الناشطة المعتقلة: سعاد الشمري

تضامن نسوي ضد اعتقال الشمري

هاشم عبد الستار

فوزية ومنيرة سيدتان تجاوزن الخمسين من العمر، اعتقلن بلا مبرر، ووضعن في سجن بريمان بجدة على ذمة التحقيق، ولا سبب معقول او غير معقول وراء هذه القصة، ما دفع بالناشطة الحقوقية سعاد الشمري الى الدفاع عنهن. خاطبت وزير الداخلية من موقعها على تويتر، بالقول: (هل تعلم ان نصف نزيلات سجن بريمان تم القبض عليهن بشارع عام، يتنقلن مع سائق، ولفّقت لهنّ تهمة الخلوة، فهل انت راض؟).. كما خاطبت رئيس هيئات المنكر بالتالي: (ما هو القرار الذي استندت عليه، حين تسمح لشبّيحتك بالهجوم والقبض على نساء وهنّ داخل مركَبَةْ؟).وشرحت حال السيدتين اللتين اعتقلتا على يد رجال الهيئة وهم يقذفونهما بالتهم، بل أن أحدهم ضرب إحداهن على صدرها فأغمي عليها لأنها تعاني من مرض القلب؛ وحين جاء الإبن الدكتور ليكفل والدته بالخروج من السجن، رفضت الأم، لأن تهمة الخلوة مع السائق كانت جارحة جداً. وطالبت سعاد الشمري الملك بأن يوقف المهزلة ويحمي المرأة؛ فما كان من مباحث أمن العائلة المالكة إلا أن اعتقلوها!

د. هتون الفاسي: اعتقال لاختلاف في الرأي

الدكتورة هتون الفاسي علقت على الإعتقال: (ليس من مصلحة الوطن الاعتقال لاختلاف في الرأي او بسبب التعبير عنه، وإلاّ فما فائدة الحوار الوطني ومشاريع الاصلاح الفكري؟). وتساءلت الاعلامية والناشطة تماضر اليامي: (هل نتمنى اعتقال كل من لم يعجبنا حجابهن او اسلوبهن او منطقهن.. أيقنت اننا مجتمع حاقد كاره؛ في قلبه من السواد ما يخيف). والحقوقية هالة الدوسري رأت أن (الاعتقالات والتهم ضد أفراد لا يملكون سوى رأي خاص بهم، تكشف بأبلغ ما يكون حقيقة السلطة والمجتمع معاً)؛ وأضافت بأن احدى التهم التي وجهت لسعاد هي: (التهكم على النصوص الشرعية، كرفع نظام المحرم، ونفي القداسة عن رجال الدين) وهي (تهمة يجب ان توجه للمدعي العام والسلطة الدينية). اما الناشطة الحقوقية نسيمة السادة فكان تعليقها: (التقيت بها ـ أي بسعاد الشمري ـ عدة مرات. وللأمانة أقول أن لها قلباً رقيقاً؛ سريعة الدّمْعَةْ، ورأيتها تدعو الله وتبكي، فهي أبعد ما تكون عن الإلحاد، وان اختلفنا). ايضاً فإن الناشطة عالية آل فريد تقول بأن (احتجاز الأفراد الذين يسعون الى المساهمة في تعزيز وحماية حقوق الانسان أمرٌ غير مقبول)؛ وأضافت بأن سعاد (سيدة شجاعة وعَتْ قوانين وأنظمة بلادها، فهبّت مناصرة للحقوق بإنسانيتها وعفويتها المعهودة، وساعدت الكثيرات ممن تعرضن للظلم).

إنصاف حيدر، زوجة المعتقل رائف بدوي، لفتت الانتباه الى أن تهمة سعاد الشمري، هي نفسها التهمة الموجهة لزوجها وهي (الإساء للإسلام) وليس لمشايخ الوهابية او آل سعود الذين يعتبرون معارضتهم او نقدهم معارضة ونقداً للإسلام نفسه!

حقاً:

الحقوقية الدوسري:
اعتقال سعاد يكشف حقيقة السلطة

إن الملوكَ بلاءٌ حيثما حلّوا

فلا يكنْ لكَ في أبوابهمْ ظِلُّ

ماذا تؤمّلُ من قومٍ إذا غضبوا

جاروا عليكَ، وإنْ أرضيتَهُمْ مَلُّوا؟

هند الزاهد تعاطفت مع الناشطة سعاد الشمري وقالت عنها انها (كرّست نفسها لمناصرة المستضعفات ووقفت معهن حتى في المحاكم، ودافعت ومازالت عن كل مظلوم). وهي بالتالي (دفعت ثمن تفكيرها بصوت عال، نيابة عن كثير من العبيد. لم تسيءْ سعاد للإسلام بل جرّدت بعض المتأسلمين من ثيابهم).

وإزاء هذا الكم من النقد من السيدات بالذات، لا يسع المراقب إلا أن يتوقع أن أي تغيير في السعودية ستكون النساء في طليعته. ومع ان النظام قد كسر حاجز التعرّض للنساء بالإعتقال والإيذاء، وراح جلاوزته يمارسون ما يريدونه من تعذيب بحقهن ـ أسوة بالرجال؛ إلا أن النساء في السعودية يبدين مقاومة وشجاعة تفوق في كثير من الأحيان الرجال أنفسهم. ما حدا بأحد الناشطين الى التعليق: (إن نهاية هذه الدولة ستكون على أيدي النساء؛ اما الرجال، فما عندكَ أحد)!

الناشط السياسي والاعلامي غانم الدوسري، انتقد اعتقال سعاد الشمري، وعلق: (كل الشعب السعودي الشقيق مُعتقَل، ما يحتاج يحطّونك بين أربعة جدران لتعرف أنك معتقل. إنها مهلكةٌ بكل معنى الكلمة). فيما علّق آخر: (لا تناقش، لا تُناقش.. كلُّ ما حولكَ داعشْ)! بل ربما تكون الأخيرة أكثر تطوراً وعقلانية من مشايخ آل سعود. فداعش لم تمنع المرأة من قيادة السيارة مثلاً! ومع هذا يأتيك سعود الفيصل فيقول بأن العائلة المالكة تحترق من أجل اقناع الشعب المُسعود بـ (التطوير)!

الصفحة السابقة