يد مبسوطة في القمع

زمن الإعتقالات السعودي

محمد الأنصاري

في سياق تصعيد حملتها ضد النشطاء السياسيين والحقوقيين، اعتقلت السلطات السعودية الناشط السياسي الدكتور محسن العواجي، على خلفية ممارسته لحرية التعبير وابدائه آراءً
عبدالمحسن العواجي
سياسية تتعلق بالأوضاع في المنطقة كمصر وغيرها، حيث كان له دورٌ في اصدار بيان سمي ببيان المثقفين السعوديين المؤيد لموقف الإخوان المسلمون في أزمتهم الحالية. ويقول مطلعون، بأن البيان ذاك، والذي لازالت الصحافة السعودية تهاجمه وتتهم من يقف وراءه وتشهر به، وجّه رسالة صريحة الى المواطنين بأن هناك من يختلف مع الملك عبدالله في مواقفه تجاه ما يجري في مصر او غيرها، كما ان تعليقات العواجي على البيان في فضائيات عربية اعتبر رداً على الملك عبدالله وسياسته في مصر ونقده الحاد للحركات والأحزاب التي قال بأنها مزقت الأمة في اشارة الى الإخوان المسلمين سواء في مصر او حتى داخل السعودية.

أيضاً فإن د. محسن العواجي قد اعتقل بعد يوم واحد من اجرائه مقابلة مع فضائية المجد، تعرّض فيها الى الحكم السعودي، وممارساته، والمح الى انه يستغلّ الإسلام ولا يطبقه.

وقالت أوساط حقوقية بأن العواجي الذي سبق له أن اعتقل مرات عديدة، كانت احداها في التسعينيات الميلادية الماضية والتي استمر لسنوات على خلفية توقيع عريضة الحقوق الشرعية، تعرض خلالها للتعذيب، وهو ما قاله بتأثر وألم على شاشات التلفزيون في مراجعته لتلك الحقبة.

محمد البجادي

العواجي هذه المرة كما قبلها اختطف اختطافاً، وبعد التحقيق من قبل أهله علموا انه قد اعتقل لدى جهاز المباحث، بدون ان تقدم السلطات إذناً قضائياً او مبرراً لما قامت به، ما يجعل الاعتقال هذا وغيره يدخل في دائرة الإعتقال التعسفي.

أيضاً يذكر بأن العواجي قد سبق وان اعتقل على خلفية نقده لمسؤولين وأمراء كبار وبصورة علنية كنقده للأمير خالد الفيصل، لكن الاعتقالات التي تعرض لها في السنوات الأخيرة لم تدم سوى أيام، وإن تكررت على خلفية ابداء الرأي والتعبير عنه. وينظر المراقبون الحقوقيون بعين القلق من حقيقة ان وزارة الداخلية السعودية أصبحت اليوم اكثر قسوة وقمعاً من أية فترة مضت، وأنها تنزل أحكاماً بمعارضيها لسنوات طويلة ولأتفه الأسباب فضلاً عن التجاوزات الكثيرة التي يتعرض لها الأبرياء والتي قد تكون على شكل سجنهم لسنوات ثم تتبين براءتهم ولا يعوضون عن ذلك.

المسألة الأخرى تتعلق بحقيقة ان الاعتقالات المتصاعدة تؤشر سلباً الى ان النظام لم يوفّر أحداً بالإعتقال سواء كان مناطقياً او قبليا او مذهبياً او حتى ضمن الدائرة النجدية السلفية الخاصة، ما يفتح معارك مع كل المواطنين، حتى أولئك الذين يوصمون بالإعتدال، والليبرالية والداعين الى بقاء النظام السياسي السعودية، ومن اقرب الأمثلة: اعتقال الدكتور تركي الحمد، والآن اعتقال الدكتور العواجي؛ وهذا الأخير بالذات لم يفوت فرصة إلا واعلن ولاءه وبيعته لآل سعود، كما أنه كان ولسنين طويلة شديد القسوة على معارضي النظام، ومن كل الإتجاهات، ما جعل البعض يعتقد بأن هناك تنسيقاً بينه وبين وزارة الداخلية، او محاولة ابرام صفقة ما باءت بالفشل.

ومن اخبار الإعتقالات:

  • قالت عائلة المهيلب، أن ابنها ياسر قد اعتقل، حيث اقتيد من سيارته الى السجن الإنفرادي، ومنعت عنه الزيارة والإتصال، حسب حساب أخيه علي في موقع تويتر. والمعلوم أن عبدالله المهيلب والد ياسر لازال معتقلاً منذ تسع سنوات، رغم وجود أوامر قضائية بالإفراج عنه، حيث لم تتم ادانته كما لم يتم تعويضه ولا حتى اطلاق سراحه. علي المهيلب اكد بأن العائلة محرومة من زيارة الأب والأخ.
  • من جهة اخرى، اعتقلت السلطات خالد وليد المديفر، ليلحق بوالده المعتقل في السجن منذ سنوات. وقد دأب خالد على نقد السلطات في انتهاكاتها لحقوق الإنسان في موقعه على تويتر. من بينها تغريدة تتعلق بالمعتقل صالح القرعاوي، الذي فقد رجليه واحدى عينيه، وفكّه، وإحدى يديه، يقول فيها: (آن لأبي جهل ان يمد رجليه، فقد وُجد في زمننا من هو اغدر منه وأطغى).
  • وبسبب المشاركة في اضراب الكرامة احتجاجاً على الاعتقالات التعسفية لسنوات بدون محاكمات، والذي شارك فيه نحو ١٠٠ معتقلا في سجون مختلفة كالحائر والطرفية.. نُقل عدد من المعتقلين المضربين لعيادات السجون بعد تردي حالتهم الصحية. من بينهم زياد سلامة عود العويضة الخالدي وابراهيم المحسن الخالدي؛ وعادل الفالح الذي هو اصلاً من مدينة الجوف؛ اضافة الى راكان بن يوسف الجنيدي، وجميع هؤلاء مضربون في سجن الطرفية.
  • من جهة اخرى، تمكنت عائلة المعتقل فالح الرزني من زيارته في معتقل الطرفية بعد منعه من الزيارة مدة ٣ اشهر، وتقول اخته تهاني الرزني بأن أخاها مصاب بالقلب ويعاني من امراض نفسية وجسدية. وتجدر الاشارة الى أن اخ فالح وهو خالد قد قضى في السجن تحت التعذيب.
  • على صعيد آخر، وبعد أشهر طويلة من تغييبه وحرمانه من حقوقه الطبيعية، وفي مقدمها التمتع بزيارة عائلته، تم السماح لعائلة الناشط الحقوقي محمد البجادي بزيارته، حسب شقيقه سامر البجادي في حسابه على تويتر. وقال سامر بأن حالة شقيقه الصحية جيدة.
الصفحة السابقة