الراتب ما يكفي الحاجة

رمضان كريم. الأسعار مجنونة. الرواتب قليلة. الشحاذون تكاثروا. وفجأة: مليارات خمسة الى مصر!

الناس جياع، قسم كبير منهم على الأقل. الفقر أبو الكفر. وهو فوق بحيرات النفط كفرٌ مضاعف!

صائمون جائعون فقراء. عشرة ملايين مواطن صرخوا: الراتب ما يكفي الحاجة. لماذا؟ لأن الغلاء اصبح آلاف الأضعاف خلال العقود الثلاثة الأخيرة، في حين ان الراتب لم يزد عن ٦٥٪ بالمائة!

الغلاء والديون واضحة المعالم. لكن الألم داخل كل مواطن هو مقارنة حاله بالعيش الرغيد لجيرانه في قطر والإمارات وحتى الكويت!

لمَ لا يكون مثلهم. إذن فليعترض في نهار رمضان، وليحتسب الأجر من الله!

يقول الشاعر:

وش فايدةٍ راتبٍ ما يقضيِ الحاجةْ

والوقتْ فاتحْ علينا كلّ بِيْبَانَهْ

من باب مداخله ليّا باب مِخْراجَهْ

يروح ما بين فاتورة وديّانهْ

د. عبدالله الفارس وجه هذه الرسالة: (حكومتي الموقرة. هذا الهاشتاق مؤشر خطير، يذكرني بثورات الخبر. سارعي الى توفير مطالب الشعب قبل أن يصبح الشقّ أكبر من الرقعة). هل هناك نقص في الأموال؟ كلا.. دخل السعودية ترليون وثلاثمائة مليار ريال كل عام، دون احتساب الضرائب والزكوات والرسوم وحافز وغيرها. اذن كيف يكون هناك (شعب اسفل قدميه انهار وأودية من البترول، ومع ذلك هناك من يتلحف الهواء ويتوسد الحجر ويتسول حقاً من حقوقه) كما يتساءل احد المغردين.

كيف يكون لدينا اكبر تصدير للنفط ولدينا فقراء:

كالعيس بالبيداء يقتلها الظمى

والماءُ فوق ظهورها محمولُ؟

كيف يطير راتب المواطن قبل انقضاء ثلث الشهر؟ هل هو شعب مسرف، أم القضية ان الراتب صغير؟

كيف لا يُصدم المواطن بالتبرعات الحكومية في حين أنه يعيش الفقر المدقع (٣٠٪ من الشعب تحت خط الفقر).

ويخاطب آخر الملك بأنك (رأيت فقرنا بعينك، هناك مدن صفيح كاملة في كل المناطق تقطع نياط القلب، ومع ذلك، خيركَ لغيرنا).

ثالث قال للملك: (انت أعطيت هؤلاء دعماً، ونحن الذين نحبك ماذا تقدم لنا، اليس شعبك أولى؟).

المغرد حنكشة يقول بأنه صدّق مقولة القناعة كنز لا يفنى، ولكنه اكتشف انه منذئذ (وأنا آكل تبن).

الراتب إليّا حلّ من حِيْنَهْ يطيرْ

حنّي عَلَيَّهْ يا بلادي عَطيْني

النفط واجِدْ.. نفعه يروح للغيرْ

لكنْ أنا منْ نطفنا وشْ يجيني؟

الدكتور عبدالله النعمي يخاطب الملك عبدالله: (كلهم في ذمّتك. ولكلّ منهم حقّ شرعي في هذا المال. انظر كيف ستلاقي ربّك. ولا يغرّك الكاذب. أنتَ رأيتَ الفقرَ والبؤسَ في عاصمة مُلْكِكْ). وصبا الحمد تستعير من المرحوم الوزير السفير غازي القصيبي قوله (لو ان المملكة يصرف مالها فيها، لكانت أعمدة الإنارة من ذهب). ويخاطب خلف العطاوي الملك: (يابو متعب انظر في وضع شعبك هؤلاء الذي يقولون الشعب بخير لو يصير على الدولة حرب، هجّوا وتركوها، ولا يدافع دونها غيرنا).

الصفحة السابقة