمه سخرية يتلاعب بها كتابهم، بل ولربما أظهروا سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام ـ كاللحية وغيرها ـ بصورة طرائف بأشكال كاريكاتيرية ، لتنفير الناس عن الإسلام وعن هدي النبي صلى الله عليه وسلم)(13). فهؤلاء من شملهم البريك بحكم الكفر والالحاد؟

في خطبته بعنوان (الفكر التكفيري) يوجّه البريك نقداً شديداً على الذين قالوا بأن (التكفير والخروج منهج صحيح)، ونسي ما أسّس له من آراء تؤدي الى تأصيل الفكر التكفيري، باستثناء أن تكفير البريك مع وقف التنفيذ، وغيره من عناصر تنظيم القاعدة يكفّرون مع ترجمة الأقوال التكفيرية الى أفعال تفجيرية(14).

في قراءة لمفاعيل الفكر المتطرّف، يضيء البريك على العام لينتقل منه الى الخاص، لبيان ما أصاب النظام السعودي من ويلات، ثم يحمّل جهة ما مجهولة مسؤولية التفسيرات الخاطئة للنص الديني، فهو حين يشير الى (فئة تتمسك بظواهر النصوص دون فهم وفقه يكفِّرون مجتمعات المسلمين دون النظر إلى شروط التكفير وموانعه)، هو بلا شك يشير الى الفئة التي كانت تمارس التفجير والسيارات المفخّخة والقتل، ولكن حين يدور الكلام عن مصادر الإلهام العقدي والمنابع الأيديولوجية لهذه الفئة المؤلّفة في أغلبيتها الساحقة من عناصر سعودية، ووهابية حصرياً، يغفل البريك هذا الجانب ويلقي ضوءاً كثيفاً على آثار الفكر التكفيري. يقول البريك (لقد أخرج سلفنا الناس من ظلمات الكفر والشرك إلى نور التوحيد..). فهذه العبارة كفيلة بأن تصوغ موقفاً متطرفاً يصحبه عمل عنفي.

الهدف من كل ماسبق هو للوصول الى النقطة التالية: ( ولا نزال بخير ما دمنا خلف ولاة أمرنا، فحاجتنا إليهم فوق كل حاجة، لأنهم جنة لمن خلفهم ، وإن ما ميَّز أهل السنة والجماعة عن أهل البدعة والفرقة، أنهم لا يخلعون يداً من طاعة وينصحون لمن ولاَّه الله أمرهم ويكثرون الدعاء له، حتى ولو رأوا ما يكرهون)(15).

هناك نزوع نحو تحميل الآخر مسؤولية التكفير والتفجير، وتبرئة الذات. ففي خطبته بعنوان (تفجير مقر الأمن العام بالرياض)، يقول البريك (لقد كشفت الأيام أن التكفير والإغتيالات في مصر بدأت بفكر السراديب مروراً بفتاوى التكفير وانتهت إلى الاغتيالات وسفك دماء لأبرياء ولم تنته إلا بالتوبة والتجرد من الهوى..)، وكذا الحال في الجزائر. ثم يقول (والمتأمل لحال هؤلاء الذين جعلوا السيف منهجهم في التغيير وألزموا الأمة بهذا الاتجاه؛ يوقن أن حالهم لا يختلف عن حال كثير من أهل البدع الذين خالفوا أهل السنة في كثير من أبواب الاعتقاد بناءً على قصورهم الفقهي والاجتهادي في جمع أطراف المسألة وإحكام جوانبها الأخرى). ويؤسس بذلك لموقف دفاعي عن منهج التعليم الديني والمؤسسات الدعوية الوهابية، فقال بأنها (تطبق وتمارس منذ قيام هذه الدولة المباركة وتخرج منها كل من يسير على أرض هذه البلاد من شباب وكهول وبنين وبنات من علماء ومفكرين وأطباء ومهندسين ومثقفين ومؤرخين على مختلف الميول والثقافات والأطياف الفكرية)، كل ذلك يتم في عملية خلط واختزال لموضوعة التكفير ودور منهج التعليم الديني حصراً في نشأة التيارات المتطرّفة والجماعات الإرهابية، والأنكى مطالبته بما وصفه (تفعيل دور المؤسسات الدعوية داخل المجتمع..)!(16).

في جانب آخر، كثيراً ما يذكر البريك (ولاة أمرنا) في خطبه بمناسبة وغير منباسبة، ويدافع عنهم بطريقة توحي بعلاقة خاصة تربطه بهم، تتجاوز مجرج تبني حرمة الخروج عليهم، والوقوف معهم، وطاعتهم، بل أكثر من ذلك، الى التماهي مع السلطة السعودية، ما يؤكد على أنه “شيخ بلاط”.

وقد خصّص البريك خطباً ومقالات للدفاع عن آل سعود، وتحريم الخروج عليهم، بل وتحريم التظاهر في دولتهم. ففي سلسلة محاضرات متوالية تحدّث البريك عن وجوب طاعة ولاة الأمر وتحريم الخروج عليهم، وحذّر ممن أسماهم (المنافقين الذين يريدون إفساد العباد والبلاد والعبث بالأعراض باسم الإصلاح والحرية والعدل). وقال بأن الحديث عن الوطنية وحب الوطن هو حديث عن (تكاتف الناس حول ولاة أمرهم..). وأفرد جزءاً من إحدى خطبه للتشديد على (وجوب طاعة ولاة الأمر)، وأسّس لذلك بقاعدة (أن من عقيدة أهل السنة والجماعة لزوم الجماعة)، وأن من شروط لزوم الجماعة طاعة ولاة الأمر. ولكن السؤال: من يقول بأن الدولة السعودية تحقّق مفهوم الجماعة حتى يستحق ولاة أمرها الطاعة؟ وهل هناك من يعتني بقيمة الإجماع القهري!

ما يهدف البريك إليه من اشتراط طاعة ولي الأمر هو عدم الخروج عليه والإكتفاء بالنصح له (في السر) ومنه (الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل والبطانة..). وقد أثبتت التجارب أن الدعاء له لم يغيّر من سوء حال ولي الأمر السعودي، فقد ساءت الأحوال، وعظم البلاء، وغمر الفساد طبقة ولاة الأمر وشمل ذلك البطانة..فما الحل؟ لا يجد البريك سوى جواب واحد: (فلا يجوز للمسلمين منازعة ولاة أمورهم المسلمين ولا الخروج عليهم إلا إذا رأوا كفراً بواحاً قائم البرهان..)، وحتى لو حدث وانكشف الكفر بالبرهان فإن الحل ليس بالخروج (لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فساداً كبيراً وشراً عظيماً..). بكلام آخر، إن الصبر على جور ولي الأمر مقدّم على بواح كفره. وكالعادة، لا يعدم مشايخ الوهابية الأمثلة لتبرير طاعة السلطان من خلال ذكر شواهد من دول العالم القريب والبعيد، للتحذير من الوقوع في الفتنة، الناجمة عن الخروج على الدولة أو إنهيار السلطة الحاكمة. وقال البريك (وقد اتفق أهل السنَّة والجماعة على أنَّ قتال الحكّام حرام، لما يؤول إليه من الفتن، وقد صار هذا أصلاً من أصول أهل السنَّة والجماعة، يتواصون به قرنًا بعد قرن)(17)، وفي الواقع هو رأي المدرسة الحنبلية على وجه الخصوص.

وينطلق البريك من ممالأته لآل سعود للتصويب ضد التيار الليبرالي وراح يغالي في التودّد لآل سعود والتماهي معهم بقوله (لا وألف لا أن العلماء وطلابهم والغيورين على هذه البلاد هم من يدعون لخادم الحرمين وولي عهده والنائب الثاني في سجودهم وقنوتهم وهم الذين يؤلفون قلوب رعيته عليه ويحبون ويكرهون من يعادون ويعدون ذلك قربه وعباده ولو علموا دعوة مستجابة لصرفوها له)(18). وتصوّروا لو أن شخصاً من مذهب آخر استعمل عبارة (يدعون لأولياء في سجودهم وقنوتهم) ماذا سيكون موقف البريك وأهل دعوته؟!

وفق تلك الرؤية العقدية الصارمة إزاء الموقف من الحكّام، يضيء البريك على حكم التظاهر، الذي أفرد له مساحة وازنة لنقض حق التظاهر بكل أشكاله، والإقتصار على وسيلة واحدة في التعبير وهي المناصحة في السر. وانطلاقاً من مبدأ (المحافظة على الجماعة) يفرض البريك ضوابط صارمة في التعبير عن الرأي، منها ما يعتبره جائزاً شرعاً، أو الوصول الى ماهو ممنوع في الشرع. وخلص الى أن المظاهرات لا تنطبق عليها الضوابط الشرعية، ولذلك (فهي محرمة لأنها تعطل مصالح الناس وإلحاق الأذى بالأبرياء). وزاد على ذلك، وهنا يتحقق الربط بموضوعنا، أن اعتبر (المظاهرات مدعاة للخروج. ومن أصول أهل السنة ، تحريم الخروج على ولاة الأمر ما داموا على الإسلام، ولم يضيّعوا دولتهم ودينهم، ولو ارتكبوا مع ذلك المعاصي أو إختصوا عن المسلمين بحظوظ الدنيا). وسرد آراء وفتاوى علماء الوهابية إزاء المظاهرات. ومن الطبيعي أن لا يجيز هؤلاء التظاهر لأنها موجّهة في جانبها الآخر للطرف الآخر من السلطة، وهم العلماء. ويقول بأن عدم عمل الناس بفتوى هيئة كبار العلماء المحرّمة للتظاهر، فإن ذلك يؤشر على أمرين: جناية الليبرالية على أمن المجتمع الفكري، من خلال مهاجمتها لسنوات عديدة لكبار العلماء، وخطورة الدعوات والمناهج الحزبية التي تلبس اللبوس الشرعي.

واعتبر البريك أن (الرافضة هم وراء الدعوة الى ثورة حنين) على أساس أن وراءها شخص يدعى (الدكتور حنين محمود القدو) وهو شخص عراقي لا علاقة له من قريب أو بعيد بالدعوة الى ثورة حنين سوى الإسم المشترك بين الطرفين. والرجل هو الأمين العام لتجمع الشبك الديمقراطي في العراق، والشبك هم جماعة قومية تسعى للمطالبة بالإعتراف بها ككيان إثني له خصوصياته الثقافية والحضارية والاثنولوجية. وذكر البريك أسماء أخرى ليس فيه من أحد معروف سوى سعد الفقيه، من قبيل محمد صبيح (مصري الجنسية)، وحسين علي ابراهيم، ومحمد أحمد الموسوي (إيراني الجنسية)، وأحمد علي الخضري. ولا أعلم إن كان البريك يعتمد ذات المنهج في التحقيق في كل أموره على غرار هذا النوع من التساهل في نثر الأسماء دون التحقّق من صحّة وجودها كحقائق فضلاً عن دعوى مشاركة هذه الأسماء فعلياً في تنظيم ثورة حنين. والهدف كما يقول البريك (أن الهدف من زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة بالتظاهرات وغيرها، هو زعزعة الاستقرار في المملكة خدمة للمشروع الصفوي في الهيمنة). والسبب (إن الخروج بالكلمة محرم، والتظاهرات هي من هذا القبيل)، على أساس أن (الخروج بالسيف فرع عن الخروج باللسان والقول..). ولذلك عارض البريك حتى عرائض الإصلاح، واعتبرها من مصاديق (زعزعة الأمن) و(شق الصف)، و(تأجيج أوار الفتنة) و(صب الزيت فوق النار)(19). ما الحل؟ الجواب: مناصحة الولاة والإنكار عليهم في السر وليس الجهر!

حمل البريك على من طالب بتصحيح المنهج الدينية الرسمية وقال بأنهم (أذناب الغرب، زبانية الفتنة، معاول، جراثيم معدية وأجسام موبوءة، انتهازيون حاقدون، منافقون، كاذبون، أسافل، أقزام، أقلام مأجورة، قوم مارقون)، وأنهم (تنكّروا لدينهم وأمّتهم ومبادئهم...)، وأنهم (يريدونَها فتنةً عمياء، ويبغونها حياةً عوجاء..)(20).

البريك والحوثيين: بوصلة التوجيه الكفري

قراءة ما كتبه البريك عن الحوثيين توصل الى نتيجة واحدة: أن تكفير الجماعة يجيز التساهل في قبول ما يقال عنها، والحكم عليها بصرف النظر عن الصحة والسقم، فثمة حكم عقدي قبلي يطلق العنان لتوصيم الجماعة، ويحرّر المخالف من ضوابط الحكم بالكفر على الآخر. وحقيقة الأمر، أن البريك لا ينال من الحوثيين وحدهم، بل هو يجعلهم غطاءً للنيل من أتباع المذهب الزيدي والفرق الشيعية عموماً.

يتخلى البريك عن صفته كباحث عن الحقيقة، ويتقمّص دور الايديولوجي الذي يقبل كل رواية دون تمحيص، ويصوغ رؤية عن الآخر مشحونة بصور المؤامرة. فهو يرى بأن الحوثيين خضعوا تحت تأثير الشيعة الإثني عشرية وإيران في مجال العقائد، واستهجن التقارب بين الزيدية والاثني عشرية في إنكار رؤية الله عز وجل وغيرها. وبدا البريك كما لو أنه حريص على الزيدية، وعاب على السيد بدر الدين الحوثي عدم التزامه بأقوال السابقين من علماء الزيدية، وكل ذلك بالإعتماد على كتاب (التشيع في صعدة) الواقع في ثلاثة أجزاء لمؤلف مجهول يدعى مجاهد، عبد الرحمن بن عبد الله(21). ويظهر البريك تحامله الواضح على الحوثيين والزيدية بصورة عامة، ويأتي في سياق حركة الشيخ مقبل الوادعي (توفي سنة 2001) في دمّاج في محافظة صعدة، معقل المذهب الزيدي، لجهة تحويل أتباعه الى الوهابية، وقد تبيّن من أحداث دمّاج الأخيرة التي جرت في الربع الأخير من العام المنصرم (2011) أن الوهابية في هذه المنطقة أرادت تحويل دمّاج الى مركز تبشير مذهبي مدعوم بالسلاح والمال من السعودية، من خلال معهد (دار الحديث) الذي أسّسها الشيخ مقبل الوادعي قبل موته، وكان الهدف هو إبادة المذهب الزيدي من صعدة واليمن عموماً، حيث تحوّل المعهد الى ما يشبه ثكنة عسكرية على غرار مدارس طالبان في أفغانستان.

وقد كشف كاتب أميركي يدعى ثيو بادنوس في كتابه (متنكراَ كمسلم) بعد ثلاثة أعوام قضاها في المدارس السلفية في اليمن منها معهد دار الحديث بدمّاج بمحافظة صعدة، عن أسرار المعهد. وبالرغم من ضحالة معرفة المؤلف بالإسلام والفرق الإسلامية، إلا أن ما نقله من داخل المعهد يتطابق مع ما تكشّف في الحوادث الأخيرة في دمّاج عن الطبيعة العسكرية للمعهد. وقال بادنوس في مقابلة له نشرتها صحيفة (بازلر تساتونج) في 6 شباط (فبراير) 2010 بأن في المعهد (معظم الطلاب هناك يعانون من وهم العظمة ويعتقدون أنهم في يوم ما يمكنهم أن ينقذوا الإسلام). وقد كشفت مواقع جبل براقة العسكري المطل على دمّاج عن تسليح للطلاّب السلفيين في معهد دار الحديث، وهذا ما تثبّت في وثيقة المصالحة التي أعدّها المجلس الوطني.

وبحسب تقرير صادر عن (منظمة سواء للدفاع عن حقوق الأقليات ومناهضة التمييز) وهي منظمة يمنية أهلية، فإن السلفيين في دمّاج يبلغ عددهم 9000 فرداً غالبيتهم من خارج المحافظة، وقد أعلن معظم أطيافها ـ أي السلفيه ـ في اليمن وقوفها إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح في الاحتجاجات التي خرجت تطالب بإسقاط نظامه خلال العام 2011، واعتبرت الاحتجاجات السلمية خروجا عن طاعة ولي الأمر). وبحسب التقرير (خلال سنوات الحروب الستة أبدت الجماعة السلفية في دماج دعما لوجستيا للحرب التي تشنها الحكومة ضد الحوثيين وإن لم تعلن ذلك للرأي العام..)، وتعبر الجماعة الحوثيين كفاراً زنادقة، كما جاء في فتوى مدير المعهد يحي الحجوري. وقد تحوّل المعهد الى ما يشبه فصيل مسلّح في الآونة الأخيرة، ويقول محمد عبد السلام، الناطق بإسم عبد الملك الحوثي، (كان مركز دماج مركزاً تعليمياً لا يتدخل في إطار القضايا الموجودة في المنطقة رغم أنه كان يشارك في الحروب علينا ويساند النظام لكن ما إن تتوقف الحرب يتوقفون شأنهم شان الجبهة العسكرية الكاملة). ولعل من الاشارات البليغة عن تسلّح الجماعة السلفية في دماج هو تقارب عدد القتلى بين الطرفي. فبحسب احصائيات منظمة سواء فإن (إجمالي القتلى بين الطرفين 136 قتيلا بينهم مواطنون مقيمون في دماج حيث سقط من السلفيين والمواطنين 74 قتيلا فيما قتل من الحوثيين 62)، إذ من غير المعقول سقوط العدد الكبير في صفوف الحوثيين عن طريق الخطأ، أو في حوادث سير، تماماً كما هو حال قتلى الطرف السلفي.

حقيقة الأمر، أن الافتراء على الآخر ـ المخالف ـ الخصم، في عقيدة البريك، جائز طالما أن في ذلك إنتصاراً للمذهب الحق. فقد استقبل البريك الإتهامات ضد زعيم الحوثيين السيد بدر الدين الحوثي كما لو أنها مسلّمات، ونقل عن مجلة معروفة بميولها الوهابية الواضحة بأن السيد الحوثي ـ الأب، إدّعى (الإمامة، وقيل “المهدية”، وقيل “النبوة”) فيما لا يقبله عقل حر(23).

الغريب أن البريك لم يقبل من الحوثيين حتى شعارهم ضد أمريكا، واعتبر بأن ذلك جزءً من المؤامرة. وأن أمريكا هي سلّحت الحوثيين لمحاربة النظام اليمني. وقال بأن السفارة الأميركية في صنعاء قامت بشراء الأسلحة من القبائل وأسواق السلاح المنتشرة وفي صعدة بالذات تحت ذريعة إنهاء معالم التسلح في البلاد، دون أن توضح مصير تلك الأسلحة، والتي يذهب البعض إلى أنها قدمت عبر وسطاء للحوثي وأتباعه! وحتى يؤكّد ما يتوهّمه وكيما تعمل الماكينة الإيديولوجية بأقصى طاقتها يجنح البريك للقول (إن أمريكا لم تكن في يوم من الأيام عدواً للحوثي، كما لم يكن الحوثي وأتباعه أعداء لها..)، والمصدر في كل الحالات واحد، مجلة (البيان) الوهابية(24).


المصادر

1 ـ الشيخ إبن تيمية، مجموع الفتاوى، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم بمساعدة إبنه محمد، مكتبة المعارف، الرباط ـ المغرب، المجلد الثالث ص 163

2 ـ الشيخ سعد البريك، إسلامية وكفى ـ 1، اضيف بتاريخ[2006-05-30] أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=57

3 ـ السلطان عبد الحميد الثاني، مذكراتي السياسية (1891 ـ 1908)، مؤسسة الرسالة، بيروت الطبعة الثانية 1979، ص 37

4 ـ المصدر السابق، ص 134

5 ـ المصدر السابق، ص 142

6 ـ أنظر الرابط

http://www.youtube.com/watch?v=ydTSy0isLpM

7 ـ الشيخ سعد البريك، إسلامية وكفى ـ 2 ـ ، أضيف بتاريخ [2006-05-30]، أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=58

8 ـ حمادي الرّديسي أسماء نويرة، الرد على الوهابية..في القرن التاسع عشر، نصوص الغرب الإسلامي نموذحاً، ، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى 2008، ص 7

9 ـ الشيخ سعد البريك، إسلامية وكفى ـ 3 ـ، أضيف بتاريخ [2006-05-30]، أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=59

10 ـ الشيخ سعد البريك، أفعال الفكر التكفيري، اضيف بتاريخ [2008-05-06]، أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=34

11 ـ الشيخ سعد البريك، جناية الفكر المتطرف، اضيف بتاريخ [2008-05-06] أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=36

12 ـ الشيخ سعد البريك، أيها الشيعة تعالوا إلى كلمة سواء، اضيف بتاريخ [2008-11-09]، أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=81

13 ـ الشيخ سعد البريك، واقع الأمة وكيد العلمانيين والكفار، أضيف بتاريخ [2008-05-07]، أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=145

14 ـ الشيخ سعد البريك، الفكر التكفيري، أضيف بتاريخ[2008-05-07[ أنظر الرابط

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=141

15 ـ الشيخ سعد البريك، جناية الفكر المتطرف، أضيف بتاريخ [2008-05-07]، أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=142

16 ـ الشيخ سعد البريك، تفجير مقر الأمن العام بالرياض، أضيف بتاريخ [2008-05-07]، أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=136

17 ـ الشيخ سعد البريك، نعمة الأمن ووجوب طاعة ولاة الأمر وتحريم الخروج عليهم، أضيف بتاريخ 16/3/2011، أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=442

18 ـ الشيخ سعد البريك، محاضرة بعنوان (الليبرالية وكبار العلماء) بتاريخ 13/2/2011

http://www.saadalbreik.com/Sad/downloads.php?action=show&id=79

19 ـ الشيخ سعد البريك، الحِكَم الواضحات في تحريم المظاهرات..تنبيه الأنام بطريقة نصح الإمام، 03-16-2011، أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=441

20 ـ الشيخ سعد البريك، أجرة العقول والمناهج، أضيف بتاريخ 6/5/2008، أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=132

21 ـ حول كلام البريك عن الحوثيين أنظر الرابط:

http://www.saadalbreik.com/Sad/downloads.php?action=show&id=47

22 ـ أنظر نص المقابلة الأصلية على الرابط التالي:

http://hvv.amsterdampost.nl/HVV/www.hetvrijevolk.com/index3042.html?pagina=10603

23 ـ نقلاً عن: العالم الإسلامي تحديات الواقع واستراتيجيات المستقبل (تقرير عن مجلة البيان) ثمار التغلغل الرافضي المرة- أنور قاسم – ص: 400

24 ـ المصدر السابق، ص 410

الصفحة السابقة