من علامات قيام الساعة!

السعودية تنتقد إساءة حقوق الإنسان في النرويج

فريد أيهم

انتقاد النرويج أثناء مراجعة سجلها الحقوقي، ليس قضية كبيرة، مع أن النرويج والدول الإسكندنافية عامّة تعتبر في أول قائمة دول العالم احتراماً لحقوق الإنسان. الشيء المدهش هو أن هذا النقد جاء من السعودية، صاحبة السجل الأسود في حقوق الإنسان، والدولة المصدّرة للإرهاب والتطرف وعدم التسامح داخل حدودها وفي أرجاء العالم.

موضوع النقد السعودي مثير أيضاً وهو التعرّض للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال السماح بنشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة له، انطلقت ابتداءً من الدانمارك. الان يبدو ان الرياض شربت حليب السباع، وبدأت بموقف متشدد ضد النرويج، وليس الدانمارك او ألمانيا او بلدان غربية اخرى، سمحت هي الأخرى بنشر الرسوم المسيئة، وسجلها الحقوقي أدنى مستوى من النرويج.

والسبب هو أن النرويج كانت في مقدمة الدول التي انتقدت سجل السعودية الحقوقي الأسود أثناء المراجعة الدورية الشاملة، فأرادت الرياض الرد بالمثل! وهذا ما جعل القصة متميّزة حقاً، وأضحت حديث الصحافة والقنوات الفضائية، وسخرية المغردين السعوديين.

وزير الخارجية النرويجي بورج برند الذي شهد جلسة المراجعة الدورية الشاملة لبلاده في جنيف وسمع تعليقات المندوب السعودي علق قائلاً بأن المثير للسخرية هو أن السعودية تنتقد دولة مثل النرويج لسجلها الحقوقي! واضاف: (من سخرية القدر أن دولاً لا تؤيد حتى حقوق الإنسان الأساسية لديها تأثير في مجلس حقوق الإنسان) في اشارة الى السعودية.

صحيفة الإندبندنت البريطانية، قالت بأن الرياض انتقدت النرويج بحجة عدم حمايتها مواطنيها المسلمين، اضافة الى انها لم تفعل بما فيه الكفاية لإيقاف إهانة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ والأكثر سخرية ان الرياض ومعها دول الخليج ابدت قلقها من واقع حقوق الانسان في النرويج حيث تزايد حالات العنف والإغتصاب وعدم المساوة في الثروة، في بلد ينهب أمراؤه ثروة الشعب وأرضه وتنعدم فيه المساواة ويضطهد فيه ليس فقط اتباع الأديان الأخرى، بل وحتى المسلمين من المواطنين والأجانب الذين لا يدينون بالمذهب السعودي الرسمي.

الصحفي المقرب من السلطات، طارق ابراهيم، كتب مقالاً بعنوان: (تكتيكنا الخارجي تغير والبداية بالنرويج!) واورد كلمة المندوب السعودي الناقدة، وعلق: (هذا الكلام كنا نسمع ممثلي بعض الدول الغربية والمنظمات الحقوقية توجهه لنا، والآن بتنا نبادر في توجيه النقد للآخرين، وفي ظني هذا عمل تكتيكي رائع)؛ ونصح: (ينبغي أن يكون هذا تكتيكنا في المستقبل؛ حتى لا يكون موقفنا دائما هو موقف المدافع فقط) مشدداً على ان خروقات النظام لحقوق الانسان ليست خروقات حقيقية ونَسَبَها الى الدين وثقافة المجتمع.

المغردون السعوديون سخروا من نقد حكومتهم للنرويج. علق احدهم: (يلاّ هانت! بكرا السعودية تنتقد السويد في تصدير الإرهاب!) وآخر قال: (عادي يا جماعة! ليش مكبرين السالفة. هذا الشيخ الشنار والداؤود يتكلمون عن حسن الخلق وهم اسوأ الناس خُلقاً)؛ واضافت مغردة: (ما لقيتم إلا النرويج؟! يا قوّة عينكم!) يعني يا بجاحتكم.

هل كان ما قام به مندوب السعودية في مجلس حقوق الانسان مجرد نكتة تتمتع بنهاية غير متوقعة؟ نعم!: ( انظروا من الذي ينتقد ويتكلم عن حقوق الإنسان! إنها السعودية)! يقول مغرد.

هضيب العضلاني يغرد: (لم أتوقع أن أرَ هذا في حياتي: السعودية تنتقد سجل حقوق الإنسان في النرويج، وبالأخص: عدم عدالة توزيع الثروة… يا ربّاه!). والناشط النعيمي علّق: (أوووف، من جِدْ؟ هذا اذا قيل أعور ويناقرْ. فشّلتونا!). والمغردة بحور تقول: ما أعظمها من شطحة. الجَمَلْ لا يرى أن رقبته عوجاء. أيها النرويجيون: عيب عليكم! طالعوا وجْهْ السعودي واحلبوا حقوق)! والعتيبيّة الحرّة تسخر من تمسك آل سعود بالإسلام: (لو طبّقوا الشريعة الإسلامية مثلنا، كان أخذ المواطن النرويجي حقّه. بسْ كفّار، ما عليهم شَرْهَهْ).

لكن لا بأس فنحن في مملكة الإنسانية ندافع عن حقوق الإنسان في كل العالم!

بندر قدير أعلن ساخراً عن تضامنه مع الشعب النرويجي المظلوم، الذي أقفلت حكومته السجون وحولتها الى فنادق. ودعا مغرد آخر النرويجيين الى طلب اللجوء عندنا في مملكة الإنسانية؛ والعزاز غمز من قناة الانتهاكات السعودية فقال عن النرويج وهو يقصد بلده: (السجن بالمدد الطويلة في النرويج بدون محاكمات وإهانة بالغة لذوي السجناء عند زيارتهم. منكم لله يا النرويج)!  وتمادى المغرد الشهراني في السخرية: (هؤلاء الكفرة ليش ما يطبّقون التشبيك، وحافز، ونطاقات؟ لن نسكت حتى يهشتقوا: الراتب ما يكفي الحاجة).  وتصاعدت حمّى المزايدة، فقال سليم بَخْشْ: (الى متى نسكت عن هؤلاء الظَلَمَةْ؟ لازم يأتون يأخذوا دورات في سجوننا عن المعاملة الإنسانية، وفي محاكمنا دورات عن العدل).

الحوقي طه الحاجي علق: (اعتقد انه لازم نبدأ ببرنامج مناصحة مكثّف للنرويج. ما ينفع نتركها تنتهك حقوق الناس بهذه الطريقة. أهم شيء التوزيع العادل للثروة)!

الصفحة السابقة