أوقفوا هدم مكة

• عبدالرحمن الفوزان: أوقفوا هدم مكة، فالإندفاع المسعورفي الهدم سيحيل مكة الى مدينة إيواء لا علاقة لها بالمشاعر. إذا إستمر الهدم فسنواجه مشكلة في تقرير حدود الحرم كالتي واجهتنا في المسعى. هذه المشاعر من الأهميه بحيث لم يدع الله تحديدها للبشر بل ثبتها بالرواسي التي لا يجوز العبث بها كما هو حاصل الآن.





• د. عبدالرحمن الحفظي ـ دكتوراة في فلسفة التربية ـ مكة: أوقفوا هدم مكة، فهدم معالمها، ودكّ جبالها، وطمس شعابها، يعني هدم اللغة والتأريخ والمكان؛ بل وفقدان معاني تأريخ الدين والسيرة والقيم. لله ثم للتاريخ، فإن الإنتماء للدين يعني التاريخ واللغة والمكان؛ وإذا فقد واحد منها فُقد الإنتماء. هناك مدن وقرى سياحية كثيرة في العالم استوعبت الملايين دون تغيير معالمها، ولوغيرت معالمها لم يزرها سائح، ونحن نتحدث عن أقدس بقعة خطى عليها الأنبياء.



• جمال شقدار ـ مهندس وكاتب من مكة: أوقفوا هدم مكة، فهي لن تهم إلا من استشعر أن شعابها وجبالها تشرفت بخطوات أقدام سيدي رسول الله والأنبياء الكرام عليهم وآلهم السلام. هموم أهالي مكة كثيرة، وأعظمها غربتهم فيها؛ ذكرياتهم ضاعت، وأقاربهم تركوها، معظم من بقي فيها هجروا أحياءهم مضطرين! يحتاج الأهالي للمصابرة وعدم الهجرة أمام العوائق، وإلا انطبق علينا المثل القائل: أهلها تركوها، والجن استلقوها! الإحباط أصابهم كما أصابنا وأصاب الجميع بسبب وعود المخططات السابقة التي لم تنفذ. أظننا جميعا نتفق على ضرورة إحترام خصوصية إنسان مكة وزائرها عند تطويرها. ومن حق أهالي مكة المشاركة في (رسم) مستقبل مدينتهم.

• مشاعل الشيباني: أوقفوا هدم مكة، فمن مزايا هذه البقعة الطاهرة، أن كل من سكنها أصبح من أهلها، تمضي عليه أحكامها وما اختصت به في شرع رب العالمين؛ ومسؤولية إعمارها والتخطيط لها، شرف لا يصحّ نفيه عن أي مسلم في مشارق الأرض ومغاربها؛ ففي أمّة الاسلام علماء وخبراء تجب عليهم المساهمة. كم أخشى أن تخلو مكة كعلامة من علامات آخر الزمان فنسد أفقها بالفنادق! وتصبح مدينة موسمية! مهجورة في غير مواسم التعبّد!

• رضا عجيمي: أوقفوا هدم مكة، قال تعالى: (وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ). (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ). استعمل رسول الله عتاب بن اسيدعلى مكة، وقال: يا عتاب، أتدري على من استعملتك؟ على أهل الله تعالى، فاستـوص بهم خيـراً.





• د. سلطان طاس ـ مكة المكرمة: أوقفوا هدم مكة، إذ ليس هناك أدنى إعتراض على توسعة الحرم. ما يحزننا هو ما يحصل من تغيير لجغرافية مكة لصالح بعض المتنفذين من المستثمرين. أحياء بكاملها تزال بجبالها وشعابها بحجة التطوير. للمعلومية سيتم إزالة أحد آخر الآثار النبوية في مكة قريباً وهو (بئر طوى)، وأنا الآن أحاول جاهداً الدخول اليه لتصويره! آخر الهدميات: شعب عامر، الفلق، وجبل عبادي، جبل المدافع، جرول، جبل الكعبة، جبل القلعة، وجبل أجياد. إفراغ مكة من أهلها وإزالة جبالها بحجة التطوير ليس إلا عبث. لا نطالب بحفظ الآثار، لأنه لم يعد هناك أي أثر من آثار النبوة في مكة (فقد جرى تدميرها جميعاً). أما الإتهام بأن أهل مكة يحيون البدع فهو محض إفتراء!

• محمد الساعد: أوقفوا هدم مكة: سيدي يارسول الله! لم يبقوا لك أثر نراه، لم يبقوا بيتك ولا مساجدك، والآن يحتفون بآثار (ابن سعود و) ابن عثيمين! سؤال بريء: أين المساجد السبعة؟ أين غار جبل أحد؟ أين منزل الرسول في مكة؟ أين الآبار النبوية التي شرب منها الرسول وباركها؟ اين المساجد التي بناها؟ إنها لوثة الفرقة الناجية، التي تعتقد أن أعمالها هي الصحيحة؛ ولذلك يعتدون بالكلام والضرب على ضيوف الرحمن. رئاسة الحرمين مشغولة بفصل الرجال عن النساء في الحرمين في عمل لم يفعله الرسول ولا صحابته ولا تابعيه. منذ اكثر من 1400 سنة، والنساء يصلين بلا حواجز أمام الكعبة، حتى فرض المتشددون أجندتهم، ووضعت الحواجز في بيت الله! بيت الله ليس بيتكم!

• أفنان كوشك ـ كاتبة حجازية: أيها القمر.. تعال لأحدثك بما فعل البلدوزر. ما حصل في مكة باسم “التطوير” طمس لهويتنا وهدم لآثارنا المباركة وانتهاك لحقوقنا وعبث بممتلكاتنا. أوقفوا هدم مكة، فما يحصل فيها من هدم للهوية والآثار هو نتيجة الأطماع الرأسمالية لتحقيق مصالح شخصية باسم (التطوير). اتمنى من أهل مكة أن يرفضوا مشاريع الهدم وأن ينتظروا القوة الجبرية كما فعل إخوتنا في الرويس.





• عبد الصمد ساعاتي ـ مكة: لمآقي كل أهل مكة مع البكاء نصيب. كل الأحياء التي أحاطت بالحرم هُدمت، والجبال سويت بالأرض، لم يبق سوى أديم أرض وطأتها أقدام الأنبياء. هدم آثار مكة طمسٌ لهوية تاريخية لا تنتمي لعهد ولا لفكر بعينه، وهو ما يتعارض مع أحادية الرؤية لدى البعض، لذا كان لا بد من طمس شخصيتها. أي مخطط للتطوير هذا الذي يدخل كل أحياء مكة القديمة لأرشيف؟ أهم الجبال لم تعد قائمة أو مرئية وعددها 4 كانت تحيط بالحرم. ومع هذا هناك من يقول بأن هذا التدمير يحافظ على الهوية والروحانية! أي هوية وقد زالت من الوجود، حتى بئر زمزم ليس له وجود كبئر، وقد حُرم المسلمون من مشاهدته إلاّ عبر الصنابير وعبوات الخمسة ريالات. البعد (الإنساني) تحول الى بُعد (خرساني)! هناك تغيير جغرافي إجتماعي ديموغرافي جيولوجي يطال مكة، أين هي الجبال؟! مازال هناك من يقترح إزالة الرواق التركي في الحرم، وقد أزيلت منائره كلها، وبعض أجزاء منه. صورة مؤلمة: فقد ارتفعت الساعة، وقُزّمت الكعبة! بناء غريب استحوذ على المشهد! حينما ينتهي مخطط الهدم الجهنمي في مكة، لن يبق بها من التاريخ القديم والآثار غير الكعبة المشرفة؟

• تركي الهديان: في كل مجلس ومجمع يتحسّر الوالد والأعمام على شعب عامر، والحلقة، والغزة، وآثار الآباء والأجداد. أليست جريمة أن يُطمس تاريخ مئات السنين في أيام أو شهور؟. الهدم وصل إلى الحجون؛ وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من كداء، وهي الحجون؛ أي أن مكة التاريخية مُسحت تماماً، وهذه جريمة تاريخية:

كأنْ لم يكنْ بين الحجون إلى الصفا

أنيسُ ولم يسمر بمكة سامر

بلى نحن كنا أهلها فأبادنا

صروف الليالي والجدود العواثر

ألم يمكن تطوير مكة وفي نفس الوقت الحفاظ على تاريخها ممكناً، أم أن لغة الهدم هي التي نحسن؟. شيء من الحكمة وشيئ من التعقل يغنى عن كثير من الهدم. دعوات إيقاف الهدم جاءت متأخرة، فقد مُسحت الشامية، وغزة، والمسفلة، ومقدمة أجياد، وأوقاف الشريف غالب، والدور قادم على غيرها.

الصفحة السابقة